طرابلس - مصر اليوم
عام مضى على انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا، وما أفضى إليه من مسارات سياسية واقتصادية وعسكرية في محاولة لحلحة الأزمة الليبية، فهل أصاب الهدف أم سجل تاريخا إضافيا لعدة مؤتمرات عقدت لحل أزمة ذاك البلد العربي صاحب الثروات الطائلة والموقع المتميز؟وتميز مؤتمر برلين الذي عقد في 19 يناير 2020، وفق مراقبون، بعدة مزايا جعلت الليبيين يأملون منه خيرا، حيث نجح في جمع طرفي الأزمة سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي والدولي.
وشهد المؤتمر أيضاً حضور لافت للولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا ومصر والإمارات وتركيا، فضلا عن منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، وهو ما ميزه عن مؤتمري باليرمو وباريس حول ليبيا.وخرج المؤتمر بنتائج إيجابية مثل اتفاق أعضائه على عدم تسليح أي من طرفي النزاع، والالتزام بخروج القوات الأجنبية من ليبيا، ناهيك عن ذلك الاتفاق على محاولة حل الأزمة عبر 3 مسارات ترعاها الأمم المتحدة: عسكرية واقتصادية وسياسية.
نتائج متباينة
وبالنظر لما تحقق خلال العام على صعيد تلك المسارات، يمكن القول إن البعثة الدولية للدعم في ليبيا قطعت أشواطا كبيرة، وإن لم تكن كافية وفق تقدير البعض، في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة.فعلى الصعيد العسكري، تمكن الليبيون من الاتفاق، في أكتوبر الماضي، على وقف إطلاق النار وخروج كافة القوات الأجنبية من بلادهم، لكن وعلى ما يبدو أن الاتفاق اصطدم بواقع ممتلئ بالمصالح المتضاربة جعلت تنفيذه بشكل كلي ضربا من الخيال.
أما على المستوى السياسي وبعد محاولات حثيثة للبعثة الأممية للجمع بين فرقاء ليبيا، خرج الليبيون بتوافق حول عقد الانتخابات في ديسمبر المقبل، وسط مخاوف من أن الخلاف على آلية إدارة المرحلة الانتقالية قد تطيح بالعملية السياسية برمتها.هذا فيما كان المسار الاقتصادي الأقرب إلى التوافق، حيث الاتفاق على توحيد الميزانية للعام الجاري، فضلا عن توحيد سعر الصرف العملة الأجنبية مقابل الدينار الليبي.
دعوات دولية متكررة لليبيين من أن الفرصة لحل خلافاتهم قد لا تتكرر ثانية، بالتزامن مع تشكك الشعب الليبي من أن المجتمع الدولي أخطأ إلى حد ما في تشخيص أزمة البلاد، وتصاعد المخاوف من عودة اتفاق الصخيرات (ديسمبر 2015) الذي سكّن الأزمة ولم يحلها.محللون ليبيون أفادوا لموقع "سكاي نيوز عربية"، بأن الأزمة الليبية ليست خلافا فقط على من يتولى السلطة، وإنما مزيج من الانقسام السياسي والأمني والعسكري، يعمقه تداخل لدول إقليمية ودولية متضاربة المصالح.
أصبح من الماضي
وفي هذا السياق، يرى الباحث السياسي الليبي الدكتور العربي الورفلي، أن مخرجات برلين قد أصبحت من الماضي، معللا ذلك بعدم التزام الدول الراعية لذلك الاتفاق بتنفيذ بنوده.وتابع الورفلي، في حديث مع "سكاي نيوز عربية": "أن مؤتمر برلين نص على إنهاء وجود المليشيات وعدم جلب المرتزقة"، مستدركا أن "بعض الدول لم تلتزم بذلك، حيث تريد استمرار الوضع على ما هو عليه لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية".
واعتبر أن الأزمة الليبية "تراوح مكانها على الرغم من محاولات البعثة الدولية الخروج باتفاق سياسي يتم بموجبه تشكيل سلطة تنفيذية جديدة"، مضيفا أن "هناك صعوبات ستواجه تلك الجهود لوجود أطراف تحاول عرقلة أي اتفاق سياسي، لأنها مستفيدة من استمرار الأزمة".وتوقع الورفلي أن "المجلس الرئاسي الحالي لن يسلم السلطة بسهولة، فهو يريد الاستمرار والتلويح بضرورة إجراء انتخابات نهاية العام الجاري، وذلك لقطع الطريق على الأطراف التي تحاول إزاحته من السلطة"، مشددا على أن "الوضع معقد جدا والأزمة مستمرة بتدخل تركي على مستوى عسكري وأمني".
في السياق ذاته، يقول المحلل السياسي الليبي عثمان بركة، إن القوى الدولية لا تريد حل الأزمة وإنما إدارتها.وتابع، : "أنه ليس هناك التزاما بمخرجات برلين ولا غيرها من المؤتمرات الدولية حول ليبيا"، مشيرا إلى استمرار بعض الدول في جلب المرتزقة والسلاح إلى ليبيا.واعتبر بركة أن انعقاد مؤتمر برلين كان "عبثا" لعدم وجود آلية واضحة لتنفيذ مخرجاته، مستنكرا تدخل عدد من الدول المعنية بالملف الليبي، حتى في الانتخابات البلدية، مختتما بأن التوجه العام أصبح إدارة الأزمة وليس حلها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
رد "ناري" من وزير الخارجية المصري على التصريحات التركية بشأن "المياه الإقليمية"
وزير الخارجية سامح شكري : مصر لم ولن تفرط فى حقها بالمياه الإقليمية
أرسل تعليقك