توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد قيام الشرطة بوضع كتل خرسانية لمنع المتظاهرين من الوصول لساحة التحرير

محتجون عراقيون يقيمون الحواجز ويفرضون حظر تجول بجوار نهر دجلة في بغداد

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - محتجون عراقيون يقيمون الحواجز ويفرضون حظر تجول بجوار نهر دجلة في بغداد

القوات الأمنية العراقية
بغداد ـ نهال قباني

في الأيام العادية، تنصب قوات الشرطة حواجز أمنية وتسهّل مرور المشاة. لكن اليوم، على الطريق المتاخمة لنهر دجلة في وسط بغداد، أقام المتظاهرون حاجزاً وكان ردهم على رجال الشرطة الذين يحاولون العبور: «لدينا أوامر، لا يمكنكم المرور». وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فإنه قبل يوم، وعلى الطريق ذات الاتجاهين نفسها، قام عناصر الشرطة بإنزال كتل خرسانية لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة التحرير. لكن على حين غِرّة، وصلت مجموعة صغيرة من المتظاهرين على متن عجلة «توك توك» حمراء، وهي وسيلة نقل اكتسبت شهرة كبيرة خلال الاحتجاجات، وقاموا بمطاردة الشرطة. أوقف المتظاهرون عربة التوك توك أمام شاحنات الشرطة، وقطعوا عليها الطريق، وضغطوا على الضباط للعودة عن قرارهم ورفع الجدران. وبالفعل تراجع عناصر الشرطة، وتمكنوا من تغيير مسار الشاحنة الكبيرة، وتبعها التوك توك منتصراً.

بُعيد ذلك، علّق المتظاهرون لافتة صغيرة كُتب عليها «الطريق مفتوح بأمر الشعب». وشهدت الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعمال عنف دامية، أسفرت عن مقتل 257 شخصاً على الأقل، حسب أرقام رسمية.

ويواصل العراقيون الاعتصامات والإضرابات في المدارس، وقطع الطرقات والجسور الرئيسية بالقرب من المباني الحكومية. واتفق الآلاف من طلاب الجامعات العراقية والمدارس الذين يرفضون العودة إلى الفصول حتى بدء إصلاحات شاملة، على شعار «ماكو وطن، ماكو دوام».

أقرأ أيضًا:

سقوط متظاهر عراقي متأثّرًا بإصابته خلال اعتصام آلاف المواطنين في ساحة التحرير

ومددت نقابة المعلمين إضرابها لمدة أسبوع على الرغم من تهديدات وزارة التربية والمسؤولين باتخاذ عقوبات قانونية تجاه المضربين. لكن الأساتذة قرروا السير على خطى طلابهم، الذين كانوا قبل فترة يصفونهم بـ«جيل البابجي»، وهي لعبة قتالية على الإنترنت، حجبتها السلطات بقرار برلماني لاعتبارها تشجع على العنف، في بلد مزقته 40 سنة من الحروب. وأُغلقت جميع مباني مجالس المحافظات في المدن الكبيرة مع إعلان بلافتات كبيرة «مغلقة بأمر الشعب».

وفي الديوانية (200 كلم) جنوب بغداد، أصبح مقر الحكومة المحلية مكباً للنفايات.

وأُغلق المبنى منذ اقتحامه من قبل المتظاهرين الشهر الماضي، ويقوم سكان وشاحنات قمامة يومياً برمي أكوام النفايات هناك. أما في مدينة الرميثة بمحافظة المثنى الجنوبية، المعروفة بتاريخها في مقاومة البريطانيين مطلع القرن الحالي، فاتخذ المتظاهرون قراراً جريئاً ضد الحكومة. ففي وسط المظاهرة، ألقى أحد الناشطين خطاباً أعلن فيه تصعيداً ضد السلطات قائلاً: «نعلن فرض حظر تجول على السياسيين وإغلاق مكاتبهم ويُكتب عليها مغلقة باسم الشعب». وكانت السلطات الأمنية العراقية قد فرضت حظراً للتجول في غالبية مناطق الجنوب، في محاولة لقمع الاحتجاجات، لكن السكان تجاهلوا القيود على نحو متزايد.

وفي بغداد أيضاً، أعلن الجيش فرض حظر ليلي للتجول. لكنّ ذلك لم يزد المحتجين إلا إصراراً، وزاد التجمهر في ساحة التحرير الرمزية، مركز الاحتجاجات في العاصمة.ويقضي الآلاف الليل في الساحة، حيث نصبت الخيم، فيما يشغل آخرون مبنى من 18 طابقاً يُعرف بالمطعم التركي، ويسميه المتظاهرون «جبل الثورة» أو «جبل أحد» أو «الجنائن المعلقة». ومن أعلى قمة هذا المبنى، يراقب الشباب الحشود في ساحة التحرير وعلى طول جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء.

وأقامت شرطة مكافحة الشغب العديد من الحواجز على امتداد الجسر لمنع المتظاهرين من التقدم إلى المنطقة التي تضم المقرات الحكومية والسفارات الأجنبية. لكن ذلك ليس إلا فرصة للمتظاهرين في المبنى، للسخرية من قوات الأمن. فصباح كل يوم، ينادي المحتجون عبر مكبرات الصوت من أعلى المبنى على قوات الشرطة المجهزة بشكل كامل، بالقول: «صباح الخير إخواتنا بمكافحة الشغب جماعة الشيفت (الدوام) الصباحي»، قبل أن يضعوا لهم أغنية «حبيبي صباح الخير» للفنان ماجد المهندس. وفي أسفل المبنى نفسه، يوزع المتظاهرون بطاقات تعريفية مزورة، مكتوب في حقل الهوية «عراقي شريف»، في إشارة إلى أن حاملها متظاهر سلمي.

لكن خلف السخرية والنكات، اتخذت المظاهرات نبرة أكثر جدية في الأيام الأخيرة. فصارت المجموعات تعقد مناقشات حول السياسة والاقتصاد، وحتى لمناقشة الدستور مادة بمادة، ويريدون تشكيل «حكومة ساحة التحرير».

ينادي البعض بالعودة إلى نظام رئاسي، بينما يقول آخرون إن العراق يحتاج إلى «ديكتاتور». لكن الجميع متحد في إدانة النظام الحالي. ويقول أحد المتظاهرين، وهو يشير إلى المنطقة الخضراء، إن «الأشخاص الأكفاء، موجودون هنا في التحرير، وليس هناك».

وقد يهمك أيضًا:

إعلان حظر التجول وتعديل الدوام الرسمي في ديالى بسبب استمرار التظاهرات

الآلاف من سكان بغداد يتوجهون إلى ساحة التحرير دعما للمتظاهرين

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محتجون عراقيون يقيمون الحواجز ويفرضون حظر تجول بجوار نهر دجلة في بغداد محتجون عراقيون يقيمون الحواجز ويفرضون حظر تجول بجوار نهر دجلة في بغداد



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon