c نقص الأطباء وضعف الحماية أبرز تحديات وباء "كورونا" في الخرطوم - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 11:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في ظل الظروف الصعبة تعيشها المستشفيات بسبب نقص الإمكانيات

نقص الأطباء وضعف الحماية أبرز تحديات وباء "كورونا" في الخرطوم

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - نقص الأطباء وضعف الحماية أبرز تحديات وباء كورونا في الخرطوم

فيروس كورونا
الخرطوم ـ مصر اليوم

عندما دخلت الطبيبة عفراء حسن صباح الجمعة إلى مكان عملها في مستشفى الشهداء في ضاحية الدروشاب الواقعة شمالي الخرطوم، كان كل همها هو بذل كل ما تستطيع من جهد لمعالجة وإنقاذ مرضاها في ظل ظروف صعبة تعيشها المستشفيات السودانية بسبب نقص الإمكانيات وتزايد مخاوف فيروس كورونا، لكنها بدلا عن ذلك أصبحت هي من تحتاج لخدمات زملائها الأطباء بعد تعرضها لضرب مبرح من مرافق لأحد المرضى.

حادثة عفراء ليست الأولى أو الوحيدة، حيث اجتاحت معظم مدن البلاد حالات اعتداءات متكررة ضد الكوادر الطبية، وهو ما دفع نحو 44 طبيبا في مستشفى الضعين غربي البلاد لإخلاء المستشفى خوفا على حياتهم وحياة المرضى نتيجة لأكثر من اعتداء تعرضوا له خلال الأسبوع الأول من أبريل.وجاءت هذه الحوادث ضمن سلسلة حوادث شغلت الرأي العام السوداني كثيرا خصوصا بعد اعتقال وإهانة طبيب في الخرطوم بحجة كسر الحظر رغم أنه كان عائدا من مناوبة ليلية في وقت تسعى فيه وزارة الصحة لسد النقص الكبير في عدد الأطباء وتجهيزات المستشفيات في ظل المخاوف المتزايدة من تفشي فيروس كورونا.

مخاوف أكبر

وتفاقمت المخاوف من الأثر السلبي للاعتداءات التي تلحق بالكوادر الطبية في السودان بعد تسجيل 4 إصابات جديدة بفيروس كورونا خلال الفترة من مساء الجمعة وحتى صباح الأربعاء ليرتفع عدد الحالات المؤكدة إلى 19 حالة، في ظل النقص الكبير في الاحتياجات الأساسية والظروف الصعبة التي تعمل فيها الجيوش البيضاء نتيجة الدمار الكبير، الذي لحق بالبنية التحتية خلال فترة نظام الرئيس السابق عمر البشير.

ووفقا لإحصاءات غير رسمية فإن نسبة الأطباء تبلغ نحو 25 طبيب لكل 100 ألف وهو رقم متدني للغاية مقارنة مع الدول الأخرى.وعلى الرغم من وجود أكثر من 30 كلية للطب في البلاد، إلا أن آلاف الأطباء يضطرون للهجرة في تدني الأجور وضآلة فرص التدريب والتدهور المريع الذي لحق بالبنية الصحية خلال فترة حكم البشير، حيث كانت ميزانية الصحة أقل من 4 بالمئة من الموازنة العامة.

صدمة مزدوجة

وتعبر عفراء عن صدمتها الكبيرة للاعتداء الذي تعرضت له وغيرها من الانتهاكات التي تمارس ضد الكوادر الصحية، وتقول لـ"سكاي نيوز عربية" إن الأمر يبدو محيرا جدا، ففي الوقت الذي تقابل فيه جهود العاملين في القطاع الصحي بالتصفيق والتشجيع في مختلف أنحاء العالم، إلا أن الأمر يبدو مختلفا إلى حد ما في السودان حيث لا تتوافر الحماية المطلوبة للكوادر الطبية.أما محمد مختار، الذي كان شاهدا على مجموعة من الاعتداءات الجسدية واللفظية التي تعرض لها زملاؤه في مستشفى الضعين بغرب السودان فيرى أن عدم توفير الحماية اللازمة للكوادر الصحية يشي بكارثة كبيرة قد تلحق بالقطاع الصحي في ظل تزايد المخاوف من انتشار فيروس كورونا.

أسباب متعددة

ووفقا للؤي عمر الريح عضو لجنة أطباء السودان المركزية فإن هنالك عدد من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة الاعتداء على الأطباء منها نقص الكوادر الصحية، بالإضافة لقلة الوعي والتثقيف الصحي للمواطنين، وارتفاع عدد ساعات العمل، وقله معينات العمل ودمار بيئة العمل وخدمات الاسعاف والعنايات المكثفة، وتدهور البنى التحتية للمؤسسات الصحية خصوصاً الحكومية منها.

ويقول الريح إنه ومع ظهور جائحه كورونا تزداد معاناة الكوادر الصحية من حاجة للتدريب واللبس الواقي والاحترازات الصحية والحاجة الماسة لرفع القدرة الاستيعابية للمستشفيات وتعزيز النظام الصحي بشكل خاص لمجابهه الجائحة ورفع الاستعداد والجاهزية لاستقبال العدد المتوقع حسب الدراسات العلمية وتقديرات انتشار المرض.ويشير الريح إلى أن أبرز تأثيرات الاعتداءات تتمثل في تحجيم قدرة الكادر الطبي على الاستمرار في تقديم الخدمة بالشكل المطلوب هذا غير الضرر النفسي والمعنوي والضرر الذي يقع على المرضى الموجودين في مكان الحدث.ويؤكد الريح أن لجنة أطباء السودان تعمل على المساعدة في إنجاز قانون حماية الكوادر الصحية بالتعاون مع حكومة الثورة، وتتابع بشكل حثيث المسار القانوني مع وزير الصحة ومجلس الوزراء والجهات العدلية والأمنية.

ردود فعل رسمية

ومع تزايد الاعتداءات على الكوادر الطبية في العديد من مستشفيات البلاد، أعلن وزير الصحة، أكرم علي التوم، عن سن قانون يجرم الاعتداء على الكوادر الصحية يتضمن عقوبات رادعة على المعتدين.وفي ذات السياق أكد مجلس الوزراء الانتقال وقوفه الكامل مع الكوادر الطبية وقال في بيان إنه لن يتهاون في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والضرورية لتوفير الحماية لهم، بما في ذلك الإجراءات القانونية الصارمة لضمان سلامتهم وتوفير أفضل بيئة ممكنة لأداء مهامهم الجليلة.وفي تغريدة له على حسابه في تويتر وصف رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك، الاعتداء على الأطباء بالعمل المشين والمرفوض في ظل الظروف الصحية الحالية التي تعيشها كافة بلدان العالم.

وقد يهمك أيضًا:

ننشر بيان وزارة "الأوقاف" المصرية بشأن صلاة التراويح في ظل "كورونا"

وفيات وباء "كورونا" في فرنسا تقفز 8% وأميركا تعود لألفين يوميًا في أبرز ضربات "عدو البشرية"

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقص الأطباء وضعف الحماية أبرز تحديات وباء كورونا في الخرطوم نقص الأطباء وضعف الحماية أبرز تحديات وباء كورونا في الخرطوم



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم
  مصر اليوم - رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
  مصر اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة

GMT 00:43 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تشيلسي الإنجليزي يستقرّ على بديل أنطونيو كونتي

GMT 10:07 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

عفو رئاسي من السيسي عن متهمة في قضية شهيرة

GMT 12:49 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

النني ينعش خزينة الأهلي ب81 ألف جنيه استرليني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon