لندن ـ كاتيا حداد
تتميز معابد منطقة تامبل نادو بممراتها الضيفة في الغابة وخزانات المياه القديمة ووجود القردة التي تسكن الحواف، والتي تتطلع بحذر نحو الأسفل ثم فجأة تقفز على أظهر احصنة الطين العملاقة على طول الابراج، والتي صمّم الحصان منها بأذان مدببة وعيون منتفخة وأفواه مفتوحة ويحدق باتجاه كل من يسير في الممرات. ويقع بالقرب من المعابد الكثير من خيول الطين أصغر حجما، والكثير منها مرسوم على الجدران، وتضم الرسومات ايضا شخصيات من البشر مع شوارب كبيرة وقبعات وحكماء جالسين واضعين الاكاليل على رؤوسهم
التي تدخل الانسان الى عالم نارنيا من المناظر الطبيعية الساحرة الأسطورية.
وتقع المعابد في جنوب الهند، وتضم قرية نارثماليا ضريح أيانار الموجود في كل قرية تقريبا، ولكن هذا الضريح هو أكثرها اثارة، ويعتبر ايانار اله شعبي للهنود يعتلي دائما حصانا" ابيض ويحمى القرى من الارواح الشريرة، وعادة تكون المعابد على حافة القرية، ويحيط بها خزان للمياه أو تقع فيبستان مقدس، ويقال ان ايانار يقوم بدوريات في القرية على ظهر الخيل لحمايتها، لذلك لا يبقى احد في شوارعها بعد حلول الظلام.
وتشتهر منطقة تامبل نادو بمعابدها الحجرية الرائعة، منها معبد بالفاس في ماهاباليبورا ومعبد شلس في ثانجافور ومعبد الالهة الكبيرة ميناكشي في مادوراي وأكثر من ذلك بكثير، ولكن لا يوجد أكثر سحرا من أضرحة أيانار لأنها مخبأة في القرى النائية وقلة من الناس تعرف أين يمكن العثور عليها لذلك يقدم فندق بانغالا كتبا" قديمة حول الأضرحة والبساتين المقدسة.
وتمتلك قرية نارثماليا سحرها الخاص كقرية صغيرة تمتلئ بحقول الأرز والبرك وسط النتوءات من الجرانيت، ويبعد الضريح حوالي 10 دقائق بالسيارة وبالقرب منه معبد بني من الحجر يعود للقرن التاسع على الجزء الأخر من تل تصطف الأشجار على طول الطريق الواصل اليه ليصبح المكان أكثر سرية.
وتشهد المعابد مهرجانات سنوية عادة ما تكون بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو، ويتبرع القرويون لرسم الحيوانات على الطين، التي تصطف في خطوط تنظر باتجاه المكان المقدس، وتعتبر الخيول من الحيوانات الاكثر شعبية نظرا لأنها حيوان أيانار، وهناك الأبقار ايضا مع النتوءات على ظهورها، والفيلة مع الجذوع، وأصبحت هذه الرسومات تتحلل على مر السنين ليتلاشى الطلاء المتوهج وتظهر بشكل مختلف، فتبدو السحالي والقرود وكأنها أجساد بدون رؤوس والقرود تحوم حول أجسادها الجوفاء، وأصبحت في النهاية
رمز لدورة الحياة والموت والتناسخ.
ويعتبر كاشيرجان من بلدة أرناثانجي واحدا من الخزافين الأكثر احتراما في المنطقة ويعمل تحت مظلة من عسف النحل على عجلته التي تديرها زوجته الجالسة على الأرض، ويحاول في هذا الوقت صنع الأواني لموسم الخيول، وتنتشر حوله القطع التي صنعها العام الماضي وتلك التي ما تزال في طور الاعداد والتي ستدخل الفرن عما قريب، ولا يعتبر عمله رخيصا، فالقطعة لديه تكلف 5000 روبية أي 53 جنيه استرليني بما في ذلك الرسم.
ويحتوي معبد قريب في قرية كوثاديفايال أكبر الخيول في المنطقة والتي يبلغ ارتفاعاها ستة أمتار، والتي تأتي كتبرعات من الخزافين في كل عام، التي تقدم كقرابين للالهة، وهناك العديد من هذه التماثيل على طول المعبد كدليل على طلب الناس المساعدة من ايانار من الفيضانات التي دمرت تشيناي مؤخرا.
وتمثل كل التماثيل المصنوعة من نفس المكونات ايانار وهو يحمل السيف ويمتطي حصانه الأبيض، فيما تأتي العديد من الخيول على أشكال بشرية، وأعينها مسلطة على الغابة للمراقبة، وتعتبر تماثيل معبد ايلانغوديبادي بالقرب من قرية ناماناسانودرام في منتصف اللامكان، ويصل اليه ممر متعرج يحتوي على آلاف التماثيل من الخيول والفيلة التي تطل على الغابات، فيما تماثيل الخيول المكسورة الفخارية تأتي وراء المذبح داخل المعبد.
ويعتبر فندق بانغالا مكانا مناسبا للإقامة أثناء القيام برحلة المعابد وتبدأ تكلفة الاقامة فيه من 82 جنيه استرليني، وهناك العديد من الرحلات الجوية التي تصل الى الهند من مطار هيثرو في بريطانيا ومنها شركة طيران الامارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية.
أرسل تعليقك