توصف جزيرة شيكوكو اليابانية بأنها واحدة من أصغر وأكثر الجزر هدوءًا في اليابان، وتعتبر كوشي عاصمة الجزيرة من الأماكن المميزة للزيارة، حيث تحتوي على مطعم هو عبارة عن قاعة طعام رئيسية يسمى هيروم اشيبا، وتتكون الجزيرة من أربع مناطق بحسب اتجاهاتها الأربعة، أهمها الجزء الجنوبي الذي يسمى توسا والشرقي الذي يسمى توكوشيما.
ويمتلك السكان المحليين للجزيرة سمعة سيئة في الشرب معروفة في جميع أنحاء اليابان، ويؤكد الناس في اليابان دائمًا أن أهم صفة أساسية في سكان شيكوكو هي قدرتهم على الشرب دائمًا، وتعتبر هذه الجزيرة أصغر الجزر الرئيسية الأربع في اليابان، وتبعد نحو خمس ساعات بالقطار عن طوكيو أو ساعة واحدة بالطيارة.
ومنذ الثمانينات ارتبطت بجزيرة هونشو جسور معلقة، بالرغم من هذا فأن العديد من سكان العاصمة طوكيو لم يزوروها، وما تزال تمتلك شعور العزلة التي كانت عليه في السابق، وهي موطن للجبال التي تكسوها الغابات وكانت في السابق موطن القراصنة والمنفيين، واليوم هي موطن لأناس بعيدين تمامًا عن صخب الحياة المدنية.
وتعتبر الجزيرة مكانًا مناسبًا للزيارة بعد استكشاف طوكيو وكيوتو، فهي تقدم مشاهد خلابة على الساحل الجنوبي وبعض أفضل المأكولات البحرية في اليابان، مثل أطباق السوشي ويري الذي يطهى على نار هادئة جدا مع الثوم.
ويلتزم سكانها بالمعايير اليابانية التقليدية، ويربون سلالة من كلاب الصيد، ويشتهرون بأطباق المعكرونة المطبوخة في صلصة بيضاء، ويقدم مطعم نشيكا أدون في مدينة كوترهيرا أفضل طبق من المعكرونة في اليابان، ويستطيع الزائر للمطعم مشاهدة رئيس الطهاة كويتاكا ايواسكاي يتلوى بشكل غريب وراء منضدته، ليتضح لهم فيما بعد أنه يعجن عجينة باردة بقدميه لجعلها أكثر ليونة بينما كانت هي محفوظة في أكياس بلاستيكية.
ويصنع الشيف المعكرونة لأكثر من 23 عامًا، ويتبادل أطراف الحديث مع الزبائن ويغني أحيانًا معهم وخصوصًا أغاني بول مكارتني التي يحبها كثيرًا، وتُعرف الجزيرة أيضًا بمعبد الطريق الذي يؤمه الحجاج بعد الحصول على التقاعد، وتستغرق رحلة الحجيج من 40 إلى 60 يومًا، وتمتلك أيضًا الكثير من المواقع الأثرية بما في ذلك قلاع كوتشي والمتاحف.
ويعتبر سوق الأحد في كوتشي واحدًا من الفرص المثالية لتسوق رخيص، وهو الأكبر من نوعه وتأسس في الستينات وما يزال يعمل على طول ميل في وسط المدينة مع أكشاك تبيع المنتجات المحلية والفواكه والخضروات.
ويتربع على عرش الفواكه اليابانية فاكهة يوزو التي أتت من الصين عبر كوريا في حقبة 800 بعد الميلاد، ويستخدمها اليوم الكثير من الطهاة الغربيين وما تزال صعبة الحصول عليها ومكلفة في أوروبا، وهي فاكهة تشبه الليمون ويأتي نصف انتاجها من جزيرة شيكوكو، وخصوصا من مزارع قريبة من بلدة يوماجي.
ويمكن الوصول الى المزارع بالسفر على طول الطريق بجوار نهر ياسودا إلى الجبال التي يزرع عليها أشجار يوزو، ويعمل من هذه الفاكهة العصير والنشاء والمربي والخل ومراهم الجمال، ويستخدم اليابانيون قشورها في حماماتهم لإطلاق الرائحة العطرية.
ويستخلص اليابانيون منها منتج يوزو كوشو وهو بهار لاذع يضاف اليه الملح والفلفل ومثالي مع السمك أو الارز، ويعتبر هيرويوكي شميوتا احد مزاري يوزو المشهورين في المنطقة وهو رجل في الستينات من العمر، وأوضح أنه اتجه لزراعتها بعد أن أصبحت حقول الازر شاقه للغاية، وأن شجرة يوزو تستغرق من 15 إلى 20 سنة قبل أن تبدأ بطرح الثمار.
وتمتلك الشجرة أشواك حادة إلا أنها لا ترتدع أكبر أعداء شميوتا وهو حيوان الغزال الذي يأكل لحائها والأرانب البرية التي تلتهم الشتلات، ولا تدر زراعتها الكثير من المال، ولكنها مناسبة نظرا لأن 85% من أراضي المنطقة من الغابات.
ويتغير طابع الجزيرة كثير في الفصول ففي الشتاء يغلفها الضباب، وفي الربيع تغلفها ألوان الأشجار الخضراء ورائحة الزهور وألوان شجر الكرز، والتي تستغلها الفنادق لرفع أسعارها بين أواخر اذار/مارس وأوائل أيار/مايو للسماح للسياح برؤيتها.
ويتوجب على السياح قبل العودة إلى طوكيو التوجه إلى قرية ناغورو والتي تعتبر ضحية الهجرة اليابانية الى المناطق الحضرية، وتقع هذه البلدة الصغيرة على جانبي النهر في وادي ايا وتحاول امرأة في الستينات تدعى أيانو توسكومي إحياء القرية من خلال دمى بأحجام طبيعية وضعت في الحقول ومحطات الحافلات وحتى في المدرسة المهجورة على مدى السنوات القليلة الماضية وتحولت المدينة إلى وجهة سياحية في حد ذاتها.
وقالت: "لم أكن أنوي حقًا إعادة الحياة الي القرية، ولكني مسرورة اليوم لأنني أمتلك كل هؤلاء السياح والزوار"، وتشير إلى أنها غالبا ما تتحدث إلى الدمي وكأنها أناس طبيعيين، وذهب بها الاعتقاد أنها ترقص معها في الليل
أرسل تعليقك