اتهم "الجيش الوطني" الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، أمير قطر بتمويل شحنة الطائرة الأوكرانية التي دمرتها قواته قبل يومين في القاعدة الجوية في مدينة مصراتة (غرب)، والتي كانت قادمة من تركيا، وعلى متنها شحنة كبيرة من الأسلحة لصالح حكومة «الوفاق»، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس.
ويسود حاليا هدوء نسبي مختلف محاور القتال الرئيسية في العاصمة. لكن مصادر عسكرية قالت في المقابل إنه «قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة». في إشارة إلى هجوم محتمل وواسع النطاق لقوات الجيش الوطني ضد الميلشيات المتطرفة التي تسيطر بقوة السلاح على العاصمة منذ عام 2014.
وقال المركز الإعلامي لـ«اللواء 73 مشاة»، التابع للجيش الوطني، إن «وحدات الجيش في جميع تمركزاتها في حالة تأهب لأوامر التقدم»، مضيفا في بيان مقتضب «ننتظر الأوامر للتحرك، وبإذن الله فرحة النصر باتت قريبة».
اقرا ايضا :
السراج يحذّر أوروبا من تدفق اللاجئين وحفتر يرفض وقف المعارك
وقال اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، إن «أمير قطر هو من دفع ثمن شحنة الطائرة الأوكرانية، لكن مخططه فشل». معتبرا أن «قادة الإخوان المسلمين في قطر وتركيا أصيبوا بإحباط كبير، بعد استهداف طائرة إمداد في مطار مصراتة».
ورغم إعلانه عما وصفه بـ«جسر جوي من تركيا وإيطاليا باتجاه مصراتة»، فقد شدد المسماري على أن «المعركة في طرابلس وصلت مراحلها الأخيرة»، وطمأن الليبيين في الجنوب بأن المشير حفتر على تواصل مباشر بالأوضاع هناك.
كان المسماري أكد لدى استقباله مهاب سامي بوفرته، الطفل الذي نجا من حادث استهداف طائرة «درون» تركية لشاحنات مدنية جنوب مدينة سرت، أن قوات الجيش ستأخذ بثأر أبيه، «وكل شهيد سقط أمام الميليشيات الإرهابية الإجرامية، التابعة لمجلس مصراتة العسكري، والتي ترتكب الجرائم ضد أهالي ليبيا يوميا».
وأصيب مهاب بينما لقي شخصان حفتهما بعد قصف لإحدى طائرات الدرون التركية، الداعمة لقوات السراج، بالقرب من مدينة سرت. واتهم «الجيش الوطني» الميليشيات الإرهابية الإجرامية، التابعة لمجلس مصراتة العسكري، بارتكاب جريمة بشعة باستهدافه شاحنات مدنية جنوب مدينة سرت الساحلية، لافتا إلى أن «الضحايا مدنيون، والجريمة ميليشياوية، وستبقى في ذاكرة ليبيا، وتحتفظ بها ذاكرة هذا الطفل الناجي الوحيد من الحادث الإرهابي».
واتهم المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع للجيش الوطني، الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج، بقصف مطار معيتيقة في العاصمة طرابلس بقذائف عشوائية، ما تسبب في وقف حركة الطيران قبل استئنافها مجددا مساء أول من أمس. وقد أعلن المطار في وقت سابق عن توقف حركة الملاحة، ونجاة إحدى الطائرات التابعة للخطوط الجوية الليبية من قصف خلال تعرض المطار للقذائف العشوائية، بينما قالت حكومة السراج في بيان لها إن نائب رئيس لجنة الطوارئ التابعة لها، تفقد ما وصفته بآثار «القصف الغادر على المطار، والذي يواصل تهديد حياة المدنيين، حيث تزامن القصف مع هبوط وإقلاع الطائرات المدنية».
ودعت السفارة الأميركية جميع الأطراف في ليبيا إلى مضاعفة الجهود الرامية لحماية المدنيين، ومنع إلحاق أضرار بالبنى التحتية المدنية، وحثت في بيان لها أمس على «وقف فوري للتصعيد، ووقف الهجمات على مطار معيتيقة في طرابلس، والتي عرّضت للخطر سلامة المدنيين الليبيين، الذين يسعون لأداء فريضة الحج» مؤخرا.
ورأت السفارة أنه ينبغي على جميع أطراف الصراع الدائر أن يحترموا سلامة وأمن الحركة الجوية المدنية، والبنى التحتية، التي تمثل أمراً حيوياً لتيسير التجارة وإيصال الإمدادات الإنسانية، التي تعود بالنفع على جميع الليبيين. كما أعربت عن قلقها إزاء استمرار العنف، الذي يؤثر على المدنيين في مدينة مرزق، بما في ذلك الضربات الجوية التي حدثت في الرابع من أغسطس (آب) الجاري، والتي جُرح فيها عدد كبير من المدنيين.
وأكدت السفارة دعمها لدعوة الأمم المتحدة إلى بدء الهدنة بمناسبة عطلة عيد الأضحى، وقالت بهذا الخصوص «نكرر الإعراب عن قلقنا العميق إزاء استمرار عدم الاستقرار بالقرب من طرابلس، وندعو إلى وقف التصعيد فورا، ووقف العمليات القتالية، ونحث على العودة الفورية إلى العملية السياسية التي توسطت فيها الأمم المتحدة».
كشف غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، أمس النقاب عن أن الخطة التي أعلنها مؤخراً لحل الأزمة في ليبيا تمر عبر ثلاث مراحل، وقال إنها تتمثل في وقف إطلاق نار يتم تطبيقه خلال عيد الأضحى كخطوة أولى، يعقبها اجتماع دولي بمشاركة الدول ذات الصلة، ثم اجتماع للأطراف الليبية.
وقال سلامة في مقابلة بثتها وكالة «الأناضول» التركية للأنباء إنهم «لم يتحققوا» بعد من القصف الجوي، الذي شنته قوات الجيش الوطني مساء الأحد الماضي على مدنيين في حي سكني في مدينة «مرزق» جنوبي البلاد، والذي أسفر عن مقتل العشرات. مشددا على أنه «ليس من السهل التحقق من جميع المعلومات التي نتلقاها في ليبيا، لكن موقفنا سيكون حازماً للغاية إذا تم التحقق من استهداف المدنيين، عندما نحصل على معلومات كافية، لأن مثل هذا الهجوم يتعارض بشدة مع حقوق الإنسان الأساسية الدولية».
وأعرب سلامة عن تفاؤله بشأن التزام أطراف الحرب في ليبيا بالهدنة، لافتا إلى أن هذه الهدنة ليست نهائية أو عبارة عن إلقاء السلاح، كما أوضح أنه «يتلقى ردوداً إيجابية من بعض الأطراف، بينما البعض الآخر لا يزال مرتاباً، وهناك من يريد ضمانات من الطرف الآخر بشأن الالتزام بوقف إطلاق النار. هناك فرق بين الهدنة وبين إلقاء السلاح».
قد يهمك أيضًا:
الجيش الليبى يدمر غرفة التحكم بمطار معيتيقة فى طرابلس
تقرير فرنسي يكشف عن علاقة مشبوهة تجمع بين السراج ومايكل سولمان
أرسل تعليقك