توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحرسون رفاقهم ويؤمنون المتاريس تحسبًا لأي اختراق من عناصر الأمن

"ثوار الليل" في السودان جيش شعبي من المعتصمين لحماية الأهالي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ثوار الليل في السودان جيش شعبي من المعتصمين لحماية الأهالي

"ثوار الليل" في السودان جيش شعبي من المعتصمين لحماية الأهالي
الخرطوم ـ جمال إمام

أحمد شمس الدين، البالغ من العمر 26 عاماً، والشهير بثائر الليل، لم يبارح ساحة الاعتصام بمحيط القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم، منذ مجيئه للمكان في السادس من أبريل (نيسان).

أحمد والمئات من أقرانه ورفاقه، ظلوا يرابطون لأيام ليل نهار، يأخذون قسطا من الراحة نهاراً، استعداداً لمهمة ليلية شاقة، تتمثل في «حراسة» الثوار والساحة طوال الليل حتى مطلع الشمس، حتى أُطلق عليهم من قبل المعتصمين اسم «ثوار الليل».

ساحة الاعتصام، تحولت إلى ما يشبه ميادين القتال في المعارك العسكرية، وأقام الثوار المتاريس والحواجز العالية، على طول المداخل والشوارع المؤدية إلى ساحة الاعتصام، تحسباً لأي اختراق من عناصر الأمن أو دخول أسلحة إلى الساحة.

عند كل حاجز يقوم مجموعة من الشباب بتفتيش دقيق للداخلين، ويمنعون دخول الآلات الحادة وكل ما يعرض حياة المعتصمين للخطر، بما في ذلك «الأقلام والمرايات» وحين تحتج يقولون «القلم قد يفقأ العين»، وأن المرآة قد تتحول لسلاح قاتل.

ساحات الاعتصام شهدت، فجري السادس والسابع من أبريل (نيسان)، عمليات هجوم نفذتها قوات الأمن، الهدف منها فض الاعتصام، لكن المعتصمين تصدوا لها. وكادت تحدث مجزرة، لولا تدخل قوات الجيش لحماية المعتصمين؛ وتبادل إطلاق الرصاص الحي مع قوات الأمن؛ وسقط خلال الاشتباكات سبعة قتلى من المحتجين وجنود الجيش وعشرات الجرحى.

يقول شمس الدين «بدأنا في تنظيم صفوفنا بعد الهجومات المتكررة من قوات الأمن على الثوار، بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لفض الاعتصام»، ويضيف: «قوات الأمن تختار أواخر الليل ومطلع الفجر، وهي من أصعب الأوقات التي تمر بنا، لأن أغلب الثوار يكون في حالة استرخاء، أو يغطون في نوم عميق، فتنتهز الفرصة لتقوم بمهاجمتنا، وتكون مهمتنا التصدي لأي محاولة من قوات الأمن، أو غيرها من الجماعات التي تستهدف فض الاعتصام».

ويتابع: «بدأنا تشكيل مجموعات من الثوار، من داخل الساحة لتكون مسؤولة عن حماية المعتصمين طوال الليل؛ وحتى النساء يشاركن في الحماية؛ هذه المجموعات تقوم بدوريات مستمرة وتفتيش لكل المتاريس والحواجز».

وبدوره يقول الطالب الجامعي قاسم أحمد، إن اللجنة المشرفة على الأمن في ساحة الاعتصام، وتتبع لتجمع المهنيين السودانيين؛ تقوم بتوزيع متطوعيها على الحواجز والمتاريس؛ وأثناء الليل تقوم بتفقد الأوضاع للتأكد من عدم وجود ثغرات في الحواجز.

ويضيف: «نظل ساهرين ولا يغمض لنا جفن طوال الليل، نقطع ساحة الاعتصام ذهابا ومجيئا حتى طلوع الشمس؛ وعندها تنتهي مهمتنا؛ لتبدأ الحياة طبيعية في ساحة الاعتصام».

ويشير أحمد إلى أن أغلب «ثوار الليل» من شباب الأحياء واللجان، فهم يعرفون بعضهم البعض جيداً؛ وكان هذا سبباً في التنظيم الكبير لمهمتهم وفي تأمين ساحة الاعتصام.

النساء أيضاً يشاركن في عملية تأمين المعتصمين؛ ويقمن بتفتيش حقائب النساء عند دخولهن إلى ساحة الاعتصام؛ كما تشارك المئات منهن في دوريات الليل، وتقول آلاء عبد الرحيم: «حراسة ساحة الاعتصام ليست حكراً على الشباب فقط»، وتتابع: «النساء يشاركن بذات القدر»؛ وتضيف: «في اليومين الأول والثاني، عندما هاجمت قوات الأمن المعتصمين؛ النساء كن في مقدمات الصفوف للتصدي له وتعرضن للضرب؛ كما نظل في حالة حركة مستمرة طوال الليل وترديد الشعارات الثورية حتى لا يتسلل النوم إلى المعتصمين».

ويقول أحمد إن أغلب ثوار الليل من الشباب أعمارهم لا تقل عن 20 عاما ولا تزيد عن 30؛ وهم أكثر حماسة ونشاطا؛ ودافعهم أكبر في الصمود وهم على استعداد للتضحية بأرواحهم من أجل حماية رفاقهم الثوار حتى تتحقق مطالب الشعب السوداني.
ولا تزال مخاوف الثوار من فض الاعتصام قائمة؛ لذلك هم يتحسبون لأي محاولة اختراق لساحة الاعتصام، من أنصار النظام السابق على حد تعبيرهم.

لحراس الليل هتافاتهم الخاصة التي تحث المواطنين على المبيت في أرض الاعتصام، فهم حين يخرج شخص من ميدان الاعتصام يهتفون له بالعامية السودانية بصوت حنين: «ما تمشوا تخلونا... بالليل بجازفونا»، وتعني أن أنصار النظام السابق سينتهزون قلة عددهم للاعتداء عليهم.

كما يستقبلون القادمين عند المداخل ولحظة التفتيش بهتاف: «إيدك فوق... والتفتيش بالذوق»، وهي هتافات ابتكرها الثوار على غرار هتاف الثورة السودانية الشهير «تسقط بس».

ويعود شمس الدين ليقول: نواصل في تكثيف إجراءات التفتيش عند الحواجز عند حلول المساء؛ حتى لا يتسلل منها ما يمكن أن يعرض حياتنا للخطر؛ المتاريس تحمينا من أي هجوم يمكن أن تشنه علينا أي جهة بالسيارات كما حدث في الأيام الأولى للاعتصام حيث استطاعت قوات الأمن اختراق المتاريس الصغيرة في الشوارع وضرب المعتصمين بالغاز المسيل للدموع.

يقول أحد أعضاء اللجنة الأمنية فضل حجب اسمه؛ نعتمد كثيراً على ثوار الليل في حماية المعتصمين وساحة الاعتصام؛ وهم بالنسبة لنا فرقة الاستطلاع الأولى لتنبيه المعتصمين داخل الساحة من أي محاولات لفض الاعتصام.

ويضيف ثوار الليل يقومون بدوريات طوال الليل عند الحواجز وداخل ساحة الاعتصام؛ كما يوفرون الحماية للنساء في الأماكن التي ينامون فيها؛ أن وجودهم كان مهما جداً لاستمرار الاعتصام. ويختم عضو اللجنة قائلاً: هذه الإجراءات التأمينية ستظل مستمرة لسلامة المعتصمين حتى تتحقق كل مطالب الثوار.

قـــــــــــد يهمـــــــــك ايضــــــــــــا   

المجلس العسكري الانتقالي في السودان يشُن حملة اعتقالات طالت شخصيات عدة

 غموض يكتنف تسليم السُلطة للمدنيين والحشود تتزايد أمام وزارة الدفاع السودانية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثوار الليل في السودان جيش شعبي من المعتصمين لحماية الأهالي ثوار الليل في السودان جيش شعبي من المعتصمين لحماية الأهالي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon