توقيت القاهرة المحلي 08:21:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكّدوا أنّ هناك جملة من المعطيات أملت على باسيل للدخول في مراجعة نقدية

ردود فعل متباينة من السياسيين بشأن لقاء المصارحة بين وزير خارجية لبنان ورئيس "اللقاء"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ردود فعل متباينة من السياسيين بشأن لقاء المصارحة بين وزير خارجية لبنان ورئيس اللقاء

رئيس “اللقاء النيابي الديمقراطي” تيمور وليد جنبلاط
بيروت - مصر اليوم

توقفت الأوساط السياسية أمام لقاء المصارحة الذي جمع رئيس “اللقاء النيابي الديمقراطي” تيمور وليد جنبلاط، برئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل، الذي دعاه لتناول الغداء إلى مائدته، وسألت عما تبدّل وأدى إلى عقد هذا اللقاء الذي جاء بعد أقل من أسبوعين على الغداء العائلي الذي أقامه رئيس الجمهورية ميشال عون، وجمعه بجنبلاط الأب وأفراد عائلته؟ وهل يؤشر إلى طي صفحة الخلاف بينهما؟

ورأت مصادر سياسية، أن هناك “جملة من المعطيات والمتغيرات أملت على باسيل للدخول في مراجعة نقدية لحساباته السياسية في ضوء ما ارتد عليه من ارتدادات سلبية نجمت عن الطريقة التي تعاطى بها في ملف حادثة قبرشمون، وأوصلته إلى طريق مسدودة” في حملته على “التقدمي الاشتراكي”، وانحيازه بالكامل إلى حليفه رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” طلال أرسلان، وإخفاقه في إحالة هذه الحادثة على المجلس العدلي.

ولفتت إلى أن وزير الدفاع الوطني إلياس بوصعب، ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، “شكّلا رأس حربة في الانجرار إلى لعبة تصفية الحسابات مع وليد جنبلاط الذي لم يتلكأ يومًا عن الحوار مع خصومه”. وقالت إن باسيل “اضطر إلى صرف النظر عن دعوته لفرض حصار على (التقدّمي)، رغم أنه كان اتهمه بأنه كان يعد له كمينًا لدى محاولته الدخول إلى بلدة كفر متى في قضاء عاليه تمهيدًا لاغتياله”.

أقرأ أيضا :

جنبلاط يُؤكد أنّ مواطن في الكورة يذكرنا بـ"البوعزيزي"

وأشارت إلى أن “باسيل اضطر قبل أن يجمعه الرئيس عون وجنبلاط إلى مائدته في بيت الدين إلى سحب كل هذه الاتهامات من التداول، في إشارة منه إلى فتح صفحة جديدة تحت عنوان الدخول في حوار مع (التقدمي)، ولو من موقع الاختلاف حول عدد من الملفات، أبرزها ملف الكهرباء”.

واعتبرت أن “باسيل ما قبل حادثة قبرشمون، هو غيره ما بعد السيطرة على تداعياتها الأمنية والسياسية من خلال إحالتها على القضاء العسكري”، موضحة أنه “أيقن أن حملته على (التقدمي) زادت من النفوذ الجنبلاطي في الجبل على حساب أرسلان”.

وقالت إن “صمود جنبلاط مدعومًا من رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري، ورئيسي حزبي (القوات اللبنانية) و(الكتائب)، دفع بباسيل إلى مراجعة حساباته على أرض الواقع؛ خصوصًا أن رئيس الجمهورية تجاوب مع دعوة بري له لرعايته لقاء المصارحة والمصالحة”.

وأكدت المصادر أن “جنبلاط الابن وافق بلا تردد على تلبية دعوة باسيل له لتناول الغداء في اللقلوق، لأن (التقدمي) لم يوصد الأبواب في وجه الحوار، وبالتالي فهو على استعداد للبحث في استكشاف إمكانية التعاون مع (التيار الوطني) في المستقبل من دون أن يكون على حساب حلفائه، وأولهم حزب (القوات)”.

ورأت أن باسيل عندما أقر بعد طول تردد بفتح قنوات للتواصل مع “التقدمي”، باعتباره أحد الأرقام السياسية المقررة، ليس في الجبل، وإنما على صعيد المعادلة الداخلية، كان يراهن على الدخول في عملية تصالحية مع بعض الأطراف، خشية أن تؤثر حروبه السياسية المتنقلة على معظم الجبهات على طموحاته الرئاسية.

وبكلام آخر، فإن قرار باسيل الدخول في مهادنة مع “التقدمي”، وإن جاءت متأخرة، أشبه بمن ينتفض على نفسه في ضوء إحساسه بأنه تلقى ضربة سياسية معنوية من جراء عدم قدرته على الاقتصاص من خصومه في حادثة قبر شمون.

ناهيك عن أن باسيل في حاجة إلى أن يعيد النظر في تموضعه السياسي، لعله يتمكن من تنظيم الخلاف مع “التقدمي”، على قاعدة أن لا موانع تحول دون تطبيع العلاقة التي هي الآن في حاجة إلى قيام “التيار الوطني” بمبادرة في اتجاه عدم تعاطيه مع مصالحة الجبل التي رعاها البطريرك الماروني الراحل نصر الله بطرس صفير، وكأنها منقوصة بذريعة عدم مشاركته فيها رغم أن التيار لم يكن في حينها قد أعلن عن ولادته.

كما أن التشكيك في عودة المهجرين، وعدم اطمئنانهم للبقاء ليلًا في منازلهم، كان وراء بلوغ علاقة “التيار الوطني” و”التقدمي” ذروتها من التأزّم السياسي، إضافة إلى أن الرهان على أرسلان ليكون البديل عن “الجنبلاطية” في الجبل لم يكن في محله، خصوصًا أن التحاق أرسلان بباسيل ألحق به الضرر السياسي في “البيت الدرزي”، لا سيما أن التسوية التي اعتمدت لاستيعاب حادثة قبرشمون لم تكن لمصلحته، وجاءت مخالفة بالكامل لكل طموحاته.

لذلك، لا غنى لباسيل عن تطبيع علاقته بـ”التقدمي”، وإن كانت تحتاج إلى وقت لغسل القلوب بينهما، لكنه يخطئ إذا كان يراهن منذ الآن على فرط العلاقة القائمة بين جنبلاط و”القوات”. واعتبرت الأوساط السياسية أن السبب يكمن في أن صورة باسيل من الوجهة السياسية اهتزّت بعد حادثة قبرشمون بعدما ارتأى بملء إرادته أن “يبلع” ما أُشيع عن أنه كانت هناك محاولة لاغتياله، رغم أن رئيس الجمهورية بادر إلى تبنّيها قبل رعايته لقاء المصالحة في بعبدا.

فباسيل بات في حاجة إلى فك اشتباكه بـ”التقدّمي”، وإعادة تمتين علاقته برئيس الحكومة التي لا تزال غير مستقرة، وتتراوح بين هبّة باردة وأخرى ساخنة، إضافة إلى علاقته برئيس المجلس، لأنها لا تزال قائمة على “القطعة”، ولم تبلغ مرحلة التعاون الدائم.

وهنا لا حاجة للاستفاضة في تسليط الضوء على علاقته المتدهورة بـ”القوات”، وإطاحته بـ”إعلان معراب” الذي أسس لانتخاب عون رئيسًا للجمهورية، وأيضًا لعلاقته بـ”الكتائب” في ضوء إصراره على إلغاء منافسيه أو تحجيمهم في الشارع المسيحي، وإن كان يتعاطى بأقل حدة مع تيار “المردة” بزعامة النائب سليمان فرنجية، استجابة لطلب حليفهما المشترك “حزب الله”.

وعليه، فإن باسيل، وإن كان يصر على احتكار حصة المسيحيين في التعيينات، فإنه في حاجة إلى تلميع صورته لدى الخارج من خلال تمرير رسالة تحت عنوان أن لديه حلفاء غير “حزب الله”.

ومن السابق لأوانه اللجوء إلى تكبير الحجر في التعامل مع لقاء المصارحة الذي جمع باسيل بجنبلاط الابن، وإن كان ما يهم وزير الخارجية، من الآن وصاعدًا، السعي لتطويق منافسيه من المسيحيين على رئاسة الجمهورية، مع أن حرق المراحل سيؤدي حتمًا إلى إعادة خلط الأوراق.

قد يهمك أيضاً :

التوتر بين جنبلاط والحريري يبلغ ذروته مع تشكيل الحكومة

نبيه بري يدخل على خطّ المصالحة بين الحريري وجنبلاط

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ردود فعل متباينة من السياسيين بشأن لقاء المصارحة بين وزير خارجية لبنان ورئيس اللقاء ردود فعل متباينة من السياسيين بشأن لقاء المصارحة بين وزير خارجية لبنان ورئيس اللقاء



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon