c شيروود يغزو المملكة المغربية في رحلة من الساحل إلى الصحراء - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 13:23:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استمتع بمظاهر الحياة الليلية الصاخبة والمأكولات التقليدية

شيروود يغزو المملكة المغربية في رحلة من الساحل إلى الصحراء

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شيروود يغزو المملكة المغربية في رحلة من الساحل إلى الصحراء

الصحراء المغربية
الرباط - كمال السليمي

يروي SETH SHERWOOD رحلته المميزة إلى المغرب من الساحل وحتى الصحراء، كما أطلق عليها.

ويبدأ شيروود قوله بـ"كانت درجة الحرارة تقترب من 90 درجة مئوية, حينما لفت محمد نظري إلى خيم زرقاء طويلة, للحماية من الشمس والتي يرتادها بدو الصحراء المغربية, وفي مكان قريب تنهدت الجِمال أثناء تجهيز السروج لهم من أجل الاستعداد لرحلة وشيكة, يلوح في الأفق خلفنا كثبان رملية طويلة من طابقين ومحيط من الرمال، متموجة نحو نقطة التلاشي".

وبعد رحلة استمرت أسبوعًا في جميع أنحاء جنوب المغرب، كنت على وشك المغامرة في نهاية الصحراء، تتويجًا لحلم شخصي من عقدين، يضيف شيروود.

ثم أكمل: "وسأل المدير الشاب للفندق الخاص بي، محمد: "هل تريد المياه؟" مشيرًا إلى الحقيبة التي تحتوي على بعض مستلزماتي مثل البرتقال وفرشاة الأسنان وبالطبع زجاجة مياه, وتفاجأت أنَّ الإمدادات قليلة وضعيفة, فكان ينقصها الكثير مثل الواقي من الشمس, وملاحة صحراوية, وخطة من أجل البقاء على قيد الحياة وكذلك سيناريوهات لحالات أسوأ، ولكن ابتسم محمد فقط, وكان هناك بعض من نسيم الربيع مما جعلني أشعر بجنون العظمة، ثم سألت: "لا يوجد مخاطر من العواصف الرملية, فهم يبدأون في الصيف, أليس كذلك؟"،  رد محمد مبتسمًا: لا فمن الجائز أنَّ تظهر الآن, ثم سار مرة أخرى إلى الفندق، وتركني مع دليل في سن المراهقة".

ويضيف شيروود: "حاولت أنَّ أضحك قبالة الملاحظة, بعد كل شيء، تعد تلك هي أكبر صحراء في العالم، عالم لا هوادة فيه من شمس تحرق الرمال وتبلغ مساحتها نحو 3.5 مليون ميل مربع، وقد تفقد الاتجاه لعدة أيام أو أسابيع في الحرارة المميتة دون لمح أي حياة لإنسان أو حيوان، ربما باستثناء العقارب, فما أسوأ ما يمكن أنَّ يحدث؟ تعرضت للمرة الأولى في حياتي لرياح الصحراء منذ 20 عامًا، عندما كنت في المدرسة العليا, وكان ذلك من خلال صفحات كتاب "السماء الواقية" أو "The Sheltering Sky" رواية بول باويلز الوجودية العام 1940، والتي تروي حياة ثلاثة أميركيين مسافرين إلى صحراء شمال أفريقيا, فأسرتني من الكلمة الأولى: "استيقظ, فتح عينيه, وتبدو الغرفة ضيقة جدًا بالنسبة له, كان غارقُا جدًا في العدم من أي شئ قد أتى, فحملتني تلك الجمل لمسارات مدهشة كما يخطو هؤلاء من خلال بدو الروايات, الذين يرحلون إلى أماكن أعمق من أي شئ آخر في الصحراء غير مبالين, "وكانت قد أصيبت بصمت المكان" يكتب بولز لكيت، التي تسافر مع زوجها، وكان لديها فكر بعدم وجود كائن حي خلال ألف ميل في الداخل: "صمت الصحراء الشهير".

ثم ردد هذه العبارة "صمت الصحراء الشهير", وانتهى بي الأمر بكتابة رسالة الماجستير الخاصة بي بناءً على خيال غريب مستوحى من زوجة بولز، وجين، نموذج لكيت, وأقام جين وبول بولز على مدى عقود في ميناء طنجة المغربية حتى وفاتهم العام 1973 والعام 1999, وفي السنوات اللاحقة، نمى لدي نفس الحلم لزيارة الصحراء، لتسلق أعلى الكثبان الرملية، وشرب الشاي في الصحراء، بحسب شيروود.

وجاءت اللحظة في آذار/ مارس الماضي, بعد استكشاف مراكش وفاس والدار البيضاء في زيارات سابقة، توجهت إلى الريف الجنوبي الواسع، وهي منطقة سكانها أقل كثافة وكذلك منظورها أوسع، يكمل شيروود، إذ سافرت عبر جبل الوادي حيث المناظر الطبيعية المتفرقة من البربر، وسكان البشرة القمحية من شمال أفريقيا الذين يعودوا إلى الغزاة العرب في القرن السابع والذين ما زالوا يشكلون معظم سكان جنوب المغرب.

ومن شواطئ المحيط الأطلسي إلى الكثبان الصحراوية، ذهب شيروود في رحلة مدتها سبعة أيام إلى مدن رائعة ويائسة على حد سواء، مشهد من أسواق منذ قرون مضت, وأسواق الماشية والمطاعم الفاخرة؛ إذ جربت كل شئ من كبد الأوز الفرنسي إلى النبيذ المغربي، وفي مدينة واحدة وجدت عالم سينمائي غريب من حلقات الكتاب المقدس، وسادة البوذية وأشرار جيمس بوند, في كل محطة تقريبًا، واجهت شبح بولز نفسه.

ويكمل شيروود: "بعد الهبوط في مراكش، ركبتُ حافلة لمدة ثلاث ساعات إلى أغادير، مهرب ساحلي من شواطئ متواضعة، وملاعب غولف ومنتجعات, ومجمع مغربي عصري نظيف يدعى "كنزي أوروبا"، ويبدو أنَّ له شعبية خاصة مع المصطافين من شمال أوروبا الذين يسافرون إلى مطار أغادير الدولي عبر شركات الطيران الغالية ويزدحمون داخل حمامات السباحة".

وتعد معرفة أغادير هي فرصتي الأخيرة للانغماس في الشاطئ والمأكولات البحرية الطازجة وأي مظهر من مظاهر الحياة الليلية التقليدية، بحسب شيروود، تحت الشمس في وقت متأخر من بعد الظهر، تمر الطبقات المغربية المتوسطة بين تلك الشخصيات والطقوس المألوفة التي توحد ممرات شاطئ العالم: الرجل يرتدي قبعات البالون، بسكويت الوافل المحشو بكريمة الثلج، والأولاد المراهقون الذين يرقصون أمام الفتيات المحليات.

ثم يروي شيروود: "ربما تشبه أغادير جنوب فلوريدا, أو جنوب تكساس, ولكن بالنسبة إلى النساء المحجبات, والعلامات العربية مثل علامة "ماكدونالدز", وتحدث كلمات باللغة الفرنسية التي استخدمتها خلال تنقلاتي اليومية, كل ذلك يؤكد لك أنك في المغرب، وهناك يتكلف سرير شمس في "شي عزيز", نادي شاطئي, نحو 25 درهمًا, وإضافة 45 درهمًا من أجل احتساء بيرة "كازابلانكا" الباردة, ويعافر نورس البحر الوحيد ضد الموجات المدفوعة بزرقان السماء والبحر, كل ذلك يجمع شتى أحاسيسك في وقت واحد".

ويأتي حلول الظلام، في مدينة مارينا، وهو مجمع من المباني الإسبانية المغربية البيضاء التي تؤوي "زارا" ومحلات "مكس"، والطابق الثاني يحتوي على مطعم "Le Quai" إذ غرق شيروود في وليمة جلدية بيضاء، وتناول كبد المحار أثناء الاستماع إلى اثنين من عازفي الجيتار يعزفون مقطوعة أندلسية لديف بروبيك "Take Five", وكان المشهد بأكمله إقرانًا تمامًا لـ"Domaine de Sahari" أي منطقة الصحراء.

ويكمل شيروود روايته: "ثم حملتني حافلة الصباح عبر سهول تتخللها أشجار هيكلية هزيلة ومدن الصفيح المبنية من الطوب اللبن, وبعد ساعتين في تارودانت، وجدت متاهة من الممرات الضيقة مصطفة بالمباني البالية, وكان هناك نساء محجبات ورجال مرتدين الجلباب يقفون في صفوف أمام جزارين "حلال"، وأكشاك تصليح الدراجات والمحلات الميكانيكية, وهناك نشاز في الأصوات ودراجات الأز البخارية الرخيصة، وزمارات سيارات الأجرة وصوت العربات التي تجرها الحصنة وأجهزة الراديو التي تفجر البوب المغربي، فتأملت أنَّ مراكش الصغيرة, كما أطلق المغاربة على تارودانت, تشارك تاريخها مع ابنة عمها الأكثر شهرة تارودانت الشمالية, وبعد كذلك مراكش، التي شغلت منصب عاصمة السعديين، واحدة من السلالات العربية القوية التي قاتلت من أجل السيطرة على المغرب في القرنين الـ16 والـ17، وكلتا المدينتين تحتفظ بأسوار بالية وأسواق متعرجة وساحات مركزية حية بالسكان مع قوم المعالجين وسحرة الثعابين".

ويبدو أنَّ التشابه ينتهي هناك, وشعر شيروود أنَّ تارودانت خالية بكل سرور من لمعان الماركات الفاخرة العالمية التي تزدحم بها مراكش, لايوجد سلاسل من الفنادق الخمس نجوم، لا وجود لعروض الموضة ولا الكازينوهات، ويضيف: "وإنَّ كنت, مثلي, فاتك إطلاق " Dim Sum Funeral" و" Son of Rambow" فالأفلام تنتظرك في سوق الأحد في تارودانت, وكذلك الماشية, إذ يتشارك رجلان في دراجة بخارية مع عنزة صغيرة مقلوبة رأسًا على عقب, ورآني أحد الباعة أنظر لعنزته فتبسم وقال لي ناطقًا العربية "مئة درهم".

وتثبت المهارة فائدتها في شرم العلويين, الساحة المركزية، حيث يعزف الموسيقيين المتجولين على آلة ذو عنق طويل, بعد ظهر أحد الأيام لاحظ شيروود رجل يؤرجح الكوبرا ويصيح باللغة العربية إلى المتفرجين المندهشين, وعبر الساحة، يعزف فرقة البربر على أدوات غريبة، مستحضرين إيقاعات كونية, ويقف بينهما، رجل أفريقي في قلنسوة جلس على بطانية مغطاة بالجماجم الشاغرة والعظام السوداء وبيض النعام الميت، وقال له أنَّ ذلك علاج, وأعطاني زجاجة بلاستيكية مكتوب عليها بالفرنسية "للبرود الجنسي", وتقرأ "تعويض الخصية", فرفضت أخذها بأدب.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيروود يغزو المملكة المغربية في رحلة من الساحل إلى الصحراء شيروود يغزو المملكة المغربية في رحلة من الساحل إلى الصحراء



GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:50 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

مسّيرات تُربك حركة الطيران في مطار بن غوريون الإسرائيلي

GMT 14:47 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طيران الإمارات تحصد لقب أفضل ناقلة جوية على مستوى العالم

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon