لندن ـ مصر اليوم
إن الاتجاه الذى تسلكه صناعة السيارات حاليا يظهر بوضوح سرعة دمج المزيد من الجوانب الحياتية للسائق أثناء استخدام السيارة. وإن نظرنا على تاريخ تطور الصناعة فسنجد بالفعل أن الصناعة كانت تسير على المنوال ذاته منذ انطلقت على هيئة منظومة كاملة فى بداية القرن العشرين. ففى البداية كانت السيارة وسيلة انتقال بين نقطين، ثم أصبحت تدمج الراحة، ثم أضيفت لمسات من الرفاهية، تلتها أخرى للقيادة الرياضية، الآن ما يتم دمجه فى السيارات أو ما تركز عليه السيارة بشكل قوى هو دمج الحياة الاجتماعية والعائلية فى السيارة. المهمة التى تصبح أكثر سهولة وامكانية مع تقدم تكنولوجيا الاتصالات و الأتمتة.
حتى وقت قريب جدا، كانت السيارات تتمحور بشكل رئيسى حول السائق، ورويدا بدأنا نرى كيف أن محور السيارة الآن أصبح يتوسع ليشمل كل الركاب لخلق مناخ ترابطى داخل المقصورة، وبدأت فكرة المقاعد الأمامية القابلة للدوران لتواجه المقعد الخلفى ميزة نراها فى الجانب الأكبر من السيارات الاختبارية خاصة المجهز منها بنظام للقيادة الذاتية. أكثر ما يلفت النظر بسيارة Morphoz من رينو هو كونها سيارة متحولة حرفيا، فللسائق إمكانية إطالة قاعدة العجلات لتوفير مساحة كافية لبطارية أكبر وجعل المقصورة الداخلية أكثر رحابة. والفكرة التى تحاول تطبيقها رينو بشأن البطارية بالتحديد هو توفير وحدات شحن يقوم السائق بصف السيارة أعلاها ليتم استبدال البطارية الأصغر، القادرة على تغطية 400 كم من القيادة بنظيرتها الأكبر والقادرة على تغطية 700 كم. تتمكن السيارة من إطالة جسمها بمقدار 25 سم فى الأمام و12 سم فى الخلف! ومن ثم يتم قلب المقعد الأمامى بشكل غير اعتيادى ليواجه المقاعد الخلفية وتصبح المقصورة كصالة للاجتماع والتواصل.
النموذج الاختبارى العامل، والذى يمكن قيادته متواجد حاليا بأحد مراكز رينو للتصميم، ولا ندرى إن كانت ستوضع فى خطة انتاجية عما قريب، ولكن من التصاميم المبدئية نرى محاولات فريق التصميم لجعل الكثير من الأجزاء تتحرك أوتوماتيكيا فتعطى شعورا قويا بالاتصال مع المستقبل. فالكونسول الأوسط مثلا إذا ما وضعت هاتفك الذكى فوقه، ستجد الجزء الأوسط منه ينخفض ليحتوى الجهاز حماية من أن ينزلق فى منعطف ما، ومن ثم تتحرك المساحة الكاملة أمام السائق والراكب للكشف عن مجموعة من الشاشات التى تشكل لوحتى العدادات والترفيه. التركيز على المجتمع الكائن بداخل السيارة أثر بشكل مباشر على أنظمتها الذكية كالألعاب ومشغل الموسيقى والملاحة. بل يمكن اعتبارها فردا خامسا لما جهزت به من ذكاء اصطناعى يمكن السائق من محادثته بأسئلة مثل "أين نحن" أو "ماذا يمكننا أن نفعل هنا للترفيه" فتقوم السيارة بالرد على السائل واقتراح أماكن للخروج أو اللهو.
قد يهمك أيضًا:
ارتفاع مبيعات السيارات الأجنبية بنسبة 5.3% في السوق الكورية الجنوبية
تفاصيل التعديلات على سيارة مرسيدس الجديدة
أرسل تعليقك