القاهرة ـ مصر اليوم
استطاعت السيارات الصينية أن تفوز فى المنافسة بالسوق المصرية، أمام نظيراتها الأوروبية أو اليابانية، ووفرت حالة من الرضا لدى أكبر شريحة من المستهلكين، سواء من الناحية المادية أو من الرفاهية والجودة. فى النصف الأول لعام 2021، قفزت مبيعات السيارات الصينية فى مصر بنسبة 105%، لتصل إلى 22 ألفًا و238 مركبة، مقارنة بنحو 10 آلاف و852 وحدة فى الفترة المقابلة من العام السابق، بحسب بيانات مجلس معلومات سوق السيارات «أميك».
وبحسب عدد من الخبراء العاملين فى مجال السيارات ففى عام 2019 تحديدًا، بدأت السيارات الصينية تتجه إلى اتباع ومواكبة المواصفات القياسية الأوروبية فى إنتاجها، لتزيل ما شاع بين العملاء من أن المنتج الصينى جودته أقل وعمره قصير.
وقال رأفت مسروجة، الرئيس الأسبق للشركة الهندسية لصناعة السيارات، إن إنتاج السيارات الصينى تحسن من حيث الجودة بشكل ملحوظ، مضيفا أن الصين بدأت تتجه قبل 3 أعوام إلى اتباع ومواكبة المواصفات الأوروبية فى إنتاجها إضافة إلى اعتماد هذه المواصفات فى سياراتها.
وأضاف مسروجة لـ«مال وأعمال – الشروق»، أن المصريين يحبون السيارات الأوروبية عن الصينية، إلا أن الأخيرة استطاعت أن تستحوذ على جزء كبير من المستهلكين فى مصر، رغم المنافسة الشرسة.
وأوضح أنه بالرغم من أن السيارات الأوروبية لا يوجد عليها جمارك وفقا لاتفاقية مصر مع الاتحاد الأوروبى والتى وصلت «زيرو جمارك»، لكن السيارات الصينى التى تدفع رسوم جمارك وضريبة قيمة مضافة، تنافس فى السوق المصرية بالبيع بأسعار أقل فى حين أن أسعار الأوروبى تواصل الارتفاع مع طرحها فئات كبيرة، قائلا «الموقف صعب جدا على السيارات الأوروبى واليابانى والكورى أن تلاحق الصيني».
ولفت مسروجة، إلى أن سيارة «إم جي»، مكتسحة فى مبيعات السوق، مضيفا أن المستهلك المصرى أصبح يثق فى السيارات الصينية، لأنها تعطى حاليًا فترات ضمان تصل إلى 5 سنوات وأكثر، وهو ما لم يكن موجودا من قبل، مشيرا إلى أن فترات الضمان الطويلة تدل على ثقة الشركة فى المنتج ومدى جودته.
وبحسب «أميك»، فإن العلامة الصينية «إم جي» تصدرت مبيعات السيارات المستوردة من الخارج، بعدما استحوذت على حصة سوقية 16.9% بإجمالى بيع 12.5 ألف مركبة، من إجمالى 73 ألفًا و908 مركبات مستوردة تم بيعها خلال الفترة من يناير إلى أغسطس الماضى.
وتابع مسروجة أنه يتم حاليا اختبار شركات السيارات فى الصين قبل الاستيراد منها، للتأكد من أنها مطابقة مع المواصفات القياسية، بحيث لا تقل عن السيارات الأوروبية، و«لا تكتفى السيارات الصينية بذلك فقط، بل تنافس فى سوق السيارات الكهربائية»، حيث تستحوذ مبيعات السيارات الصينية على ما يقرب من 30% من إجمالى مبيعات السيارات فى مصر.
علاء السبع، عضو شعبة السيارات بغرفة القاهرة التجارية، رئيس مجموعة السبع، قال إن السيارات الصينية دخلت مرحلة جديدة خاصة أن شركة شركة المنصور غيرت نظرة المستهلك المصرى من خلال طرح سيارة «إم جي»، فى ظل نقص المنتج الأوروبى واليابانى، مضيفا أن الصين بدأت تتربع وتستحوذ على جزء كبير من المبيعات.
وأكد أن نظرة العميل تغيرت فى السيارات الصينية، التى حصلت على ثقة المستهلك المصرى من خلال إطلاق عدد كبير من السيارات التى جعلت الوكلاء يتنافسون مثل هافال الجديدة وشانجان وشيرى وجيتور وساوايست.
وتابع السبع أن السوق تعانى من نقص المعروض مع زيادة الطلب، بسبب نقص الإمدادات العالمية وارتفاع أسعار الشحن وتراجع الإنتاج فى ظل تفشى كورونا، إلى جانب انخفاض إنتاج الرقائق الالكترونية.
وتضم قائمة السيارات الصينية ماركات «إم جى، شيرى، بى واى دى، جاك، دفسك، فاو، شانجى، هافال، شانجان، شيرى، جيتور، ساوايست، زوتي». إذ تتراوح أسعارها بين 120 ألف جنيه إلى 440 ألف جنيه.
من جانبه قال المستشار أسامة أبوالمجد، رئيس رابطة تجار السيارات، إن السيارات الصينى أصبحت حاليًا تختلف عما كانت عليه من قبل، إذ تعتمد على الجودة العالية والسعر الأقل، بينما قديما كانت تعتمد على السعر الجيد مهما كانت الجودة ضعيفة.
وأضاف أبوالمجد لـ«مال وأعمال ــ الشروق»، أن السيارة «MG» تستحوذ على مساحة ضخمة من مبيعات السيارات فى مصر، موضحا أن وجود مشاكل بكثير من الماركات الجديدة أدى إلى إقبال المستهلكين على شراء الصينى بأسعار أقل وجودة أعلى.
وأشار رئيس الرابطة، إلى أن نقص الرقائق الالكترونية أثر على حجم إنتاج السيارات عالميًا ومحليًا، إذ لا يوجد إلا شركتان فقط تنتجان هذه الرقائق، تتواجد أحداهما فى تايوان والأخرى فى كوريا، متوقعا أن تواصل نجاحها خلال الفترة المقبلة بالسوق المصرية.
«المركبات الصينية تمثل نحو ثلث إنتاج العالم من السيارات، وأكثر من نسبة 70% كشريك فى المنتجات المغذية لصناعة السيارات»، تابع أبوالمجد، موضحا أن سوق السيارات العالمية وبمصر فى حالة سيئة بسبب مشاكل التصنيع المتعلقة بعدم القدرة على توفير مكونات الإنتاج.
فيما تضم السيارات الكورى «هونداى، وكيا، سانج يونج، جينيسيس»، وتشمل اليابانية «تويوتا، مازدا، سوبارو، سوزوكى، نيسان، هوندا، لكزس، ميتسوبيشي».
وتندرج ماركات كلا من «أودى، رينو، بيجو، فيات، سيتروين، أوبل، لادا» تحت قائمة السيارات الأوربية الأكثر انتشارا فى مصر.
أظهرت بيانات الرابطة العالمية لصناعة السيارات «OICA» استحواذ الصين وحدها على أكثر من ربع مبيعات سيارات الركوب عالميًّا نهاية 2020، لتصل إلى 20.2 مليون سيارة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
شركة سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة
تويوتا ترفع حصتها في شركة سوبارو لمواجهة التحديات المستقبلية
أرسل تعليقك