توقيت القاهرة المحلي 09:54:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توقّعات بإصدار الأحكام في تركيب السيارات" قبل انتخابات الرئاسة

انطلاق محاكمة أبرز رجال حكم نظام بوتفليقة بتهم فساد والإنكار سيد الموقف

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - انطلاق محاكمة أبرز رجال حكم نظام بوتفليقة بتهم فساد والإنكار سيد الموقف

رئيس الوزراء الجزائري السابق أحمد أويحيى
الجزائر ـ سناء سعداوي

خيّم ظل الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، أمس الأربعاء، على محاكمة أهم رموز حكمه، الذين أكدوا خلال إجابتهم على أسئلة القاضي أنهم كانوا فقط ينفّذون سياساته خلال فترة توليهم المسؤولية الحكومية.

واستمرت محاكمة رئيسي الوزراء سابقًا أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، وعدة وزراء سابقين ورجال أعمال حتى ساعة متأخرة من الليل، وتناولت على الخصوص ملف تقديم امتيازات وتسهيلات لمالكي شركات تركيب السيارات، وتمويل حملة "الولاية الخامسة" لبوتفليقة.

وقال أويحيى إن "ما تفعله الحكومة اليوم هو نفسه ما كنا نفعله نحن"، نافيًا أن يكون قد منح امتيازات غير مستحقة للغير، كما أنكر أويحيى تهمتي الرشوة وتعارض المصالح.

وكشف أويحيى أن السلطات الأميركية تدخلت لدى سفارة الجزائر بواشنطن من أجل تمكين شركة "فورد" من الحصول على رخصة تجميع السيارات في الجزائر، وأنه تم منح رخصة استثنائية لهذه الشركة بعد استشارة الرئيس بوتفليقة؛ مشددًا على أنه كان يهدف لتوفير فرص عمل، وخلق ثروة خارج قطاع المحروقات.

من جهته، حمَّل رئيس الوزراء الأسبق عبد المالك سلال لوزير الصناعة السابق، عبد السلام بوشوارب، الهارب من القضاء، مسؤولية إعداد دفتر الشروط الخاص بمصانع تجميع السيارات، معترفًا بأنه لم تكن لدية أي سلطة على هذا الوزير.

كما أنكر سلال تهمة سوء استغلال الوظيفة، مؤكدًا أنه لم يساعد ابنه فارس المسجون، المتهم في القضية نفسها للحصول على مزايا غير مستحقة بتملكه لـ23 في المائة من أسهم إحدى شركات رجل الأعمال أحمد معزوز.

في سياق ذلك، نفى سلال التلاعب بأموال الحملة الانتخابية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يعتزم الترشح لعهدة خامسة. وبعد الاستماع لأقوال أويحيى وسلال، رفعت الجلسة، لتستأنف بالاستماع لأقوال وزير الصناعة الأسبق يوسف يوسفي، المتهم في القضية نفسها.

وغصت قاعة الجلسات بمحكمة الجنح "سيدي أمحمد" بالعاصمة، بعشرات المحامين والصحافيين، وعائلات نحو 35 متهمًا، أغلبهم كوادر بوزارات اشتغلوا لمصلحة رجال أعمال عن طريق تنفيذ أوامر، جاءتهم من أويحيى وسلال ووزراء، انجر عنها تمكين أرباب عمال من مشروعات مربحة، وتمكينهم من قروض ضخمة من مصارف حكومية.

ومما جاء في كلمة القاضي أن عدة رجال أعمال مقربين من بوتفليقة، يوجدون حاليًا بالسجن على ذمة التحقيق، أهداهم سلال وأويحيى إعفاءات من الضرائب، تخص إطلاق مصانع لتركيب السيارات. وقد بلغت قيمة هذه الإعفاءات 975 مليون دولار أميركي، تحملتها الخزانة العمومية.

ويوجد في الملف القضائي أمر أمضاه أويحيى لفائدة مستثمر اقتصادي في مجال تركيب السيارات، كلفت وحدها الخزانة 642 مليون دولار، وهي بمثابة تسهيلات وامتيازات وإعفاء من دفع الضرائب لمدة 5 سنوات. وكان أكبر المستفيدين من هذه التسهيلات الأثرياء محيي الدين طحكوت، ومحمد معزوز، والإخوة كونيناف الثلاثة.

وقال مراقبون إن ممارسات الفساد التي تلاحق وجهاء نظام بوتفليقة، ورجال الأعمال، لا تعدو أن تكون "الجزء الظاهر من جبل الجليد"، بينما قال محامون يدافعون عن وزيري الصناعة سابقًا يوسف يوسفي ومحجوب بدة، إنهم يعتزمون طلب إحضار بوتفليقة وشقيقه السعيد لسماعهما في القضية.

وكان السعيد كبير المستشارين بالرئاسة، وكانت سياسة تركيب السيارات جزءًا من البرنامج الذي انتخب بوتفليقة على أساسه لولاية رابعة (2014 - 2019). وقد أصيب الرئيس السابق بجلطة دماغية في 27 من أبريل (نيسان) 2014 أفقدته التحكم في حواسه، وأقعدته على كرسي متحرك.

لكن عددًا من المراقبين يستبعدون أن يقبل القاضي طلب المحامين بسبب حالة بوتفليقة الصحية، والصعوبة التي يواجهه في النطق. كما يرجح المراقبين أنفسهم الانتهاء من المحاكمة وإصدار الأحكام فيها قبل موعد "الرئاسية" المقرر الخميس المقبل.

وخاض القاضي في معرض سؤاله أويحيى وسلال في "مصادر تمويل الولاية الخامسة"، وذلك عشية استحقاق 18 أبريل الماضي، الذي ألغي على أثر احتجاجات شعبية غير مسبوقة، اندلعت عندما أعلن بوتفليقة في رسالة منسوبة إليه، ترشحه لولاية خامسة. ورد سلال بأنه "لا علم له بمصدر المال" الذي خصص لحملة انتخابية، كان متوقعًا أن تكون ضخمة.

وبحسب التحقيقات، فقد تعهد رجال الأعمال المتابعون بتوفير المال، الذي يطلبه السعيد بوتفليقة للحملة نيابة عن شقيقه، وذلك على سبيل "رد الجميل" نظير المشروعات المربحة التي حصلوا عليها. كما سأل القاضي سلال عن "من عينه" على رأس حملة بوتفليقة لفترة خامسة، فرد بأن شقيق الرئيس هو من اختاره للمهمة.

وتعود وقائع الفساد الخاصة بنشاط تركيب السيارات إلى فترة تولي سلال رئاسة الوزراء (2012 - 2017)، واستمرت خلال فترة مسؤولية أويحيى (2017 - 2019)، وأعطيت رخص استغلال تركيب السيارات ما بين 2013 و2014، وحينها كان عبد السلام بوشوارب وزيرًا للصناعة والمناجم، وهو هارب في حكم القضاء بحكم أنه رفض استدعاء المحكمة للمثول أمامها، ويقيم حاليًا بفرنسا.

كما سئل سلال عن "الأوامر التي كان يتلقاها بوشوارب" بشأن منح المشروعات لرجال الأعمال، فقال: "لم تكن لدي أي سلطة على بوشوارب". وهو ما ترك انطباعًا قويًا بأن "الوزير الهارب" كان يتلقى التعليمات بهذا الخصوص من السعيد بوتفليقة شخصيًا، لقربه الشديد منه.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ  

القضاء الجزائري يستجوب مجدّدا أحمد أويحيى
حشود جزائرية تنتظر أحمد أويحيى ومحمد لوكال أمام المحكمة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطلاق محاكمة أبرز رجال حكم نظام بوتفليقة بتهم فساد والإنكار سيد الموقف انطلاق محاكمة أبرز رجال حكم نظام بوتفليقة بتهم فساد والإنكار سيد الموقف



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon