كامبالا ـ سليم الحلو
أطلق برنامج الغذاء العالمي والحكومة الأوغندية تحقيقا في موجة وفيات مرتبطة بـ"ثريد" تم توزيعه على اللاجئين والأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، بينما انتبهت وزارة الصحة إلى تقارير تشير إلى حدوث تسمم غذائي محتمل بين الأشخاص الذين تناولوا طعام Super Cereal، وهو طعام من الحبوب مخصص لمنع سوء التغذية في منطقة كاراموجا الشمالية الشرقية في 12 مارس/ آذار، حيث توفي أربعة أشخاص منهم رجلان وامرأة وطفل، بينما تلقى 262 آخرون علاجا بعد تناول الثريد، وتم تعليق توزيع الثريد على اللاجئين وكل المجتمعات المضيفة في جميع أنحاء البلاد حتى تنتهي التحقيقات.
تأتي التحقيقات بعد شهر من اكتشاف برنامج الأغذية العالمي أن مخزونه من الحبوب كان رديئا، رغم تأكيده أنه لا توجد مخاوف تتعلق بالسلامة، وأفادت الوزارة الأربعاء بأن تشريح شخصين فشل في تحديد سبب الوفاة، مضيفة أنه سيتم إجراء مزيد من الاختبارات السمية.
وقال فريد إناغا المتحدث باسم الشرطة "فحصنا جثة الأنثى البالغة، وكان سبب الوفاة القيء المفرط، بالإضافة إلى ملاحظة الطبيب وجود تشققات في المعدة نتجت عن تناول مادة كيميائية في الغذاء"، بينما أكد بيان مشترك صدر الثلاثاء عن وزارة الصحة وبرنامج الأغذية العالمي أن ما يقدر بنحو 262 شخصا وبينهم أطفال دون سن الخامسة دخلوا المستشفى منذ 12 مارس/ آذار، حيث ظهرت عليهم أعراض اضطراب نفسي وقيء وصداع وارتفاع درجة الحرارة وآلام في البطن، وأفاد البيان بأن المرضى خرجوا بنجاح من المستشفى بعد تلقي علاج فعال دون الإبلاغ عن دخول حالات جديدة، وتم إرسال عينات الحبوب التي تم شراؤها من تركيا إلى المختبرات في كينيا وجنوب أفريقيا للفحص، حيث يتناول هذه الحبوب ما لا يقل عن 47 ألف امرأة وطفل في كاراموجا، و102 ألف لاجئ في 13 منطقة مضيفة في جميع أنحاء أوغندا في إطار برنامج الحكومة لصحة وتغذية الأمهات الذي ينفذه برنامج الأغذية العالمي، ويهدف البرنامج إلى تحسين التغذية بين النساء الحوامل والمرضعات وكذلك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهرًا لمنع سوء التغذية والتقزم.
اقرا ايضا :
اللاجئون الى أوغندا من جنوب السودان يشكلون ضغطًا هائلاً على البلاد
وقال جون بياباجامبي الوزير الأوغندي لشؤون كاراموجا: "أود أن أثني على جهود الفريق على أرض الواقع على عملهم وتدخلهم السريع، لقد قاموا بعمل عظيم، أنقذوا أرواح الناس"، وأوضح الخضر دلوم المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في أوغندا أن الوكالة نفذت جميع ضوابط الجودة المطلوبة قبل شراء وتوزيع الحبوب، حيث تم فحصها من قبل المكتب الوطني الأوغندي للمعايير لضمان مطابقتها للمعايير الدولية.
وأضاف بياباجامبي "نحن لا نزال في حيرة من هذا الوضع، حيث إن المرض يتركز فقط في منطقتين من أصل ثماني مناطق تم توزيع الحبوب فيها، لقد التزمنا بالعناية الواجبة الكاملة، وكان دافعنا هو إنقاذ الأرواح من خلال غذاء جيد، ولا يتهاون برنامج الأغذية العالمي بشأن أي غذاء ذات جودة متدنية، ولدينا نظام صارم بداية من الإنتاج وحتى المستهلكين".
وتستضيف أوغندا نحو 1.2 مليون لاجئ، معظمهم من جنوب السودان المجاور وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وقالت جين آسينج وزيرة الصحة الأوغندية الثلاثاء: "يعمل برنامج الأغذية العالمي مع السلطات المحلية على استرداد جميع مخزون الحبوب من المراكز والمجتمعات الصحية"، بينما تستمر وكالات الإغاثة في تقديم المساعدات الغذائية في كاراموجا وهي المنطقة التي ينتشر فيها انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الجفاف المطول والأمطار الغزيرة والفيضانات، وأشار تقرير توقعات الأمن الغذائي في أوغندا إلى أن 20% من سكان كاراموجا الذيت يتركزون في مقاطعتي كوتيدو وكابونغ أزمة غذائية، وأرجع السكان المحليون والخبراء النقص المزمن في الغذاء وسوء التغذية والفقر في المنطقة إلى البرامج الحكومية التي تركّز على زراعة المحاصيل من خلال الرعي التقليدي، الذي اعتمد عليه الناس في كاراموجا لعقود.
قد يهمك ايضا :
هبوط آخر طائرة من الجسر الجوي المصري الإنساني لجنوب السودان
مخيم "بيدي بيدي" في أوغندا يتسع لـ270 ألفا من لاجئي السودان
أرسل تعليقك