تُعتبر "بورنولم" من أبرز المقاصد التي يفضلها سكان الدنمارك خلال الصيف نظراً إلى أنها غنية بالمنازل الصيفية والفنادق الأنيقة المميزة الواقعة علي الساحل الشمالي، إضافة إلي المساحات المخصصة للبيوت المتنقلة والشواطئ الرملية في الجنوب.
وتتميز الجزيرة بالمنحدرات الحادة والمتعرجة، وتبعد عن السويد حوالي 20 ميلا، وهي أقرب من بولندا عن العاصمة الدانمركية ما يجعلها تبدو وجهة غير مألوفة لسكان كوبنهاغن من الدانمركيين.
وفي ظل انخفاض تكلفة رحلات الطيران إلى أماكن مثل جزر الكناري وتايلاند في فترة الثمانينات كان لابد لجزيرة بورنولم ان تعيد اكتشاف نفسها من جديد، وشهدت الكثير من التطورات بداية من تحسن الذوق العام للجزيرة من حيث المطاعم فضلاً عن المنافسة فيما بين أفضل الطهاة الدانمركيين. وتسعي الجزيرة حالياً إلى أن تصبح صديقة للبيئة بنسبة 100% في حلول عام 2025 بحيث يكون المجتمع هناك خالٍ من الكربون الذي يعد أحد المصادر الأساسية للطاقة المتجددة. وفي سبيل ذلك كان أحدث مشروع هو فندق "C2C" الذي استخدمت في تدشينه المواد القابلة للتحلل أو القابلة لإعادة الاستخدام وجرى افتتاحه رسمياً في نيسان/ أبريل، في حضور ولي عهد الدانمرك الأمير فريدريك.
وأعادت الجزيرة أيضاً إحياء الطرق التي كانت تستخدم في السابق لنقل البضائع من خلال الدراجات منذ عام 1981، وهي الطرق التي تأتي بطول مائة وخمسين ميلاً وكانت تعد أكبر شبكة طرق للدراجات في شمال أوروبا وتمر من خلال الغابات وخطوط السكك الحديدية المهجورة وذلك بعيداً عن أي حركة للمرور.
وتقدر وكالة السياحة المحلية بأن عدد الممارسين لركوب الدراجات الذين يصلون إلي الجزيرة كل عام يبلغ 30 ألفًا وتتيح الجزيرة نظراً لمساحتها قضاء عطلة قصيرة أو مغامرة لركوب الدارجات على الطرق الجميلة الممهدة. وفيما يلي نلقي الضوء علي بعض الأماكن من خلال جولة على إحدى الدراجات. في البداية هناك طريق ساحلي بطول 64 ميلا يعد واحدا من أفضل الطرق التي ترضي الزائرين. ويبدأ بمسار ضمن غابات على الساحل الغربي يتبعه الصعود على أحد المنحدرات الصخرية من "الجرانيت" ثم بعد ذلك الوصول إلى التلال حيث حقولها الصفراء الزاهية والمراعي وأشجار عيد الميلاد. وقبل سلوك المسار الذي يؤدي إلى الشواطئ الرملية للشمال فإن الطرق التي تمر عبر الجزيرة هي أبعد من الطرق الرئيسية.
ومن الممكن اعتماد الطريق الذي يربط بين كليمنسكر و رو ويؤدي إلى وادي ضيق بين المنحدرات الحادة، كما تمر الطرق الأخرى عبر غابة Almindingen"" وهي من الغابات الضخمة في الدانمرك وتتزين في منتصف آيار/مايو بينما تبدو الألوان بداخلها لا تصدق.
ويوصي دليل الدراجات الرسمي بأخذ جولة لأربعة أيام والمرور بمنتجعات ومدن مثل Allinge و Gudhjem و Svaneke إضافة إلى قرى الصيد Teglkås و Teglkås الجميلة التي تقع بينهم فهي جميعاً أماكن يجب التوقف عندها واستكشاف الجمال الذي تتمتع به.
ويعتبر ديود أفضل الشواطئ التي تقع في الجزيرة والأفضل في الدانمرك من حيث الرمال التي يغلب عليها اللون الأبيض وهي جيدة لممارسة السباحة. وإلى جانب الشاطئ يوجد أعلاه منارة فضلا عن اثنين من الاستراحات الألمانية. وهناك الساحل الصخري في الشمال بالتحديد جوبي سفانكي الذي يمنح خوض تجربة القفز في المياة العميقة من على ارتفاع 50 مترًا.
ويقدم Gudhjem’s smokery شرائح السمك المدخن ولكنه ليس أفضل الأماكن لتناول الطعام إذ من الممكن تقديم مثل هذا النوع من الأسماك في أماكن أخرى، وبالتالي يوصي بتجربة Hasle smoker الذي يقع في المحطات الأولى خارج Rønne وإذا وصلت إلى المكان في العاشرة والنصف صباحاً ستشاهد الطرق التقليدية المتبعة ومراحل الإعداد الخاصة بهذه الأسماك والتي تعطي بيوت الصيد القديمة طابعاً فريداً بحيث تأتي علي شكل هرمي غير عادي. وتبلغ تكلفة تناول وجبة أسماك مدخنة حوالي 5.40 جنيهات إسترليني.
ويقدم فندق Klippen أيضاً طعامًا جيدًا ونظيفًا ويبدأ سعر الغرفة المزدوجة 58 جنيه إسترليني. كما يوجد مطعم Kadeau الذي جرى افتتاحه منذ ثمانية أعوام في الكثبان الرملية في الجنوب.
وهناك الفندق صديق البيئة وتبدأ أسعار الغرفة المزدوجة 117 جنيه إسترليني داخله، وجرى افتتاح الفندق في نيسان/ أبريل من العام الحالي وشهدت عملية تدشينه الاعتماد على المواد المعاد تصنيعها كالزجاج والحجارة التي كانت توجد سابقاً في الموقع، كما توجد خلايا للطاقة الشمسية جرى وضعها على زجاج النوافذ والشرفات لتوليد الكهرباء.
وهناك مخيم Hullehavn والذي يبعد خمس دقائق بالقيادة عن Svaneke وهو واحد من أفضل الأماكن الذي يظلل بالأشجار ويطل على البحر من خلال هضبة صخرية، وبالتالي يمكنك مشاهدة شروق الشمس في الصباح وغروبها في الليل.
أرسل تعليقك