غزة - منيب سعادة
يوافق اليوم الخامس عشر من شهر أيار/مايو، ذكرى النكبة التي ألمت بالشعب الفلسطيني، على أيدي العصابات الصهيونية، وتشريده بعيدًا عن أرضه وممتلكاته.
نكبة فلسطين كانت عملية تطهير عرقي، وتدمير، وطرد لشعب أعزل، وإحلال شعب آخر مكانه، حيث جاءت نتاجا لمخططات عسكرية، وتواطؤ الدول، فقد عبرت أحداث نكبة فلسطين، وما تلاها من تهجير عن مأساة كبرى لشعبنا، وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية، وقطاع غزة، والدول العربية المجاورة، فضلا عن تهجير الآلا عن ديارهم، رغم بقائهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني، كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة.
71 عاما مضت وحكومة الاحتلال لا تزال تصر على انكار حقوقنا، وتمتنع عن تنفيذ القرارات الدولية، والقرار 194 الذي يدعو إلى تعويض اللاجئين الفلسطينيين، وحق العودة لهم لأراضيهم، التي هجروا منها عام 48.
اقرأ أيضًا:
تيسير خالد يطالب بعدم الترحيب بالمشروع الفرنسي لحل أزمة الدولة الفلسطينية
وتمر علينا الذكرى الواحدة والسبعون للنكبة، وقد اشتدت الهجمة الإسرائيلية والأميركية التي تهدف إلى تصفية القضية، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارته إليها، ضمن خطة لتصفية القضية من خلال صفقة "العار"، كما تترافق مع تسريبات لخطط ومقترحات الصفقة التي تتجاوز كافة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبشكل خاص إلغاء حق عودة اللاجئين وإلغاء وكالة الأونروا الشاهدة على مأساة اللاجئين، والتي أنشأها القرار 302 لعام 1949.
وشكّلت نكبة فلسطين 1948 محطة سوداء في التاريخ الحديث للشعب الفلسطيني، فمن ناحية تم طردهم من وطنهم وأرضهم وجردوا من أملاكهم وبيوتهم، ومن جهة ثانية شردوا في بقاع الأرض لمواجهة كافة أصناف المعاناة والويلات وتسببت في تحويل مئات آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين، وعشرات الآلاف إلى مهجرين في وطنهم ممن يرون بلداتهم وأراضيهم، وأحيانا منازلهم، وهم يحرمون منها.
وشُرّد في النكبة أكثر من 800 ألف من أبناء شعبنا من وطنهم، كما اقتراف جريمة التطهير العرقي التي ارتكبت خلالها العصابات الصهيونية اكثر من 70 مجزرة، ودمرت أكثر من 531 قرية ومدينة بالكامل.
ورغم ما خلّفته النكبة وما لحقها من انتهاكات وجرائم إسرائيلية، إلا أن شعبنا مصمم على البقاء في أرضه حيث بلغ إجمالي تعداده في العالم مع نهاية 2018 حوالي 13.1 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 9 مرات منذ نكبة 1948، أكثر من نصفهم (6.48 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.57 مليون في المناطق المحتلة عام 1948).
قد يهمك أيضًا:
منظمة التحرير تُحذِّر من فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني تحت غطاء "صفقة القرن"
صائب عريقات يُؤكّد أنّه لا يوجد شريك أميركي ولا إسرائيلي
أرسل تعليقك