توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بدا كأنه الوحيد القادر على إخراج "الحشديين" من حيرتهم بعد مقتل سليماني

"الصدر" بين الزعامة الشعبية والإصلاح والمقاومة و"مليونية" العراق تستكمل الطريق

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الصدر بين الزعامة الشعبية والإصلاح والمقاومة ومليونية العراق تستكمل الطريق

تظاهرات العراق
بغداد-مصر اليوم

تصدَّرت مطالب "الإصلاح" عنوان كبرى التظاهرات التي قادها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر طوال السنوات الماضية، تحديدا منذ عام 2015، وحتى عام 2018، وثلاثة مشاهد رافقت تلك التظاهرات التي كانت توصف بـ«المليونية» وهي تسمية ذات دلالة رمزية تشي بقوة القاعدة الجماهيرية للصدر التي وحدها دون سواها قادرة على تحشيد الملايين خلفه.

ويُعد المشهد الأول هو الخيمة الزرقاء التي نصبها الصدر في مدخل المنطقة الخضراء معتصما مع وجود جماهيري كثيف بدا من الصعوبة مقاومة زحفه نحو «المنطقة الخضراء» التي كانت شديدة التحصين، والمشهد الثاني هو اقتحام متظاهري الصدر المنطقة الخضراء ودخولهم مبنى البرلمان دون أن يترك ذلك تخريبا في منشآته، والمشهد الثالث اقتحام آخر للخضراء من قبل متظاهري الصدر لكن هذه المرة في مبنى مجلس الوزراء. ومع قوة الزخم الجماهيري فإن الصدر هو من يتحكم بكل هذه الحشود الجماهيرية التي تلتزم بأوامره بصرامة.

ومع أن تلك التظاهرات بدت مؤيدة لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الذي وإن اتخذ سلسلة من القرارات من بينها إعفاء نواب رئيس الجمهورية الثلاثة (نوري المالكي وإياد علاوي وأسامة النجيفي) ونواب رئيس الوزراء الثلاثة (بهاء الأعرجي وصالح المطلك وروز نوري شاويس) فإنه لم يستكمل ما كان يمكن أن ينتظر منه وهو الضرب بيد من حديد على الفاسدين، وفي العام الماضي انطلقت تظاهرات جماهيرية مختلفة هذه المرة لم يشترك فيها الصدريون بل بدت بوصفة مختلفة تماما وذلك لجهة وقوفها ضد كل الأحزاب والقوى السياسية التي تحكمت بالمشهد السياسي منذ عام 2003 وحتى اليوم، وفي ضوء قوة هذه التظاهرات وحجم ما قدمته من ضحايا في الأرواح زادت على العشرين ألفا بين قتيل وجريح فإنها أثرت على جماهيرية الصدر وقدرته الرمزية والعملية على احتوائها.

ومع أن كل القادة السياسيين العراقيين أعلنوا تأييدهم للتظاهرات بوصفها حقا يكفله الدستور فإن الصدر بقي وحده يقف على مسافة قريبة نسبيا من المتظاهرين لا سيما بعد أن أمر كتلته البرلمانية «سائرون» بالتنازل بوصفها الكتلة الأكبر عن حقها في اختيار رئيس وزراء وترك الخيار لساحات التظاهر.

وفي موازاة هذا المسار كان هناك مشهد آخر مختلف هو التوتر الأميركي - الإيراني المتصاعد الذي يؤثر كثيرا على المشهد العراقي، وفي أواخر شهر ديسمبر /كانون الأول 2019، بدأت الأمور تأخذ مجرى آخر حين قصف فصيل مسلح قاعدة «كي 1» في كركوك ما أدى إلى مقتل متعاقد أميركي، كان رد أميركا غير متوقع حين قصفت أحد ألوية الحشد في منطقة القائم غربي العراق ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 80 مقاتلا، وعلى خلفية ذلك جاء رد قوى وفصائل مسلحة بمحاولة اقتحام السفارة الأميركية في بغداد مع مطلع العام الجديد. وفي ظل هذا التصعيد لم يكن أحد يتوقع المفاجأة التي بدت أقرب إلى الخيال حين نفذت واشنطن عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني في بغداد ومعه أبو مهدي المهندس، أقوى شخصية في الحشد الشعبي. فجأة ارتسم فراغ هائل في الأفق السياسي امتد من إيران إلى بغداد وبالعكس.

وبينما لم يكن أحد يتصور ما يمكن أن يحصل فإن الفراغ الذي أحدثته عملية قتل سليماني والمهندس لا يمكن أن يستمر في ظل تصاعد حدة التداعيات، فإن الصدر الذي لم يكن محسوبا تماما على المحور الذي يلتزمه سليماني والمهندس ومعهما قيادات الفصائل المقربة من إيران، كان المرشح الأقوى لملء هذا الفراغ. فالصدر الذي بدت ردة فعله قوية حيال عملية مطار بغداد بدا أنه الوحيد القادر على انتشال الجميع من حيرتهم لا سيما بعد أن أعلن عن تشكيل المقاومة الدولية للاحتلال وتم تكريسه زعيما لهذه المقاومة من كل زعماء الفصائل بما فيها التي كانت على خصومة كبيرة معه.

أمس وخلال التظاهرة المليونية اتضح أن الصدر، الذي دعا إليها وشاركت فيها الفصائل الأخرى، وحده من يملك مفاتيح التعامل مع الأزمة الراهنة التي تتمثل بالوجود الأجنبي في العراق، والأهم أن خريطة الطريق التي طرحها أمام الجماهير الحاشدة في الطريق الطويل الرابط بين الجادرية والكرادة لا تبدو أنها تلقى موافقة العديد من الفصائل لا سيما مقترحه دمج الحشد الشعبي في وزارتي الدفاع والداخلية أو التزامه الصارم بأوامر القائد العام للقوات المسلحة، ليس هذا فقط فإن الصدر كان قد خالف إجماع الفصائل المسلحة المقربة من إيران لجهة لقاء الرئيس العراقي برهم صالح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في دافوس حين غرد بأن صالح هو «حامي السيادة وحامي الثوار». حتى وإن بدت هذه التغريدة طعنة لما بدا عليه الموقف موحدا بين فصائل المقاومة التي كرست الصدر زعيما، فإنها بدت بداية النهاية لهذا التكريس حتى مع بقاء الخلافات صامتة بين الطرفين. غير أن الحشد الجماهيري أمس، وهو الأضخم في تاريخ التظاهرات، كان وزنه الأكبر صدريا فضلا عن أن الكلمة المركزية فيه كانت للصدر، هو الذي أعاد تكريس زعامة الصدر للمقاومة في ضوء خريطة طريق سياسية وللإصلاح كذلك، لا سيما أن الصدر من أقوى المؤيدين لتشكيل حكومة مستقلة وبشخصية مستقلة وليست جدلية وهو الموقف نفسه الذي تتبناه مرجعية السيد السيستاني في النجف.

قد يهمك أيضًا:

محتجون يغلقون الدوائر الحكومية في النجف باللّحام

حشود كبيرة ومظاهرات ليلية في العراق تضامنًا مع المعتصمين في ساحة التحرير

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصدر بين الزعامة الشعبية والإصلاح والمقاومة ومليونية العراق تستكمل الطريق الصدر بين الزعامة الشعبية والإصلاح والمقاومة ومليونية العراق تستكمل الطريق



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي

GMT 01:03 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

"بيراميدز" يتعاقد مع العملاق الإكوادوري "سيفوينتس"

GMT 12:54 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

هناك فرق ؟! وهاهم أحفاد 56 !

GMT 04:48 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الدعم السريع" يتحدث عن مخطط لتقسيم السودان بعد تغيير العملة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon