واشنطن ـ يوسف مكي
عادت علامة "لنكولن" إلى الشرق الأوسط في عام 2015 ، بعد اختفاء ظل عدة سنوات، وهي الآن من السيارات المرغوبة في المنطقة، كما تشتهر أيضا في الصين التي تضع عليها الشركة آمال عودة الانتعاش إليها. وهي من السيارات الأميركية الكلاسيكية التي بدأ إنتاجها في ثلاثينات القرن الماضي. وكانت في وقت ما سيارة الرؤساء الأميركيين مثل إيزنهاور وكيندي. ولكن السيارة العائدة إلى الأسواق بصيغة جديدة ربما تواجه أكبر تحد لها في السوق الأميركية التي تطور فيها القطاع الفاخر بخطوات واسعة خلال الفترة التي اختفت فيها لنكولن من الأسواق.
ولكن لنكولن تصدت لهذا التحدي بتصميم جديد تماما للجيل الجديد من أفخم سياراتها - كونتننتال – التي تأتي ضمن استراتيجية عنوانها الفخامة الهادئة.الجيل الجديد يختلف عما هو متاح في الأسواق ويقدم لمسات ذكية في التصميم الخارجي مثل خط الكروم الوسطي الذي يقطع عرض السيارة ويتضمن في الوقت نفسه مقابض الأبواب، بحيث تظهر السيارة في بروفيل نظيف لا تقطعه مقابض منحوتة في جسم السيارة. كما تأتي السيارة بتصميم أمامي جديد يتضمن إضاءة عرضية نهارية، وأخرى خلفية تمتد بعرض السيارة. وهي متناسقة الأبعاد ولها حضور مميز وتوفر ما يمكن وصفه بأنه تفسير للفخامة من وجهة النظر الأميركية.
وتواجه السيارة مهمة شاقة في الأسواق بمنافسة شرسة في القطاع الفاخر ليس فقط من الشركات الألمانية وإنما من سيارات مثل "لكزس" و"انفينيتي" و"جينسيس" من نيسان وهيونداي.وتختلف "كونتننتال" عن معظم سيارات القطاع بأنها تقدم سيارات بدفع أمامي مع خيار الدفع على كل العجلات كما أن الموديل الوحيد المتاح هو بقاعدة عجلات طويلة، ولذلك فهي أكبر حجمًا من "لكزس "أل أس".
ويختار المشتري من بين ثلاثة محركات كلها بست أسطوانات مركبة في السيارة عرضيا أولها بحجم 3.7 لتر والثاني أصغر بحجم 2.7 لتر لشاحن توربيني مزدوج. أما الثالث فهو بحجم ثلاثة لترات وشاحن مزدوج يدفع كل العجلات. والأخير له قدرة 400 حصان ويتم تركيبه في الفئة العليا كاملة التجهيز. وهو ينطلق إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون ست ثوان.
وترتبط كافة المحركات بناقل حركة أوتوماتيكي بست سرعات يدفع العجلات الأمامية أو كل العجلات وفقا لاختيار المشتري. ويمكن اختيار السرعات من على المقود بزر خاص. أما نظام التعليق فهو من نوع ماكفرسون أماما مع مخمدات خلفية. نسبيا، وتحقق السيارة في المتوسط استهلاكا للوقود يبلغ 18 ميلا للغالون داخل المدن و26 ميلا للغالون على الطرق السريعة.وتستقبل السيارة ركابها بسجاد من الضوء على الأرضية عليه علامة لنكولن، وأضواء نهارية دايودية تمثل معلما واضحا من معالم السيارة خصوصا في خطوط الإضاءة الخلفية العرضية.أما الفخامة الحقيقية لسيارة كونتننتال تأتي في الداخل بمقاعد رياضية أنيقة يمكن ضبطها كهربائيا بنحو 30 زاوية مختلفة، وتضيف أيضا إمكانية ضبط النصف الأعلى من المقعد ومسند الرأس. وهي مقاعد يمكن تبريدها وتدفئتها.
وهناك خيار للمقاعد الخلفية بين أريكة ممتدة لثلاثة ركاب، أو مقعدين منفصلين بضبط كهربائي وكونسول وسطي يمثل قمة الفخامة. ويمكن في حال وجود المقعدين فقط التحكم في نظام الموسيقى وفي السقف البانورامي وفي ستار خلفي للحماية من الشمس. كما يمكن بضغطة زر سحب المقعد الأمامي الخالي إلى الأمام لنشر المقعد الخلفي في وضعية الاسترخاء ومد الساقين. وهذا الخيار يطبق للمرة الأولى في لنكولن.
وفي كل الأحوال توفر كونتننتال مساحات كافية للأقدام أماما وخلفا ومساحة جيدة للرؤوس أيضا.ويمكن الاختيار بين مؤشرات القيادة التقليدية وبين المؤشرات الرقمية على شاشة فائقة الوضوح. وحافظت الشركة على المقود نظيفا من الكثير من الأزرار. كما أن الشاشة الرقمية للقيادة لا تأتي مزدحمة بالمعلومات ولكنها تقتصر على المعلومات الأساسية التي يحتاجها السائق ويستطيع التعامل معها بسهولة أثناء القيادة.
وتعتمد كونتننتال على أحدث الأجهزة السمعية في الصناعة من طراز «ريفيل التيما» الذي يوزع الصوت داخل السيارة على 19 سماعة ومضخم للصوت. كما تقدم التكييف المنفصل لمناطق السيارة. وتشمل الإضافات حوامل الأكواب التي يمكن طيها داخل الكونسول الوسطي. وهي توفر مساحة كافية للشحن في الصندوق الخلفي تعد أكبر من تلك المتاحة في الكثير من السيارات الرباعية الرياضية.وتعتمد السيارة في مكونات التجهيز الأمامي على الأخشاب المصقولة كما توفر للركاب منافذ شحن "يو إس بي" للأجهزة الجوالة. كما أنها مزودة بالراديو الرقمي ونظام "سينك 3" للمالتيميديا بتطبيقات خاصة بالسيارة، مع بلوتوث للتواصل اللاسلكي مع
الأجهزة المحمولة. ويمكن التحكم في التكييف وعدة وظائف أخرى باللمس على الشاشة أو بالأزرار التقليدية.ويتم تشغيل السيارة عن طريق الأزرار التي تختار أيضا وضعية القيادة بين العادية والرياضية.وتوفر لنكولن أولوية للقيادة الوثيرة مع الانطلاق الهادئ وليس للانطلاق السريع ومع ذلكفهي لا تفتقر إلى القوة عندما يحتاجها السائق.ويقول مدير التسويق في لنكولن إيريك تيرنر إن معظم السيارات المنافسة تركز على الجوانب الرياضية والإنجاز وإن بعض الزبائن لا يريدون ذلك ويفضلون الراحة الفاخرة أولا. ويعتبر البعض أن من إنجازات الشركة توفير سيارة مثل كونتننتال تركز على جوانب الفخامة بدلا من التظاهر بأنها سيارة رياضية بينما وزنها يبلغ طنين ونصف الطن.
وفي بعض أسواق العالم مثل الصين يفضل أصحاب كونتننتال الجلوس في المقعد الخلفي مع استخدام سائق خاص، وتعد السيارة مثالية لهذا الغرض من حيث مستوى الفخامة والمساحة المتاحة لركاب المقاعد الخلفية.ويبذل قطاع لنكولن جهدا في التفريق بين نوعية سياراته وبين إنتاج الشركة الأم، فورد، كما فعلت شركة كاديلاك بالابتعاد عن علامات مجموعة جنرال موتورز الأخرى. ونحو هذا الهدف نجحت لنكولن إلى حد كبير في طراز كونتننتال. كما تسعى الشركة إلى تحسين الإنجاز بناء على رد الفعل من مستخدمي هذا الجيل حتى تكون الأجيال المقبلة من هذه السيارة بالمستوى الذي يحقق لها طموحاتها في العودة إلى ريادة القطاع الفاخرة مرة أخرى.
أرسل تعليقك