شدّدت فرنسا على "ضرورة" أن تثمر محادثات إحياء الاتفاق النووي في فيينا بين الدول الكبرى وإيران، اتفاقاً "هذا الأسبوع"؛ لا سيما بعد دخولها "مرحلة حاسمة"، في وقت هددت واشنطن بالانسحاب من جهود إحياء الاتفاق المبرم في عام 2015، إذا "تعنت" إيران، التي تطالب القوى الغربية باتخاذ قرار سياسي لحل ثلاث قضايا رئيسية.
والمخاطر كبيرة لأن فشل المحادثات المستمرة منذ عشرة أشهر، من شأنه أن يحمل مخاطر جديدة في المنطقة، وفرض عقوبات صارمة إضافية على إيران من قبل الغرب، واستمرار الضغط، الذي يدفع أسعار النفط العالمية للزيادة، وسط توتر قائم بالفعل بسبب الصراع في أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الاثنين، إنّ هناك "ضرورة ملحّة لاختتام المحادثات هذا الأسبوع"، حسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".وعاد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كاني، الأحد إلى فيينا لمواصلة المحادثات النووية الايرانية مع القوى الكبرى.وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين، إنّ عودة باقري يجب أن تتيح "رؤية أوضح" للنوايا الإيرانية.
وأضاف: "يجب أن نرى ذلك بشكل أوضح في الأيام المقبل، بالنظر إلى أنّنا في لحظة حاسمة وحرجة"، مجدّداً التحذير من أنّ "التقدّم النووي الذي تحرزه طهران من شأنه أن يجعل قريباً" المكتسبات الأساسية لاتفاقية 2015 "بدون معنى".برايس الذي أشار إلى أنّ المفاوضات "أحرزت تقدّماً كبيراً"، حذّر من أنّ الولايات المتّحدة "مستعدّة لمغادرة طاولة المفاوضات إذا أبدت إيران عناداً".
وأوضح أنّه في حال أُغلق الباب أمام المفاوضات، فإنّ واشنطن وحلفاءها لديهم "خطة باء" لمنع طهران من حيازة قنبلة ذرية.في طهران، قال المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إن إحياء الاتفاق النووي "أمر ممكن، إذا اتخذت القوى الغربية قراراً سياسياً لحل ثلاث قضايا رئيسية لا تزال عالقة".
وحدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية القضايا العالقة المتبقية قائلاً، إنها تتعلق بمدى إلغاء العقوبات، وتقديم ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من الاتفاق مرة أخرى، وحل المسائل المتعلقة بآثار اليورانيوم التي عُثر عليها في العديد من المواقع القديمة، ولكن غير المعلنة في إيران.وكان وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، أكد السبت، بعد اتصال أجراه مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن طهران "تُراجِع بشكل جدّي مسودة الاتفاق"، مضيفاً: "تم توضيح خطوطنا الحمر للأطراف الغربيين (...) نحن مستعدون لإنجاز اتفاق جيد بشكل فوري، في حال أظهروا (الغربيون) إرادة فعلية".
واجتمع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كاني، الذي توجه إلى طهران الأسبوع الماضي، لإجراء مشاورات حول المسودة النهائية للاتفاق، مع إنريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي بشأن المحادثات النووية مع إيران الذي ينسق المحادثات في فيينا.وقال مصدران مقربان من المحادثات في فيينا لـ"رويترز"، إن إيران قدمت مطالب جديدة، مع الاستمرار في الإصرار على المطالب الحالية، ومنها إلغاء إدراج "الحرس الثوري" الإيراني على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
وقال أحد المصدرين: "موقف إيران بعد زيارة باقري لطهران صار أكثر تشدداً... إنهم يصرون الآن على رفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني، ويريدون فتح قضايا تم الاتفاق عليها بالفعل".وقال دبلوماسيون ، إن المفاوضات دخلت مرحلة حاسمة، بالنظر إلى سياسة إيران المتشددة في المحادثات، ومشاركة الأطراف الأخرى في أزمة أوكرانيا.
كما نقلت الوكالة نفسها عن دبلوماسي إيراني في طهران قوله: "الآن أو لا اتفاق أبداً. إذا لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، فإن المحادثات ستنهار إلى الأبد".فيما قدم دبلوماسيون روس وصينيون مشاركون في هذه المساعي تقييمات تتسم بالأمل، لكنها غامضة في نهاية المطاف، وذلك بعد مغادرتهم الفندق الفاخر في فيينا الذي تجري به المحادثات.
وقال المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف للصحافيين: "نحن قريبون للغاية، لكن يتعين بذل جهود إضافية في الأيام المقبلة"، وتوقع أن تنتهي المحادثات في أوائل مارس آذار، لكنه لم يذكر ما إذا كانت ستنجح.وكان المبعوث الروسي توقع أن تختتم مفاوضات بنجاح بحلول نهاية فبراير، لكن هذه التوقعات لم تتحقق بحسب وصفه لأن تحديد الوقت كان جدولاً زمنياً وليس موعداً نهائياً.
وقال مبعوث الصين وانج كون، إن "مفاوضات فيينا تمضي في لحظاتها الأخيرة"، وأضاف في تصريح لوسائل الإعلام خارج مقر المفاوضات من ضمنها "الشرق": "يمكنني القول إننا رأينا الضوء تقريباً في نهاية النفق. نأمل من جميع الأطراف العمل نحو اتفاق مبكر، لدينا الآن مسار متاح لإغلاق الصفقة والوقت متاح لذلك".وتجري إيران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق العام 2015، أي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، مباحثات في فيينا لإحياء التفاهم الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديًا منه العام 2018.
وتهدف المباحثات التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر، الى إعادة الأميركيين الى الاتفاق خصوصا عبر رفع العقوبات التي أعادوا فرضها على طهران بعد انسحابهم، وعودة الأخيرة لاحترام كامل التزاماتها التي تراجعت عن غالبيتها بعد الانسحاب الأميركي.ومن ضمن الخطوات التي اتخذتها إيران، تقييد عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة اعتبارا من فبراير 2021.
قد يهمك أيضأ :
خلافات بين الفريق الأميركي المفاوض في محادثات فيينا
إنسحاب "مهندس العقوبات" على إيران ريتشارد نيفيو من الفريق الأميركي المفاوض في محادثات فيينا
أرسل تعليقك