تعقد الولايات المتحدة مؤتمرًا اقتصاديًا في البحرين على مدى يومين لتشجيع الاستثمار في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. وتوصف الخطوة بأنها الجزء الأول من خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. أما الجزء الثاني من الخطة فسوف يتعامل مع القضايا السياسية الشائكة، ويكشف عن تفاصيله في وقت لاحق.
ويقاطع الفلسطينيون المؤتمر، ولن تحضره الحكومة الإسرائيلية، ولكن يتوقع حضور ممثلين للشركات وقطاع الأعمال.
وتتبع خطة ترامب - التي عرفت إعلاميا بـ"صفقة القرن" - تاريخا من جهود السلام التي لم تنجح في التغلب على فقدان الثقة والعنف على مدى عقود.
وفيما يلي قائمة بأهم الخطط والمبادرات التي شرع فيها الطرفان أنفسهما، أو وسطاء دوليون، منذ حرب عام 1967 التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية، التي كانت تحت إدارة الأردن، وشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، الذي كان تحت الإدارة المصرية، ومرتفعات الجولان السورية.
اقرأ أيضًا:
الإدارة الأميركية تكشف بعض ملامح "صفقة القرن" وتعلن ضخ 50 مليار دولار
1967: قرار مجلس الأمن الدولي 242
في أعقاب حرب 1967، دعا قرار 242 الذي أصدره مجلس الأمن إلى "انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلت خلال النزاع الأخير"، مقابل أن تحترم دول المنطقة سيادة كل منها الأخرى، ووحدة أراضيها، واستقلالها.
ويعد القرار أساس كثير من مبادرات السلام، لكن صياغته غير الدقيقة، فيما يخص الإشارة إلى الأراضي المحتلة، وهل هي كل الأراضي، أو بعضها، عقدت الجهود على مدى عقود.
1967-1971: خطط روجرز
اقترح وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، وليام روجرز، ثلاث خطط ركزت على إنهاء الحرب بين إسرائيل ومصر، اللتين كانت قوات كل منهما تتربص بالأخرى، عبر قناة السويس. ودعت إلى أن تكون القدس "مدينة موحدة" على أن تتولى إسرائيل والأردن معا إدارة شؤونها المدنية والاقتصادية والدينية. ودعت أيضا إلى "تسوية" أوضاع اللاجئين الفلسطينيين فقط.
1978: اتفاقية كامب ديفيد
بعد خمس سنوات من انتهاء حرب عام 1973، التي بدأت بهجوم شنه المصريون والسوريون لاستعادة سيناء والجولان، وانتهت باستمرار الاحتلال الإسرائيلي للمنطقتين، دعا الرئيس الأمريكي آنذاك، جيمي كارتر، الرئيس المصري، أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، مناحم بيجين إلى كامب ديفيد، وهو المنتجع الرئاسي في ولاية مريلاند، للتفاوض من أجل السلام.
وفي عام 1977، وعقب سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل، زار السادات إسرائيل، وكان أول رئيس عربي يفعل ذلك. وفي كامب ديفيد اتفق هو وبيجين على إطار للسلام في الشرق الأوسط.
ودعت اتفاقية كامب ديفيد إلى توقيع معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، وانسحاب إسرائيل على مراحل من سيناء، وإنشاء حكم ذاتي فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
1979: معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية
وقعت في حديقة البيت الأبيض أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية. ووضعت المعاهدة الأسس لانسحاب إسرائيلي كامل من سيناء خلال ثلاث سنوات.
1981: خطة فهد
اقترح ولي العهد السعودي آنذاك، الأمير فهد بن عبد العزيز خطة تدعو إلى انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة في عام 1967، وإنشاء دولة فلسطينية، تكون القدس عاصمة لها، مع حق العودة للاجئين الفلسطينيين، أو تعويضهم.
1982: خطة ريغان
في أعقاب احتلال إسرائيل للبنان، حث الرئيس الأمريكي آنذاك، رونالد ريغان، على "بداية جديدة" لحل الصراع العربي الإسرائيلي. واقترح مرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات لتأسيس حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.
1991: قمة مدريد
بعد أربع سنوات من بدء الانتفاضة الفلسطينية، التي اندلعت في الضفة الغربية وغزة، بدأت جلسات مؤتمر دولي في مدريد. حضره ممثلون لإسرائيل، ومنظمة التحرير الفلسطينية معا لأول مرة. ولم يتوصل المؤتمر إلى اتفاق، لكنه أسس لبدء اتصالات مباشرة بينهما.
1993-1995: إعلان المبادئ/واتفاق أوسلو
عقد الفلسطينيون وإسرائيل محادثات سرية في النرويج انتهت باتفاقات مؤقتة للسلام. ودعت تلك الاتفاقات إلى تأسيس حكم ذاتي فلسطيني في الضفة الغربية وغزة خلال مرحلة انتقالية لا تتجاوز خمس سنوات، مع انسحاب القوات الإسرائيلية. ودعت إلى بدء مفاوضات في العام الثالث بحد أقصى لمرحلة مؤقتة لاتفاق فلسطيني-إسرائيلي دائم.
2000: قمة كامب ديفيد
مع استمرار عدم قدرة إسرائيل والفلسطينيين على حل القضايا الأساسية، دعا الرئيس الأمريكي آنذاك، بيل كلينتون، الزعيم الفلسطيني، ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى كامب ديفيد. لكنهما لم ينجحا في التوصل إلى اتفاق نهائي، وبدأت انتفاضة فلسطينية أخرى.
2002-2003: إعلان بوش/المبادرة العربية للسلام/خارطة الطريق
كان جورج دبليو بوش أول رئيس أمريكي يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية، جنبا إلى جنب مع إسرائيل "في سلام وأمن".
وقدمت السعودية خطة سلام تدعمها جامعة الدول العربية تدعو إلى انسحاب إسرائيلي من الأراضي التي احتلتها في 1967، وقبول إسرائيل لدولة فلسطينية مقابل تطبيع العلاقات مع الدول العربية.
دول عربية قاطعت المؤتمر
ثم قدمت الرباعية الدولية، التي تشكلت من أربعة وسطاء هم: الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وروسيا، خارطة طريق تقضي بحل دائم للصراع مبني على إقامة دولتين جنبا إلى جنب.
ومع مواصلة الانتفاضة، دعت الخطة إلى "إنهاء الإرهاب والعنف"، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وتجميد بناء المستوطنات الإسرائيلية، ثم بدء مفاوضات الوضع النهائي.
2007: قمة أنابوليس
مع انهيار المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية، دعا الرئيس بوش إلى استضافة قمة للشرق الأوسط في أنابوليس، في ولاية ميريلاند. وحضر القمة ياسر عرفات وإيهود أولمرت، اللذان اتفقا على استئناف المحادثات، مع إعلان يهدف إلى توقيع معاهدة سلام في 2008. ثم قال أولمرت بعد ذلك إنهما كان على وشك التوصل إلى اتفاق، لكن بدء تحقيق في الفساد ضده، واندلاع حرب إسرائيلية في غزة في 2008 أوقفا المحادثات.
2009: خطاب نتنياهو في بارإيلان
في خطاب في جامعة بار-إيلان قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إنه مستعد إلى التوصل إلى اتفاق سلام يتضمن إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح. ووضع شرطا آخر، هو اعتراف الفلسطينيين بأن إسرائيل "دولة للشعب اليهودي".
2010: تجميد المستوطنات الإسرائيلية/استئناف محادثات السلام/انهيار المفاوضات
تحت ضغط من الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، فرض نتنياهو تجميدا جزئيا على إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. واستؤنفت محادثات سلام قبيل انتهاء التجميد، لكنها انهارت بعد أسابيع بعد رفض نتنياهو تمديد التجميد المؤقت.
2013-2014: محادثات واشنطن للسلام/انهيار المفاوضات
اقنع وزير الخارجية الأميركي آنذاك، جون كيري، المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين باستئناف محادثات السلام في واشنطن. وقال كيري إن هدفه هو التوصل إلى اتفاق بشأن الوضع النهائي خلال تسعة أشهر. ولم تحقق المحادثات أي شيء، وعلقتها إسرائيل في أبريل/نيسان 2014، لمعارضتها لاتفاق وحدة وطنية بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، زعيم حركة فتح، وأعضاء حركة حماس الإسلامية، التي تسيطر على غزة.
قد يهمك أيضًا:
حركة الجهاد الإسلامي تُؤكِّد على وقوفها مع السلطة ضد "صفقة القرن"
الجبير يؤكد أن العملية السياسية المتعلقة بحل القضية الفلسطينية مع إسرائيل "بالغة الأهمية
أرسل تعليقك