توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اشتباكات ضارية واستنفار أمني واسع وتوقُّف الملاحة في المطار

الحكومة اليمنية تُعلن استعادة أبين بعد معارك خاضتها مع "المجلس الانتقالي"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الحكومة اليمنية تُعلن استعادة أبين بعد معارك خاضتها مع المجلس الانتقالي

قوات الحكومة اليمنية الشرعية
عدن-عبدالغني يحيي

نجحت قوات الحكومة اليمنية الشرعية، الأربعاء، على نحو دراماتيكي مباغت، في التوغل من محافظة أبين إلى العاصمة المؤقتة عدن بعد معارك متفرقة خاضتها مع القوات الموالية لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" بالتزامن مع إعلان عدد من المعسكرات التابعة للمجلس انضمامها إلى قوات الشرعية.

وعدّ رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، في تصريحات رسمية عودة القوات الحكومية إلى عدن "انتصارا لجميع أبناء الشعب"، مؤكدا أن يد حكومته ممدودة للجميع، وقال إنه وجّه «بحزم بحماية الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ أمن الناس، ومنع أي شكل من أشكال الفوضى»، مشيرا إلى أن «الوطن يتسع للجميع في ظل الأمن والاستقرار والحوار البنّاء تحت سيادة الدولة والقانون».

وأفادت مصادر ميدانية وعسكرية بأن القوات الحكومية استطاعت التقدم من مدينة شقرة شرق محافظة أبين إلى الغرب، حيث تمكنت من السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة أبين قبل أن تواصل تقدمها باتجاه العاصمة المؤقتة عدن لاستعادتها من قبضة قوات «الانتقالي» الداعي إلى فصل جنوب اليمن عن شماله.

وأكدت المصادر أن الجيش الوطني واصل زحفه نحو محافظة لحج شمال عدن؛ لإنهاء المظاهر المسلحة وأعمال التمرد التي قام بها «المجلس الانتقالي».

واعتمد الجيش وفق المصادر، على تعزيزات عسكرية كبيرة دفع بها صوب عدن لمواجهة التمرد المسلح في عدد من المواقع الرئيسية داخل المدينة، كما استدعى قوة خاصة لتنفيذ أعمال عسكرية دقيقة تستهدف المواقع الذي يسيطر عليها المتمردون، مع المحافظة على سلامة المدنيين.

وأكد العميد ركن عبده مجلي، المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، في اتصال هاتفي أن عددا من الوحدات العسكرية التي كان يسيطر عليها المجلس الانتقالي انضمت إلى الجيش الوطني منذ اللحظات الأولى للاشتباكات أمس، في حين سارع عشرات الأفراد للاستسلام وتسليم ما بحوزتهم من أسلحة إلى مقاتلي الحكومة الشرعية.

وفي حين تضاربت الأنباء عن حجم السيطرة الفعلية في مدينة عدن، أكد وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، أن «ضباط وأفراد ألوية الحماية الرئاسية تمكنوا من تأمين قصر المعاشيق الرئاسي في عدن والمناطق المحيطة به بشكل كامل، في حين فرضت قوات الأمن والجيش سيطرة كاملة على مديريات محافظة عدن وسط ارتياح وترحيب شعبي كبير»، وأشار إلى أن قوات الأمن استطاعت تأمين مبنى مقر وزارة الإعلام وصحيفة «14 أكتوبر» في إطار الخطة الأمنية لتأمين المقار الحكومية والحفاظ على مؤسسات الدولة اليمنية، حيث رفعت صور الرئيس عبد ربه منصور هادي في المقرات باعتباره رمزاً للشرعية الدستورية».

وبينما خيمت أجواء الحذر والترقب بين السكان، أفادت مصادر ملاحية في مطار عدن بأنه تم إلغاء الرحلات المجدولة من المطار إلى إشعار آخر.

وقلل متحدثون باسم «الانتقالي الجنوبي» من أنباء السيطرة الحكومية على عدن، حيث أفادوا بأن القوات الموالية لهم استطاعت استعادة مطار عدن بعد ساعات من سقوطه في يد القوات الحكومية، كما استعادوا أحياء ومناطق متفرقة في مديرية «خور مكسر».

وأوضح وزير الإعلام اليمني في سلسلة تغريدات عبر «تويتر»، أن قوات الجيش التي أحرزت الانتصارات في عدن يقودها اللواء عبدالله الصبيحي قائد اللواء 39 مدرع، في حين قاد اللواء سيف القفيش قائد اللواء 115 مشاة معركة استعادة محافظة أبين.

وأفاد الإرياني بأن الجيش الوطني بقيادة العميد حمدي حسن محمد شكري، مدير أمن محافظة لحج، سيطر على معسكر الحزام الأمني في المحافظة، وأعلن السيطرة على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج وتأمينها بشكل كامل.

وذكرت مصادر عسكرية حكومية، أن قوات الجيش بقيادة العميد أبوبكر الجبولي وأبناء منطقة الصبيحة طوقوا اللواء الذي يقوده صالح السيد بمحافظة لحج لإجباره على تسليمه للشرعية، في الوقت الذي بث ناشطون موالون للحكومة اليمنية صوراً للسكان في عدن وهم يحملون صور الرئيس اليمني المعترف به دوليا.

وأفاد شهود بأن معسكرات تابعة إلى «الانتقالي» الجنوبي في كريتر والبريقة ومناطق أخرى تم الانسحاب منها قبل أن تتعرض لعمليات نهب، حيث شوهدت عربات نقل تخرج من المعسكرات تحمل أثاثاً ومعدات كانت في المعسكرات.

وأكد الشهود أن القوات الحكومية تقدمت من شقرة مروراً بزنجبار التي انسحب منها أتباع «الانتقالي» قبل أن تصل القوات إلى نقطة «العلم» على مدخل مدينة عدن بالتوازي مع تهاوي النقاط الأمنية للمجلس الجنوبي، وصولاً إلى بوابة مطار عدن الدولي.

وفي حين لجأ سكان المدينة إلى لزوم منازلهم سُمع دوي انفجارات واشتباكات في أحياء متفرقة، بينما استنفرت السلطات الصحية طواقمها لنقل القتلى والجرحى خلال المواجهات التي استمرت على مدار ساعات نهار أمس.

ودعا محافظ عدن أحمد سالم ربيع السكان إلى «الطمأنينة والتزام الهدوء والمساهمة في تطبيع الأوضاع وعودة الحياة إلى طبيعتها»، وقال في تصريحات رسمية بثتها وكالة «سبأ»، إن الدولة ستوفر الأمن وتحمي الممتلكات العامة والخاصة في عدن والمحافظات الأخرى، مشدداً على أهمية «تعاون الجميع في ترسيخ الأمن والاستقرار، وبث روح السكينة العامة والتسامح والأخوة بين الجميع».

وقال شهود إن قوات «الانتقالي» انسحبت من مصافي عدن النفطية في مديرية البريقة الواقعة في الشمال الغربي من المدينة، قبل أن يتولى الأهالي حماية المكان، بعد أن غادر عناصر «الانتقالي» إلى معسكر صلاح الدين غرباً.

ولم تعترف قوات «الانتقالي» بالهزيمة على الفور، ووصفت ما حدث لها في أبين بـ«الهجوم الغادر» الذي أجبرها على الانسحاب إلى عدن، في حين أكد شهود أن معسكراً لقوات «الحزام الأمني» في مديرية كريتر، وهو ما يعرف باسم معسكر عشرين، تم إخلاؤه بالتزامن مع دخول قوات الحماية الرئاسية إلى منطقة معاشيق حيث القصر الرئاسي.

وجاءت هذه التطورات الميدانية بعد أيام من تمكن القوات الحكومية من كسب المعارك في محافظة شبوة وتأمين عاصمتها عتق، والسيطرة على المعسكرات كافة الموالية لـ«الانتقالي» في مختلف مديريات المحافظة، وصولاً إلى ميناء بلحاف النفطي.

كانت قوات الأحزمة الأمنية والنخب الموالية لـ«الانتقالي» استطاعت السيطرة على عدن هذا الشهر بعد أن استولت على المعسكرات الحكومية والمقرات، قبل أن تتقدم باتجاه أبين ثم شبوة في مسعى لفرض وجودها على الأرض بالقوة على حساب الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. في السياق نفسه، ذكرت مصادر عسكرية وأمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن محافظ أبين اللواء ركن أبو بكر حسين، رئيس اللجنة الأمنية قائد محور أبين، أسند إلى الوحدات العسكرية وقوات الأمن الخاصة مهام تأمين الخط الدولي باتجاه عدن ابتداءً من منطقة دوفس في أبين وصولاً إلى مشارف مدينة عدن غرباً.

وقال المتحدث باسم الجيش اليمني، العميد عبده مجلي، إن «الجيش عمل على تحرير عدن في وقت قياسي، وستكون عملية التحرير نقطة فاصلة في إنهاء هذا التمرد على الحكومة، كما جرى في شبوة وأبين اللتين حررتا بالكامل من المظاهر المسلحة».

وأوضح أن الاشتباكات المسلحة جرت في خور مكسر قرب المطار، وجرى تطهير عدد من المواقع بالكامل، لافتاً إلى أن الجيش عمد أثناء المواجهة على ثلاثة عوامل رئيسية تتمثل في تضييق الخناق على المتمردين ودفعهم للتراجع إلى خارج المدينة والتعامل بدقة عالية مع المتواجدين في مناطق آهلة بالسكان.

وتطرق إلى أن ألوية الحماية الرئاسية ووحدات من المنطقة الرابعة ستعود خلال الساعات المقبلة للقيام بدورها المناط بها في حفظ الأمن وفق الدستور اليمني، مشيراً إلى أن تعزيزات عسكرية كبيرة من مختلف الوحدات جرى الدفع بها إلى العاصمة المؤقتة، وقوات مدربة قادرة على التعامل مع المتمردين وتنفيذ أعمال عسكرية بدقة عالية داخل المدن، والحفاظ على المدنيين والممتلكات، ستساعد في الحفاظ على مقدرات الدولة التي استعادت سيطرتها على المديريات كافة في الشق الجنوبي.

وشدد مجلي على أن إيقاف أعمال التمرد على الحكومة الشرعية لن يكون إلا بدعم من التحالف العربي والسعودية التي لها دور كبير في رعاية اليمن وتقدم الكثير للحفاظ على سلامته، وتابع: «للمملكة دور مهم في مراحل استعادة الدولة وبسط نفوذها على كامل الأراضي التي استولت عليها الميليشيات الانقلابية، كما تعمل على تهدئة الأوضاع في الجنوب وتواصل دعواتها المتكررة للحوار الذي يرفضه الطرف الآخر بالأعمال العسكرية التي ينفذها بين حين وآخر».

قد يهمك أيضًا :

الجيش الليبي يتحرى عن سفينة تحملة أسلحة قد يكون مصدرها قطر

المسماري يؤكّد أن مصر ترعى عملية توحيد الجيش الليبي

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة اليمنية تُعلن استعادة أبين بعد معارك خاضتها مع المجلس الانتقالي الحكومة اليمنية تُعلن استعادة أبين بعد معارك خاضتها مع المجلس الانتقالي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:13 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

معوقات تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:09 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

تخفيضات تصل إلى 50% في أحد المتاجر الكبيرة في 6 أكتوبر

GMT 05:21 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

الكشف عن مسببات جديدة تعزز من النوبات القلبية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon