لم تشهد مصر حتى الآن منذ عصر محمد علي، مشروعًا واحدًا لإنتاج الحرير، رغم دراسة الجميع في المدارس، لدودة القز التي تنتج الحرير.
ويرى مراقبون أن هناك 3 مقومات لتنمية وتطوير صناعة الحرير في مصر، حيث تعتبر صناعة الحرير من الصناعات المهمة التي تتخذ فيها مصر خطوات متقدمة للنهوض بها، من خلال مشروع المركز القومي للبحوث لتعظيم موارد الدخل والحد من الفقر بإدخال تكنولوجيات صناعية وزراعية بسيطة لإنتاج الحرير الطبيعي.
وتعليقًا على ذلك، قالت الدكتورة كريمة حجاج، أستاذ بشعبة الصناعات النسجية بالمركز القومي للبحوث، إن إحياء صناعة الحرير في مصر يؤدي إلى توفير العملات الصعبة المستخدمة في استيراد الحرير، وتنمية القرى المصرية الأكثر فقرًا بالإضافة إلى توفير فرص عمل لكافة الأعمار سواء من الرجال أو السيدات والمرأه المعيلة، كما يمكن تشغيل عدد من متحدي الإعاقة في مثل هذه الصناعة.
وأوضحت "حجاج" أن المشروع يتضمن ثلاثة فرق رئيسية متكاملة مع بعضها البعض لإنجاز العمل، وتعتبر أولى هذه الفرق مجموعة التكنولوجيا الحيوية النباتية، ومجموعة زراعة التوت وتربية دود القز، بالإضافة إلى مجموعة إنتاج المنسوجات الحريرية، موضحة أن زراعة التوت بنظام قبضة اليد يكون ارتفاع الشجرة فيه من 20 إلى 30 سنتيمتر، ويمكن زراعته كسياج حول الحقول أو على الترع، فيزرع بنظام متوسط الساق ويكون ارتفاع النبات 150 سم.
اقرأ أيضًا:
مدبولي و 5 وزراء يبحثون تدشين "التأمين الشامل" في بورسعيد
وتابعت أن هذا المشروع يعتمد على صناعة تطبيقية ليس لها فاقد، حيث يتم استخدام جميع المكونات والمخلفات وإعادة تدويرها والتي ينتج عنها، المنتج النسجي في صورة ملابس أو سجاد كما يمكن استخدام ورق التوت وثماره كصبغة طبيعية لصباغة المنسوجات، ويمكن أيضًا استخدام مخلفات تربية دودة القز كأسمدة، وتربية الأسماك وبعض أنواع عيش الغراب الذي يستخدم كعلف للدواجن.
وأكملت "حجاج" أن الحرير وورق التوت واليرقات يستخدموا في إنتاج مستحضرات التجميل، والمكملات الغذائية، وأدوية خفض السكر وضغط الدم المرتفعين وغيرها، بالإضافة إلى استخدام السيريسين المستخلص من الحرير الطبيعي في العديد من العمليات النسيجية الرطبة والتي تؤدي إلى زيادة القيمة المضافة للمنتج.
وعن حجم الاستفادة من المشروع، كشفت "كريمة" أن المستفيد النهائي من المشروع، هم رجال الأعمال المهتمين بالزراعة والصناعة، والجهات الإنتاجية المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر المهتمة بالصناعات النسيجية، وجهاز شئون البيئة، والجمعيات الأهلية الهادفة للتنمية المجتمعية، ومحافظو مصر.
ومن ناحية أخرى، قال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن مشروع إنتاج الحرير والتوسع في تربية دودة القز من المشاريع الهامة التي سوف تدر دخلا كبيرا على مصر مستقبلا.
وأضاف، إن دودة القز تحتاج إلى أشجار التوت، مؤكدًا أنه يجب التوسع فى إنشاء مشاتل وحقول التوت، مضيفًا أن تطوير صناعة الحرير في مصر يساعد في توفير فرص عمل للشباب، وتدوير مخلفات ديدان الحرير وإحياء المشاريع الشبابية لإنتاج الحرير.
وأشار النحاس، إلى أنه يجب على وزارة الزراعة القيام بندوات ومعلومات حول كيفية إنتاج الحرير وأن توفر سلالات جديدة من ديدان القز القادرة على إنتاج الحرير.
وقد يهمك ايضـــــــــــــــــــًا
- "التجارة والصناعة" يشهد توقيع "تشغيل الشباب في مصر: إيجاد سبب للبقاء"
- شركة صينية تبني مركزاً تجارياً في دبي بمليار درهم
أرسل تعليقك