تقع فورت كوتشي العريقة في قلب ولاية كيرالا التاريخية، والتي تشتهر بموقعها جنوب الهند وتلقب بـ"بلد عون الله"، ويذكّر سكان المدينة زوارها بهذا اللقب كثيرًا من خلال رسمه وكتابته على كل شيء تقريبًا بداية من الشاحنات والحافلات والعربات وحتى لافتات الشوارع.
وتحتفل المنطقة هذا العام بعيد قيام الدولة الـ60، مع مسيرات وعروض الأحزاب المبهجة، ولكن الاحتفال الأكبر سينظم في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ولأن المدينة تعتبر من أكبر التجمعات الكاثوليكية في البلاد، فهي إرث للمستعمرين البرتغاليين وستتزامن ذكرى قيام الدولة مع أعياد القديسين مما سيضيف للاحتفالات الكثير من البهجة.
وأخذت ولاية كيرالا سمعتها بوصفها الشاطئ الأصيل في بداية السبعينات من جارتها الشمالية مع امتداد الشواطئ البكر الجميلة التي ما تزال دربًا مثاليًّا للسياحة وهي شواطئ فارغة نسبيًا، ويضم الشاطئ الغربي نطاقًا واسعًا من البرية الراكدة مثل القنوات والأنهار والقرى التقليدية، والكثير من المناطق النائية في سلسلة جبال ويسترن غاتس، والتي تمتد إلى ألف ميل أسفل الجبهة الغربية من شبه القارة الهندية على حافة غوجارات إلى الطرف الجنوبي من الهند، وترتفع حتى 8000 قدم فوق سطح البحر، وهي مليئة بأشجار المطاط والموز والمانغو والبابايا والقرنفل والكاجو، والنخيل الشاهق، وكلما ارتفع الزوار إلى أعلى يصلون إلى مزارع البن والشاي عبر منحدرات ضبابية.
وتضم ولاية كيرالا ثراءً لا يصدق من الثقافات المتمثل في الكاتدرائيات المسيحية التي ترتفع فوق المدن الساحلية والمساجد الملونة والمعابد الهندوسية التاريخية والمنارات الروحية على طول المناطق النائية وحتى سفوح جبل ويسترن غاتس، إلى جانب المتنزهات الوطنية مثل بريار والوادي الصامت الذي يعتبر موطنًا للفيلة والفهود والنمور البرية وتتخلل الغابات المقدسة معابد رائعة للحج.
وتوفر شركة ضواحي الهند وكوني للسياحة جولات لاستكشاف كوتشي والمناطق النائية، تتراوح أسعارها بين 850 جنيه إسترليني و1500 جنيه إسترليني، بما في ذلك الإقامة والوجبات والرحلات.
وتعبر الرحلة إلى كيرالا فرصة لتناول الشاي بتوابله اللذيذة، فهذه المناطق الشاسعة الخلابة تمتد على طولها ممرات مائية متشابكة بين شواطئها تتلألأ ومرتفعات وسترن غاتس من حولها، وتتيح شركات السياحة المحلية مجموعة متنوعة من الرحلات مثل النزهات التي تستمر لنصف يوم للاستمتاع بالهواء اللطيف بواسطة القوارب الخشبية المظللة بالخيزران المسمّاة شيكار، المضاف إليها محرك يكسر صمت المكان.
وأنشأت ولاية كيرالا سمعتها باعتبارها مركزًا للطب البديل بفضل ممارسة الأيورفيدا وهو نظام استشفائي يعود إلى نحو 6000 عام، وتضم الولاية بعضًا من المراكز الشهيرة لهذا العلاج لاسيما حول كوتشي التي يزورها عددٌ لا يحصى من السياح لأخذ النصيحة والعلاج.
وتعتبر مزارع الشاي حول مونار الأكثر شهرة للرحلات الاستوائية، إلى جانب منطقة وياناد ورينجرز في موثانغا التي تنظم مجموعة من الرحلات بسيارات الدفع الرباعي لاختبار الحياة البرية، وتقول الأسطورة إن شجيرات البن التي تغطي سفوح جبال كيرالا وليدة فقط 7 حبوب ثمينة تم تهريبها من اليمن في القرن الـ17 على يد القديس الهندي بابا بودان عند عودته من الحج إلى مكة المكرمة.
وأصبحت مزارع البن موطنًا للكثير من الطيور مثل الببغاوات والسناجب التي تتخذ من أشجار الكاكايا موطنًا لها إلى جانب الزواحف والفيلة والنمور والفهود، وتعتبر المزارع متنزهات طبيعية ساحرة.
وتضم الولاية ما يقرب من 360 ميلًا من الشواطئ بفضل جغرافيتها الطويلة والضيقة، وهي مثاليه للتمتع بالشمس وتناول جوز الهند أثناء التمتع بالسباحة على الشواطئ المهجورة، منها شاطئ المنارة وكوفالام الذي يحتوي على نادٍ لركوب الأمواج والذي يوفر فرصة لتعليم الأطفال ركوب الأمواج.
ويسافر على طول خطط السكك الحديدة في الهند نحو 20 مليون شخص كل يوم، وهي وسيلة رائعة لأخذ جولة حول البلد، وتحتوي الولاية على 30 محطة رئيسية تمتد على طول ساحلها وعادة ما يكون سعر التذكرة أقل من 5 جنيهات استرلينية، كما تشتمل على عدد لا يحصى من أماكن الإقامة مثل منتجع نيليشوار الذي يقدم غرف تبدأ من 123 جنيه إسترليني ويقع شمال الولاية ولديه الكثير من خيارات الرفاهية.
ومما لا شك فيه ضرورة الحجز مسبقًا لاسيما في فترات العطلات والمهرجانات والحج، ولا تكلف المواصلات في هذا البلد كثيرًا، فالساعة في سيارة مكيفة تكلف 10 جنيهات إسترليني، ويفضل الكثير استئجار دراجة نارية بأقل من 10 جنيهات في اليوم لزيارة معظم المناطق السياحية، ولكن التعامل مع الطرق في الهند يعتبر صعبًا بعض الشيء؛ نظرًا إلى الازدحام وظروف المرور
أرسل تعليقك