تحدث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم في كلمة خلال المنتدى الإفريقي الأوروبي بالنمسا، وتطرق إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه القارة السمراء، مؤكدا على أن القاهرة تعتز بانتمائها الإفريقي كارتكاز بدونه لن يتحقق لها أي نجاح، ومعولا على التقدم التكنولوجي في صياغة حلول تفيد القارة.
قال الرئيس المصري في كلمته، إن القارة الإفريقية حققت على مدار العشر سنوات الماضية معدلات نمو مستدامة، غير أن الأداء الاقتصادي لم يحقق المستهدف منه، مضيفا: أن صعوبة الأوضاع الاقتصادية في العديد من بلدان القارة وشروط التجارة والاستثمار الدولي غير المواتية وتحديات الأمن والاستقرار حالت دون ترجمة هذا النمو، وتحسن حياة الأفراد.
واستطرد: كما أننا نعاني حاليا من تزايد مخاطر النزاعات المسلحة والأنشطة الإرهابية والإجرامية العابرة للحدود، واستمرار التدخلات الخارجية التي تؤثر على استقرار المجتمعات والدول، مشيرا إلى أن هناك حلول دائما تتغلب على تلك المعوقات، ومن أبرزها ملف التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، والذي اعتبره أحد أهم محفزات النمو الاقتصادي، وأحد دعائم التنمية المستدامة وإقامة مجتمعات جاذبة للاستثمار.
أقرأ أيضاً : سفير الكاميرون يؤكد أن الرئيس السيسي يمتلك الرؤية والإرادة والقيادة القوية
السيسي قال: قارتنا مؤهلة اكثر من غيرها مؤهلة للتعامل مع المؤهلات الحديثة، حيث أن أكثر من 60٪ من سكانها أقل من 25 سنة، مؤكدا أن مصر سعت في استضافة معمل الأمم المتحدة الأفريقي لرعاية الإبداع التكنولوجي، الذى تم تجهيزه بأحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية، لتعزيز قدرات الباحثين والعاملين بالمجالات التكنولوجية من مختلف أنحاء القارة الإفريقية على صياغة حلول تكنولوجية مبتكرة تساهم في مواجهة التحديات العالمية، وتنفيذ أهداف الأمم المتحدة التنموية 2030 والأجندة الإفريقية للتنمية 2063.
وأشار الرئيس السيسي، إلى إنشاء الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات لذوى الاحتياجات الخاصة، لتمكين ذوى الاحتياجات من استخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وإتاحة الفرصة لهم لمواكبة التطورات الحديثة والمشاركة فيها.
وأضاف: يجب الإشارة إلى أنه رغم أي شيء ومهما تعاظمت التحديات إلا أن مصر تعتز بانتمائها الإفريقي، مشددا على أنه دون الارتكاز على هذا الانتماء لن تؤتى جهود مصر العائد الأمثل على الصعيدين المحلى والقاري.
وتكتسب مشاركة الرئيس السيسي في هذا المنتدى أهمية مضاعفة، بالنظر إلى أن مصر تستعد لتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي عام 2019 فضلا عن اهتمامها بدعم التنمية في أفريقيا، كما يجدر الإشارة إلى أنه تمثل صادرات مصر إلى الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 40% من إجمالي الصادرات المصرية، بينما تمثل واردات مصر من دول الاتحاد الأوروبي نحو 37% من إجمالي الواردات المصرية، إضافة إلى وجود العديد من الاتفاقيات الشاملة بين مصر وأوروبا وعلى رأسها اتفاق الشراكة المصرية – الأوروبية التي اكتملت بنهاية العام الحالي جميع مراحل تنفيذه من الطرفين.
وقد عقد منتدى أفريقيا – أوروبا دورته العام الماضي في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث ركز على إيجاد نموذج جديد للشراكة في قطاع الأعمال الخاصة، والمساهمة في تحقيق أهداف تنمية عالمية مستدامة بحلول عام 2030.
نتائج منتدى العام الماضي عن إجراءات مهمة تمثلت في دعم فرص الاستثمار بدون مخاطر لخلق فرص العمل وتوفير المساعدات التكنولوجية التي تساهم في تحسين بيئة الأعمال لتكون أكثر ملائمة للاستثمار، فضلا عن التعاون الأفريقي الأوروبي في المجال السياسي خاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان والحكم الرشيد ومكافحة الفساد، كما قرر الاتحاد الأوروبي تخصيص مبلغ 3.35 مليار يورو كتمويل لدعم التنمية التقليدية في أفريقيا، حتى عام 2020.
قد يهمك أيضاً :
انطلاق فعاليات المنتدى الإفريقى الأوروبى في فيينا بمشاركة الرئيس السيسي
صور جماعية للسيسي وزعماء الدول المشاركة في المنتدىي الأفريقي الأوروبي
أرسل تعليقك