توقيت القاهرة المحلي 09:13:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعا مقتدى الصدر أنصاره إلى الالتحاق بالاحتجاجات والمشاركة بقوة

ترقّب حذر لتظاهرات شعبية قد تطيح بالنظام العراقي يوم الجمعة المقبل

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ترقّب حذر لتظاهرات شعبية قد تطيح بالنظام العراقي يوم الجمعة المقبل

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي
بغداد - مصر اليوم

يترقّب العراقيون، على المستويين الرسمي والشعبي، بحذر وقلق شديدين، ما يمكن أن تسفر عنه مظاهرات الجمعة المقبلة التي يُتوقّع أن يلتحق بها آلاف وربما ملايين العراقيين، نظرًا لعمليات التحشيد واسعة النطاق التي يقوم بها ناشطون لحثّ الناس على الخروج، إضافة إلى دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره إلى الالتحاق والمشاركة فيها بقوة.

ورغم أن مآلات الأمور لا تبدو واضحة تمامًا، سواء على مستوى السلطة وبعض قواها التي تتحدث عن مؤامرات خارجية يتعرض لها النظام، أو على مستوى جماعات الحراك الشعبي التي ترفض تلك الاتهامات وتحمل القوى السياسية مسؤولية ما وصلت إليه البلاد من تدهور... فإن الجانبين؛ السلطة وجماعات الاحتجاج، يسيران في خطين متوازيين في مسعى للوصول إلى نقطة الالتقاء أو الحسم المحتملة. فالحكومة بكل أجنحتها والجهات الداعمة لها تحثّ السير سريعًا لتدارك الأمور وإصلاح ما يمكن إصلاحه من تصدعات أصابت العملية السياسية خلال الستة عشر عامًا الأخيرة، على أمل تلافي انهيارها الوشيك، من خلال التأثير على حركة الاحتجاج وإقناعها ولو بجزء يسير مما تطالب به، فيما بركان الحركة الاحتجاجية آخذ في التطور ويوشك على الانفجار بمطالب واسعة؛ أهونها ربما، إقالة حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الحالية التي تحملها حركة الاحتجاج مسؤولية مئات الدماء التي سالت وآلاف الأجساد التي جرحت في الموجة الأولى التي انطلقت مطلع الشهر الحالي. وثمة كلام واسع عن عزم حركة الاحتجاج على البقاء في الشوارع وتدشين حركة اعتصام واسعة الجمعة حتى إسقاط الحكومة وإجراء التغيرات المطلوبة التي تتعلق بأصل النظام السياسي وطبيعته.

ورغم التسريبات شبه المؤكدة التي تذهب إلى أن استقالة أو إقالة رئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي باتت مسألة وقت لا أكثر ربما لا يتجاوز الأسبوع الواحد، فإن عملية الإزالة الجذرية للنظام السياسي الذي تأسس بعد 2003، على خلفية إطاحة نظام البعث وحكم الرئيس الراحل صدام حسين، ليست موضوع اتفاق عراقي شامل، خصوصًا مع الأخذ بعين الاعتبار عدم القبول بذلك من قوى السلطة النافذة والمهيمنة داخل المكون الشيعي التي بنت هذا النظام واستفادت منه استفادة قصوى، إلى جانب القوى السياسية في إقليم كردستان العراق التي ترفض هي الأخرى نوعًا كهذا من التحولات الجذرية، خصوصًا مع المكاسب الواسعة التي حصلت عليها بوجود هذا النظام. وهناك أيضًا، بعض القطاعات داخل المكون السني التي خدمها النظام، ولا يمكن لأحد كذلك تجاهل التأثيرات الإقليمية والدولية الحاسمة التي كانت العامل الأساسي في تأسيس نظام ما بعد 2003، ودعمه وحراسته. غير أن ذلك كله لا يمنع من وجود اتجاهات شعبية واسعة تؤيد قضية الإزاحة الجذرية لهذا النظام وإحلال نظام آخر محله يكون قادرًا على إدارة البلاد بعيدًا عن العنف والفساد وحكم الميليشيات وما يوصم به النظام الحالي من خضوع يعد مهينًا لنفوذ دول إقليمية ودولية.

أقرأ أيضًا:

حراك العراق يخفت بعد حزمة مِن القرارات الحكومية ومساعٍ لتجنُّب ما بعد "الأربعينية"

ويرى جاسم الحلفي، القيادي في الحزب الشيوعي العراقي وتحالف “سائرون” المدعوم من مقتدى الصدر، أن “النظام السياسي بمنهج المحاصصة الذي أنتج الفساد الواسع ولم ينجح في تقديم أي مكسب وطني، أوصل البلاد إلى طريق مسدودة ولا أمل له في تخطي هذا المأزق”. ويضيف الحلفي لـ”الشرق الأوسط”: “ذلك كله حدث بعد استحواذ زعماء الطوائف والمحاصصة السياسية على البلاد، وتحالفهم مع طغمة فساد عششت في مفاصل الدولة، وقيامهم بتشريع قوانين تؤبد بقاءهم في السلطة، وباتوا أقلية معزولة عن الشعب لا تكترث لمصالحه ولا تراعي مصالح البلاد وقرارها السياسي المستقل بحيث صارت عرضة للتدخلات الإقليمية والدولية الفاضحة”.

ومع إدامة زخم المظاهرات الاحتجاجية؛ توقع الحلفي “تغيير النظام السياسي، عبر إقالة الحكومة الحالية، وإحلال محلها حكومة انتقالية بصلاحيات تشريعية محددة مهمتها إعادة بناء دولة القانون والمواطن والمؤسسات، مع بقاء مؤسسة رئاسة الجمهورية والبرلمان”. وتوقع “حرمان جميع الشخصيات السياسية التي شغلت مناصب حكومية بعد 2003، من المشاركة في الحكومة الجديدة، وألا يسمح لشخصيات الحكومة الجديدة بالمشاركة في الانتخابات المقبلة”. وأشار إلى أن من أولويات الحكومة المقبلة “إصلاح النظام الاقتصادي وردم الهوة بين الأثرياء من الساسة وأتباعهم والفقراء، والقضاء على السلاح المنفلت خارج سيطرة الدولة، وتكليف الجيش بمهمة حماية الحدود، والشرطة للأمن الداخلي، وهناك أيضًا إصلاحات تتعلق بالجوانب الثقافية والاجتماعية والإعلامية، كذلك ينبغي أن يكون من أوليات الحكومة الانتقالية الاهتمام بالمطالب الملحة للمتظاهرين”.

من جهته، يقول مدير “مركز التفكير السياسي” إحسان الشمري، إنه “رغم إصرار حركة الاحتجاج على إطاحة النظام، فإن هذا الأمر مرتبط ربما بحماسة وغضب ناجمين عن الاستياء من الطبقة السياسية الحالية، ومن الصعب إسقاط النظام السياسي”. ويرى في حديث لـ”الشرق الأوسط” أن “أي تغيير ومهما كان شكله سيعتمد بالدرجة الأساس على استمرار الاحتجاجات وتطورها”.

وتوقع الشمري أن “تسفر الاحتجاجات عن إعادة تشكيل المعادلة السياسية الحالية، عبر إجراء انتخابات مبكرة هي أحد مطالب المحتجين، وهذا أيضًا مرتبط باستمرار الضغط الجماهيري”. ويشير إلى أن “القوى السياسية ستقبل في مراحل لاحقة بموضوع الانتخابات المبكرة، لأن ذلك سيتيح لها إعادة تموضعها والعودة من جديد إلى الواجهة السياسية”.

إلى ذلك، يرى الباحث السياسي العراقي المقيم في الولايات المتحدة، حارث حسن، أن “أهم ما تقدمه الاحتجاجات في العراق ولبنان ليس البديل السياسي والاقتصادي الواضح، فهذا أمر مبكر في هذه المرحلة من الصراع السياسي الاجتماعي، بل هو قدرتها على احتلال الفضاء العام وإنتاج لغة جديدة وهوية بديلة لـ(نحن) خارجة عن منطق نظام الإقطاعيات السياسية”. ويقول حسن عبر صفحته على “فيسبوك” إن “هذه الـ(نحن) فيها الكثير من الشعبوية والتبسيط، باعتبار أنها فكرة الشعب المظلوم كله بمواجهة آخر ظالم، لكنها تتجاوز وتفكك الهويات التي يصنعها نظام الإقطاعيات والطوائف والإثنيات”

وقد يهمك أيضًا:

رئيس الوزراء العراقي يتخذ سلسلة قرارات ويخوض معركة شرسة مع القوى السياسية والمتظاهرين

مجلس الأمن الوطني العراقي يشكّل قوة أمنية جديدة لتأمين المظاهرات والفعاليات

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترقّب حذر لتظاهرات شعبية قد تطيح بالنظام العراقي يوم الجمعة المقبل ترقّب حذر لتظاهرات شعبية قد تطيح بالنظام العراقي يوم الجمعة المقبل



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon