توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طَالَب بتحقيق "يتَّسم بالمصداقية" وكشف المُتورِّطين خلال أسبوعين

آية الله علي السيستاني يحمّل الحكومة مسؤولية دماء الاحتجاجات الواقعة في العراق

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - آية الله علي السيستاني يحمّل الحكومة مسؤولية دماء الاحتجاجات الواقعة في العراق

آية الله علي السيستاني
بغداد- مصر اليوم

دخلت المرجعية الشيعية العليا في العراق للمرة الأولى منذ عام 2014، على خط أزمة المظاهرات الأخيرة في العراق، فعقب الخطبة التي ألقاها أحمد الصافي، ممثل المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، الجمعة الماضية في كربلاء، والتي اعتبر كثيرون أنها لم تكن بمستوى ما يواجهه العراق من تحديات، إذ دعت فقط إلى تشكيل لجنة مستقلة من خارج الحكومة والكتل السياسية، سبق أن دعت لها عام 2015 في زمن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، لتأخذ على عاتقها تقويم الأداء الحكومي في غضون فترة محددة، فإن الخطبة التي ألقاها ممثل السيستاني في كربلاء، الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، حملت الحكومة مسؤولية ما حصل من قمع واسع النطاق للمظاهرات، فضلاً عن المخاطر التي باتت تتعرض لها حرية التعبير في البلاد، عبر غلق كثير من القنوات الفضائية بتهمة التحريض، وتهديدات تلقاها عدد من الإعلاميين ممن يعملون في وسائل إعلام عراقية وعربية وأجنبية.
وقال الكربلائي إن "الذي حصل خلال الأيام التالية هو تصاعد أعمال العنف بصورة غير مسبوقة، واستهداف أعداد متزايدة من المتظاهرين بإطلاق النار عليهم، وحصول اعتداءات سافرة على بعض وسائل الإعلام لمنعها من نقل ما يقع في ساحات المظاهرات"، وأضاف: "في الوقت الذي أعلنت الجهات الرسمية أنها أصدرت أوامر صارمة لمنع القوات الأمنية من إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين سقط آلاف منهم بين شهيد وجريح في بغداد والناصرية والديوانية وغيرها بالاستهداف المباشر لهم من الأسلحة النارية على مرأى ومسمع كثيرين في مشاهد فظيعة تنم عن قسوة بالغة فاقت التصور وجاوزت كل الحدود".
وقال الكربلائي إن "الحكومة والأجهزة الأمنية مسؤولة عن الدماء الغزيرة التي أريقت في مظاهرات الأيام الماضية، سواء من المواطنين الأبرياء أو من العناصر الأمنية المكلفة بالتعامل معها، وليس بوسعها التنصل من تحمل هذه المسؤولية الكبيرة".
وحمّلت المرجعية العليا الحكومة «المسؤولية عندما تقوم عناصر مسلحة خارجة عن القانون تحت أنظار قوى الأمن باستهداف المتظاهرين وقنصهم وتعتدي على وسائل إعلام معينة، بهدف إرعاب العاملين فيها، كما أنها مسؤولة عندما لا تحمي عناصرها الأمنية المواطنين والمؤسسات الحكومية والممتلكات الخاصة من اعتداءات عدد قليل من المندسين في المظاهرات، من الذين لا يريدون لها أن تبقى سلمية خالية من العنف».
وطالب السيستاني «الحكومة والجهاز القضائي بقوة بإجراء تحقيق يتسم بالمصداقية حول كل ما وقع في ساحات التظاهر، ثم الكشف أمام الرأي العام عن العناصر التي أمرت أو باشرت بإطلاق النار على المتظاهرين أو غيرهم وعدم التواني في ملاحقتهم واعتقالهم وتقديمهم إلى العدالة، مهما كانت انتماءاتهم ومواقعهم، ولا بد أن يتم ذلك خلال مدة محددة كأسبوعين مثلاً، ولا يجري التسويف فيه، كما جرى في الإعلام عن نتائج اللجان التحقيقية في قضايا سابقة». في إشارة إلى استهداف معسكرات «الحشد الشعبي» حيث لم تُعلن حتى الآن بشكل رسمي نتائج التحقيق الخاصة بها.
وعدّ السيستاني أن مثل هذا الإجراء من شأنه الكشف «عن مدى جدية الحكومة وصدقية نيتها في القيام بخطوات واسعة في الإصلاح الحقيقي»، مبيناً أنه لا يمكن «المضي في أي مشروع إصلاحي، بما يتطلبه من مكافحة الفساد المالي والإداري وتحقيق درجة من العدالة الاجتماعية، ما ليتم فرض هيبة الدولة وضبط الأمن وفق سياقاته القانونية وعدم التعدي على الحريات العامة والخاصة التي كفلها الدستور ووضع حد للذين يهددون ويضربون ويخطفون ويقنصون ويقتلون وهم بمنأى من الملاحقة والمحاسبة».
وأكد عضو البرلمان العراقي السابق والقيادي في حزب تقدم، حيدر الملا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «خطبة المرجعية هذه المرة وضعت النقاط على الحروف من حيث توصيف الجاني والضحية، غير أن السؤال الذي يبقى مطروحاً هو ماذا بعد ذلك؟». وأضاف الملا أنه «بعد أن عرفنا القاتل والمسؤول عن عمليات القتل، فهل من إجراء يمكن اتخاذه لكي نقتص من الجاني وننصف الضحية». وعدّ الملا أن «الحل يكمن في استقالة كل من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وإحالة فالح الفياض مستشار الأمن الوطني إلى القضاء، حيث إن هذا الإجراء هو الوحيد الذي يعطي من وجهة نظري لخطبة المرجعية قيمتها»، مشيراً إلى أنه «من دون اتخاذ مثل هذه الخطوات، فلن نكون سوى حيال كلام فقط، يراد منه سحب بساط الأزمة من تحت أرجل الضحايا وذويهم».
وبشأن ما إذا كان طريق الإصلاح في العراق عقب التعديلات الوزارية المحدودة والإجراءات الأخرى، يمكن أن يكون سالكاً، يقول الملا: «لا إصلاح في العراق دون إقالة رئيس الوزراء ومحاسبة المسؤولين، وهو شعار رفعه المتظاهرون، ويجب اتخاذ كل الإجراءات مهما كانت شديدة ضد من تسبب بذلك أياً كان عنوانه».
وأكد الخبير الأمني سعيد الجياشي أن «اللجان المتخصصة بشأن ما حصل بدأت عملها الفعلي من أجل إجراء تحقيق تفصيلي فيما حدث خلال المظاهرات». وقال الجياشي لـ«الشرق الأوسط» إن «اللجنة برئاسة مدير الاستخبارات العسكرية قد باشرت عملها مع الجهات الأمنية والعسكرية التي حصلت في قواطعها خروقات أدت إلى إراقة دماء المتظاهرين، فضلاً عن الاعتداء على الأموال العامة والخاصة». وأوضح أن «اللجنة ستقدم نتائج عملها في أقصر وقت إلى الجهات العليا، لاتخاذ الإجراءات اللازمة بذلك».
وأعلن مجلس مكافحة الفساد، عن إحالة 9 من «كبار المسؤولين» إلى القضاء، بينهم وزراء ووكلاء وزراء ومحافظون.
وقال المجلس، في بيان، إن «المجلس الأعلى لمكافحة الفساد أحال عددا مهما من قضايا الفساد إلى القضاء، تتعلق بـ9 من كبار المسؤولين، بعد تعزيزها بالأدلة واستكمال الإجراءات الأصولية وتشكيل فريق لمتابعتها في المجلس، وعقد اجتماعات تنسيقية مع السلطة القضائية، من أجل إيلائها الأولوية وحسمها أصولياً في أسرع وقت ممكن».
وأضاف أن «القضايا المحالة تتعلق بوزيرين ووكيلي وزارة سابقينَ في وزارات (الصناعة والمعادن، والنقل، التعليم العالي، والصحة) وموظف سابق بدرجة وزير و4 محافظين سابقين في محافظات (بابل وكركوك ونينوى وصلاح الدين)». وتابع: «ستتم إحالة ملفات أخرى تباعاً إلى القضاء أصولياً لتبرئة أو إدانة المتهمين وفق القانون».

قد يهمك ايضاً:

السيستاني يُدين الاعتداءات على المتظاهرين العراقيين ويُطالب الحكومة بتغيير نهجها في حل الأزمات

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آية الله علي السيستاني يحمّل الحكومة مسؤولية دماء الاحتجاجات الواقعة في العراق آية الله علي السيستاني يحمّل الحكومة مسؤولية دماء الاحتجاجات الواقعة في العراق



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon