أكد الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار بمدينة الحديدة أن نجاح تثبيت وقف إطلاق النار في النقاط الأربع الجاري إنشاؤها واكتمال ثلاث منها حتى الآن، سيمكن الأمم المتحدة لاحقًا من نشر عناصرها لمراقبة وقف إطلاق النار من جميع الأطراف خلال الفترة القادمة.
وأوضح العميد الركن أحمد الكوكباني نائب رئيس فريق الحكومة اليمنية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار أن إنشاء هذه النقاط يضع آلية وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة بصورة أفضل، وأضاف “إذا نجحت هذه الخطوة في وضع النقاط الأربع بمدينة الحديدة بمشاركة الطرفين (الشرعية والحوثيين)، فيمكن للطرف الثالث الأمم المتحدة نزولها لتكون مراقبة تثبيت وقف إطلاق النار من الأطراف الثلاثة وهي: الحكومة الشرعية، والأمم المتحدة، والحوثيون”.
وأشار الكوكباني إلى أن عملية وضع هذه النقاط تتم بحضور وإشراف الجنرال الهندي أبهيجيت جوها رئيس البعثة الأممية بالحديدة، مبينًا أن النقاط هي: الصالح، والمثلث، ومنظر، وكيلو 16. وتابع: “تأخر وضع هذه النقاط نحو شهرين بعد تعيين رئيس جديد للبعثة الأممية في الحديدة، وهو الجنرال الهندي أبهيجيت جوها، وبعد وصوله قمنا بهذه الخطوات خلال يومين، حتى الآن أنجزنا نقطتين، واليوم (أمس) النقطة الثالثة”.
وحول سؤاله عن وضع ميناء الحديدة والإجراءات المزمع اتخاذها حياله، قال العميد أحمد الكوكباني: “بالنسبة لميناء الحديدة لا يوجد أي جديد ما زال تحت الانسحاب الأحادي الذي سميناه مهزلة، ولذلك لا بد أن يُجرى تفتيش وتحقق من الأمر”.
إلى ذلك، أفاد المتحدث باسم قوات تحرير الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش بأن الميليشيات الحوثية واصلت أمس لليوم الثالث وضع العراقيل أمام إنشاء نقاط المراقبة ومحاولة عرقلة جهود اللجنة الأممية والجنرال جوها.
وأكد الدبيش أن مسلحي الجماعة أطلقوا النار من أسلحة القناصة أمس، على ضباط الارتباط الميدانيين التابعين للجانب الحكومي في منطقة “كيلو 16” ما أدى إلى مقتل جندي من ألوية القوات الحكومية المشتركة وإصابة اثنين آخرين.
وأوضح الدبيش أن أفراد الجماعة عرقلوا أمس حركة الجنرال الهندي جوها وأجبروه على سلوك طريق وعرة تطلبت منه أربع ساعات للوصول إلى “كيلو 16” حيث نقطة المراقبة الثالثة التي تم إنشاؤها، في حين كان يكفيه سلوك طريق من وسط المدينة مسافتها عشرة كيلومترات فقط.
وجاءت العرقلة الحوثية - وفق الدبيش - لجهة كمية الألغام الكثيفة التي زرعتها الميليشيات الحوثية على نطاق واسع في الخط الرئيسي، مشيرا إلى أن وقوع قتيل من القوات الحكومية اسمه سعيد علي عبد الله وهو من أفراد اللواء الأول عمالقة.
وكانت الميليشيات الحوثية تزعم أنها أنهت أكثر من 90 في المائة من التزاماتها المتعلقة باتفاق الحديدة، فيما يخص إعادة الانتشار في المرحلة الأولى إلا أن الحكومة الشرعية تؤكد أن انسحاب الجماعة من موانئ الحديدة الثلاثة المعلن عنه كان صوريًا فقط، نظرًا لأن الجماعة قامت بتسليم الموانئ لأفرادها أنفسهم بعد أن ألبستهم زي قوات خفر السواحل.
وكانت الميليشيات الحوثية حاولت في بداية عمل اللجنة قبل يومين عرقلة خروج المراقبين الأمميين من ميناء الحديدة، حيث كان من المفترض أن تقوم لجنة ضباط الارتباط بتفعيل النقطة الثانية، قبل أن تسمح لهم بالمرور عصرًا لتثبيت النقطة الثانية.
وكان الجنرال الهندي أبهيجيت جوها بدأ مهمته الأممية رئيسًا للبعثة الأممية لدعم تنفيذ اتفاق الحديدة في اليمن، من العاصمة السعودية الرياض بلقاء فريق الحكومة اليمنية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار.
ويتهم الفريق الحكومي الميليشيات الحوثية بالتعنت والعرقلة وخرق الهدنة، وأوضح أن الجماعة التي انقلبت على الشرعية الدستورية في البلاد تكرر سلسلة انقلاباتها على القرارات والاتفاقيات الدولية.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أعلن السبت تسلم الجنرال الهندي أبهيجيت جوها رسميًا مهامه كرئيس لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة خلفًا للجنرال الدنماركي السابق مايكل لوليسغارد، في ظل تقديرات يمنية بأن الفرص تتضاءل على الأرض يومًا بعد يوم لتنفيذ الاتفاق الذي مضى عليه أكثر من 10 أشهر بين الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية المدعومة إيرانيًا.
ويعدّ جوها هو الرئيس الثالث للبعثة الأممية في الحديدة، منذ إعلان اتفاق السويد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك بعد كلٍ من الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، والدنماركي مايكل لوليسغارد.
وكانت اللجنة المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار أقرت السبت الجدول الزمني لإقامة أربع نقاط مراقبة لوقف إطلاق النار في محيط مدينة الحديدة، بإشراف أممي.
قد يهمك ايضاً :
عشرات القتلى في صفوف الميليشيات الحوثية جراء غارات لطيران "دعم الشرعية"
أرسل تعليقك