توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بوادر خلاف حاد بين رئيس الجمهورية والغنوشي بعد إلغاء المشاورات

المعارضة التونسية تعلن رفضها اقتراح تشكيل حكومة كفاءات تستبعد الأحزاب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المعارضة التونسية تعلن رفضها اقتراح تشكيل حكومة كفاءات تستبعد الأحزاب

الحبيب الجملي رئيس الحكومة التونسية المُكلّف
تونس - مصر اليوم

قرّر الحبيب الجملي، رئيس الحكومة التونسية المُكلّف، مساء أول من أمس، تشكيل حكومة كفاءات واستبعاد كل الأحزاب السياسية منها، بعد مشاورات متواصلة دامت أكثر من شهر دون أن تفضي إلى أي توافق، وبعدها بساعات قليلة، أعلنت المعارضة رفضها الصريح لهذه الخطوة، واعتبرتها "مجرد هروب من المسؤولية".

وقال الجملي في مؤتمر صحافي: "أعلن من الآن أنني سأشكل حكومة كفاءات وطنية مستقلة عن كل الأحزاب، ومقياسي هو الكفاءة والنزاهة والقدرة على التسيير". مبرزا أن هناك "تجاذبات" بين الأحزاب حالت دون التوصل إلى توافقات بخصوص تشكيل الحكومة، وهو ما زاد المشهد صعوبة كبيرة، حسب تعبيره.

وشككت قيادات عدد من الأحزاب المعارضة، وعلى رأسها حركة "تحيا تونس" وحزبا "التيار" و"حركة الشعب" في إمكانية نجاح حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة، التي سيعلن عنها الجملي، مرجعة ذلك إلى ضعف الدعم السياسي المقدم لها، وتنامي قوة الأحزاب المعارضة داخل البرلمان وخارجه.

وفي هذا الشأن، قال وليد جلاد، قيادي "تحيا تونس" إن هذا المقترح "يعد حيلة سياسية، وهروبا من المسؤولية". مشيرا إلى أن هذه الحكومة "هي حكومة حركة النهضة"، التي ستتحالف بصفة غير معلنة مع حزب "قلب تونس"، لنبيل القروي و"ائتلاف الكرامة"، الذي يقوده سيف الدين مخلوف، وأكد في السياق ذاته أن الجملي مرشح النهضة، وأنها (الحكومة) غير مستقلة، على حد قوله.

من جهته، وصف "الاتحاد الشعبي الجمهوري" مقترح تشكيل "حكومة كفاءات وطنية مستقلة" بأنه "تحايل على الإرادة الشعبية، إذ سيتم بمقتضاه تسليم الحكم إلى شخصيات لم تحظ بتصويت شعبي"، حسب تعبير رئيسه لطفي المرايحي، الذي شدد على أن هذا التوجه "ليس سوى إفراغ للديمقراطية من كنهها ومعناها".

وجاء في بيان المرايحي، أمس، أن "الاتحاد الشعبي الجمهوري، وبعد أن عبّر في السابق عن استعداده للتصويت لأي حكومة تعرض على البرلمان، من باب التعبير عن حسن النوايا، فإنه يجد نفسه أمام مقترح "حكومة كفاءات وطنية" مجبرا على التصدي له، وسيعمل جاهدا على إقناع مكونات مجلس النواب أن تحذو حذوه".

في المقابل، أكد راشد الغنوشي، رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) ورئيس حركة النهضة، أن حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة، التي اقترحها الجملي "ستحظى بتأييد أكثر من أي حكومة أخرى"، معللا ذلك بأنها "ستكون مفتوحة أمام الجميع". وشدد الغنوشي في تصريح إعلامي أن "الأفضل لتونس اليوم هو تأليف حكومة كفاءات وطنية، لا تقصي أحدا، وتخدم مصلحة تونس".

ويجمع محللون سياسيون على أن الغنوشي هو الذي اتخذ القرار بهدف قطع الطريق أمام مقترح "حكومة الرئيس"، الذي تمسكت به حركة الشعب (قومي)، وهو مقترح يقتضي إقرار حركة النهضة بفشلها في تشكيل الحكومة للمرور لتنفيذ الفصل 89 من الدستور. كما أكد بعض المراقبين أن قرار إنهاء التفاوض بين الأحزاب في إطار مشاورات تشكيل الحكومة، اتخذ من طرف الغنوشي، وليس الجملي، وذهب بعضهم إلى القول إن الجملي "كلّف بتنفيذ هذا القرار".

في غضون ذلك، خلف خيار تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، وإعلان الغنوشي إنهاء المفاوضات، وعدم استعداده للتشاور مجددا، خاصة مع حزبي التيار وحركة الشعب، بوادر خلاف حاد بينه وبين قيس سعيد، رئيس الجمهورية، تجلى حينما أقدم الرئيس سعيد على وقف الجلسة التي جمعته مساء أول من أمس بالغنوشي، ممثلا عن حركة "النهضة"، ويوسف الشاهد عن حركة "تحيا تونس"، وزهير المغزاوي عن "حركة الشعب"، ومحمد عبو عن حزب "التيار الديمقراطي"، بعد مرور دقائق قليلة على انطلاقها بالقصر الرئاسي في قرطاج.

وكان الغنوشي قد اعترض على مواصلة التشاور مع هذه الأطراف السياسية الثلاثة، التي أعلنت يوم الأحد الماضي انسحابها من المفاوضات، وترك "النهضة" وحدها لتشكيل الحكومة التي يقودها الحبيب الجملي.

وركز قيس سعيد خلال افتتاح هذا اللقاء، الذي انعقد بطلب منه، على دعوة مختلف القوى السياسية إلى توحيد كلمتها للإسراع بتشكيل الحكومة، مشددا على ضرورة الاعتماد على مقاربة وطنية لمعالجة الوضع الذي تعيشه البلاد. غير أن الغنوشي أبدى اعتراضا على مقترح الرئيس، القاضي بإعادة إطلاق مسار التفاوض بين الأحزاب المرشحة للمشاركة في الائتلاف الحاكم، بغية إنهاء الأزمة قبل انتهاء الآجال الدستورية منتصف شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأشارت أطراف سياسية حضرت الاجتماع إلى أن موقف الغنوشي أغضب رئيس الجمهورية، الذي كان يأمل في جمع الفرقاء من جديد، وهو ما دفعه إلى رفع الجلسة مباشرة بعد كلام الغنوشي، مرددا عبارة "اللهم إني بلغت".

قد يهمك أيضًا:

نبيل القروي يردّ على الحملة التي يشنّها ضده زعيم حركة النهضة التونسي

"حركة النهضة" تُعلن عن مرشحها لرئاسة الحكومة التونسية حسب القانون الداخلي

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعارضة التونسية تعلن رفضها اقتراح تشكيل حكومة كفاءات تستبعد الأحزاب المعارضة التونسية تعلن رفضها اقتراح تشكيل حكومة كفاءات تستبعد الأحزاب



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon