شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأحد، أولى الجلسات النقاشية بعنوان "دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام"، وذلك ضمن فعاليات منتدى شباب العالم المُنعقد في مدينة شرم الشيخ، وهي الجلسة التي بدأت بفيلم تسجيلي عن دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام.
وقال الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، إن مصر خاضت حروبا كثيرة وانتصرت في جميعها في النهاية، بداية من الزمن الفرعوني حيث تمكن الملك رمسيس الثاني من الانتصار على الحيثيين رغم خسائره الكبيرة، ولم تأخذه نشوة الفوز والانتصار بل اتفق مع القادة الحيثيين على توقيع أول اتفاقية ومعاهدة سلام في تاريخ البشرية، وتوجد نسخة طبق الأصل من هذه الاتفاقية في مقر الأمم المتحدة.
وأضاف الشيخ ناصر، في كلمته بجلسة "دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام"، أن محاميي اليوم لا يستطيعون صياغة أي اتفاق بهذه الدقة وبهذه الاحترافية وهذه هي مصر الحقيقة كما كانت ولا تزال، موضحا أن لاستدامة السلام لابد من توفير الأمن وصناعة الأمل، موضحا أنه في الماضي كنا نبني القلاع لتوفير الأمن ويتم إغلاق المدن وتطورت الأمور إلى أن أصبح التهديد داخل بيوتنا والرسائل الزائفة أصبحت في هواتفنا، لذا يجب أن نوفر الأمن بطرق جديدة وغير اعتيادية.
ولفت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لديه "رواية وطنية" للشعب المصري تتمثل في عدم وجود أي شيء مستحيل في مصر، مضيفا أن ذلك يظهر جليا في الإنجازات والنجاحات والمشاريع التي تحققت مؤخرا، متابعًا أن عدم وجود مستحيل في مصر وصل إلى أن الرئيس السيسي بنى لأول مرة مدينة فوق الجبال وهي "مدينة الجلالة"، ومشددا على ضرورة أن يكون لدينا آمال كبيرة للمستقبل ولأنها رؤية قادتنا وعلى رأسهم الرئيس السيسي.
وبدورها، أكدت ماجدولين الشارني وزيرة الشباب والرياضة في الجمهورية التونسية، أن بناء السلام لا يحدث إلا بإرساء ثقافته التي تجعله بنية ديناميكية تقوم على الحوار والمقاربة التشاركية بين المؤسسات الديمقراطية والمجتمع المدني، وقالت إن "أشكال الحوار قد تطورت وآلياته خاصة بتطور التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي حيث أصبحت قضايا السلام من أكثر القضايا ذات المتابعة والاهتمام، ولا شك في أن الشباب لديه القدرة على التملك لهذه الوسائل وعلى القيادة لمسارات التغيير وبذلك تصبح قضايا الشباب قضايا أمن شامل".
وأشارت الوزيرة التونسية، خلال جلسة "دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام" بمنتدى شباب العالم، إلى ضرورة رعاية الحكومة للشباب وذلك لبناء السلام سواء بالإنصات إلى مشاكلهم أو مشاركتهم في صنع القرار وعدم الزج بهم في النزاعات والحروب وخطابات الكراهية، قائلة "وبهذا تكون أفضل وسيلة لتمكين الشباب اقتصاديا واجتماعيا ويكون صمام أمن لنشر ثقافة السلام وتوجيه طاقاتهم لإعلاء القيم الكونية السامية بما يحقق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في عام 2030.
وأضافت أنني "سأتحدث عن تجربة تونس في منحها جائزة نوبل للسلام عام 2015 للرباعي الراعي للحوار، حيث أن هذا الرباعي يتكون من الجانب النقابي الممثل في الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والرابطة التونسية لحقوق الإنسان وهيئة المحامين، وهذا يعد اعترافا بريادة التجربة التونسية في إدارة الخلافات وفض النزاعات بعيدا عن خطابات الكراهية والتطرف والعنف" .
وأوضحت أنه تم تنظيم الحوار المجتمعي حول شؤون الشباب في تونس وذلك بمبادرة من الرئيس التونسي، مؤكدة أن ما يعيشه شباب العالم اليوم من تجربة نموذجية من خلال مؤسسة الحوار يمثل أفضل تجسيم لدور مختلف الحكومات وقادة العالم في بناء السلام وذلك من خلال نشر ثقافته الذي يعتبر العامل الأساسي للاستقرار والاستدامة، مؤكدة ضرورة تحقيق السلام من خلال عمل الحكومات على وضع سياسات شبابية تقوم على احترام مبادئ حقوق الإنسان، وتساهم في تثمين دور المرأة .
من جهتها، قالت روز ماري وزيرة الشباب والرياضة في جمهورية رواندا إن المرأة تمثل نصف سكان العالم تقريبا، وإنه يجب على قادة العالم إشراكها في صناعة القرارات ومواجهة التحديات وحل الأزمات الاقتصادية التي تواجه العالم، وأضافت أن المرأة الآن في رواندا تمثل نسبة 61 % بالبرلمان، وتمثل من 21% إلى 24% في برلمانات أفريقيا .. مشيرة إلى أن هذا حق المرأة بالإضافة إلى أن لديها القدرة على تحقيق ذلك ومن أجل تحقيق العدالة في المجتمع .
وتابعت "نرى الآن في أثيوبيا أن المرأة تتبوأ مركز الصدارة واتخاذ القرار"، مشيرة إلى أن المرأة هي التي تعطي الحياة وهي قادرة على الخروج بقرارات سليمة في المجتمع، موضحة أن أكثر من 40 % من النساء يعملن في مجال القضاء برواندا، وهناك نساء في الإدارة المحلية والقطاع الخاص، كما أكدت ضرورة أن نسعى لكي يكون المجتمع شاملا للمرأة والشباب، لافتة إلى حرص بلادها على نقل السلام إلى الأجيال القادمة وأن تكون سياستهم شمولية .
وفي سياق متصل، قال الدكتور محمد مصطفى الأستاذ المساعد في هندسة الحاسبات، خلال فعاليات جلسة "العالم الرقمي كمجتمع مواز، كيف يفرض سيطرته على عالمنا الواقعي"، التي عقدت ضمن فعاليات منتدى شباب العالم المنعقد في شرم الشيخ، إن المستقبل في مجال التكنولوجيا سيكون في مجال الذكاء الاصطناعي، مضيفًا أن العالم الرقمي يعبر عن الحداثة والتطور، مشيرًا إلى أن بعض السلبيات التي تصاحب الأمن الرقمي ومن أبرزها عدم الأمان واختراق الخصوصية.
أما ماركو جيرك الخبير في الأمن الرقمي والأمن السيبراني فتحدث عن تعريف الجريمة الإلكترونية ومستوياتها. مشيرا إلى أن تكنولوجيا المعلومات ساعدت الحكومات في سرعة إنجاز المهام الموكلة لها، وشدد على ضرورة وجود توازن بين الإيجابيات والسلبيات في التعامل عبر العالم الرقمي، مؤكدا ضرورة التعامل مع الجريمة الإلكترونية والأطر القانونية التي تحكمها.
أرسل تعليقك