وجهت القيادية بحزب العدالة والتنمية المغربي، آمنة ماء العينين، انتقادات قوية لقيادات حزبها وصلت إلى حد القول إن حزبها "ليس حزب ملائكة، وأنها رصدت تصرفات غير مقبولة من طرف البعض"، قبل أن تهاجم تيار وزراء حزبها متهمة إياهم ب" نهج تصفية حسابات"بإقصائها من مكتب الغرفة الأولى للبرلمان المغربي.
وكشفت البرلمانية المثيرة للجدل، ماء العينين، خلال برنامج حوار على قناة "فرانس24"، وجود تحامل بإبعادها عن مكتب مجلس النواب من طرف بعض أعضاء في الأمانة العامة للحزب، موضحة أن مساطر تسعى في روحها أن تكون ديمقراطية، قبل أن تستدرك قائلة "لم يخترني الفريق النيابي، وليست هذه هي المرة الأولى، وليست هناك اية مشكلة ، نحن نتبنى منهجا ديمقراطيا، ليس هناك أدنى مشكل"، عقب رفض الأمانة العامة لحزبها إدراج أسمها ضمن المرشحين لمكتب مجلس النواب.
وفاجأت البرلمانية مقدم البرنامج الحواري بالتهديد والانسحاب، إذا استمر في طرح أسئلة تهم حياتها الشخصية، عقب الضجة المثيرة حول نزعها للحجاب خلال تواجدها خارج المغرب في فرنسا، مدافعة عن ذلك بقولها"أنا مناضلة منذ سن 15 سنة، وابنة الشعب ومستعدة للدفاع عن بلدي و سيدة نقابية وسياسية لم أصل سن أربعينيات بعد من عمري".
ووجه ماء العينين مدفعيتها الثقيلة لمنتقديها من أعضاء حزبها واستغلالهم لقضيتها بقولها" هناك ندالة في سلوكيات البعض، سأدافع عن نفسي، وعلى الجميع ".
وكانت البرلمانية ماء العينين قد وجهت رسالة قوية ومثيرة، منتقدة تعامل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني مع قضيتها إلى جانب الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، بقولها" إنها وخلافا لما روجته الإشاعة، لم تتكبر على الحزب ولم ترفض الاستجابة لدعوات لجنة سابقة، من أجل الاستماع إليها، إنما تقول ماء العينين "ما جعلني أمتنع عن الإدلاء بأي معطيات تناول الأسئلة المطروحة علي جانبا شخصيا لا أتصور أن الحزب سبق وتدخل فيه بخصوص الحياة الشخصية لباقي أعضائه حيث سُئلت:هل لديك مشروع زواج؟ وهو أمر أوضحته لأعضاء اللجنة الذين عبرت لهم عن رفضي لمبدأ المساءلة خارج ضوابط الحزب وقوانينه".
وأضافت ماء العينين، غاضبة"لقد اخترتم بعد أن بدأت الكلاب التي أُمرَت بالنهش في لحمي على مدى أزيد من شهر ونصف أن تهدأ وتتوارى بعد تنفيذ العملية، أن تسألوني دون أن أعلم مستند الأمانة العامة المحترمة القانوني والمسطري في هذه المساءلة وبناء على أي 'تهمة' وهي دفوعات شكلية ضرورية مادمنا في إطار التعامل المؤسساتي وليس 'الأخوي' أو 'الإنساني'".
واعتبرت ماء العينين أنها تعرضت "كمواطنة وامرأة وأم لحملة تشهير واسعة خرقت حقوقها بالاعتداء على حياتها الخاصة حتى وصل الأمر إلى تعقبها في الشارع العام وهو أمر مرفوض حقوقيا"، وأن "أسباب هذا الاستهداف معلومة لدي ولدى الكثير من الناس إن لم تكن القيادة أو جزء منها على علم بها".
وأضافت المتحدثة نفسها أنها شعرت "بتحامل غير مفهوم" من طرف قيادة حزبها، دون أن أسمح لنفسي بالانسياق وراء تأويلات تذهب إلى تصفية حسابات سياسية أو تصريف مواقف تعود لخلافات في الخط السياسي وتدبير المرحلة أو لكوني امرأة في مجتمع يعامل الرجال بغير ما تعامل به النساء".
كشفت ماء العينين عن رد فعل تعامل سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية قائلة: "في زيارة لي للأخ الأمين العام وأنا أكلمه عن استهدافي وأن ما تعرضت له ليس سهلا، أجابني: "وعلاش داكشي اللي دوزتو علي أنا سهل؟ ولكنها عدالة السماء"، لا أخفيكم صدمتي الكبيرة وقد كنت أكلم قائدا حزبيا وطبيبا نفسيا في نفس الوقت،كل ذلك في ظل الحملة الشرسة التي قادتها ضدي وجوه ومنابر إعلامية".
ماء العينين قالت أنها اختارت أن تخوض المعركة بعيدا عن الحزب "لم ألجأ للحزب ولم اطلب دعمه منذ البداية لأنني اعتبرت أن الاستهداف يخص ما هو شخصي" متعلق باللباس، مضيفة "اعتبرت أنها معركتي الشخصية التي أؤدي فيها ثمن مواقفي واختياراتي السياسية التي لم تكن دائما موضوع تقدير من طرف قيادة الحزب ففضلت عدم إحراج الحزب ومواجهة الأمر بمفردي-وقد أخبرت الأخ الرميد بذلك منذ البداية- وقد أكون ارتكبت أخطاء في تدبير المعركة الشرسة ولكنني في النهاية عشتها وحدي بدعم من عائلتي وأصدقائي والمتعاطفين معي بحس نضالي أو حقوقي أو أنساني وقد تلقيت اتصالات للدعم من شخصيات سياسية من مختلف المواقع، أما الحزب فقد ظل خارج الموضوع، حتى فوجئت من جديد برغبة القيادة المحترمة في معاودة فتح الملف دون أن أدرك أسس ذلك السياسية والمسطرية".
ودعت ماء العينين قيادة حزبها إلى "إسناد مسؤولية اختيارات أعضائه ومخالفاتهم وحتى خطاياهم للأفراد لأن الحزب ليس تنظيما ملائكيا وقد تظهر فيه مثل هذه الوقائع في أي لحظة، وقد اعتبرت أن المفروض في الحزب هو تطوير منهجية مختلفة للتعامل مع ذلك".
وانتهت ماء العينين إلى القول "أعتبر بوضوح أنني لم أخرق أي تعاقد لي مع الحزب ولم أخل بأي من واجباتي تجاهه كعضو أو كمنتخبة، سواء في ما نص عليه النظام الأساسي أو الداخلي، وقد ناضلت في صفوفه منذ أزيد من 23 سنة في كل المواقع نضالا أزعم أنه كان دائما متجردا ومبدئيا لم أسع فيه لمصلحة أو طموح شخصيين، ولازلت على قناعة راسخة أن ما تعرضت له دائما وما أتعرض له هو نوع من تأدية فاتورة هذا النضال".
وشددت ماء العينين على تشبثها بحريتها الشخصية "ولأنني أعتبر نفسي مناضلة حرة ومستقلة في إطار قوانين الحزب ومساطره ومتمسكة بحريتي الخاصة، فإنني لا ألتمس إلا الحرص على تفعيل قوانين الحزب ومرجعيته التي تتجاوز الشكل إلى المضمون مع إخباري بوضوح بالإطار القانوني الذي يؤطر تدبير علاقة الأمانة العامة بهذا الملف المبني على حملة واسعة للتشهير والقذف والتعريض والإساءة وخرق الحقوق فيما يتعلق بالحياة الخاصة وليس بالمسؤوليات الانتدابية. هذه الدفوعات شكلية لم تلحق المضمون الذي يحفل بالكثير من المعطيات والتفاصيل كنت سأقدمها طواعية لو كان اختيار التعامل مع القضية مختلفا،لكن شعوري بالغبن والانتقائية والتحامل يجعلني أفضل سلوك المسلك المؤسساتي والمسطري الذي تحدده قوانين الحزب ومساطره التي وضعت لإنصاف الأعضاء كبيرهم وصغيرهم،رجالهم ونسائهم،بغض النظر عن مواقعهم ومواقفهم، مادام الأمر قد تجاوز منطق الأخوة والإنسانية إلى منطق المحاكمة فيما يخص الحياة الخاصة، وكما تعلمون جميعا فأساس المحاكمة العادلة هو حقوق الدفاع وأولها النظر في الدفوعات الشكلية قبل الخوض في الجوهر.
صور آمنة ماء العينين، النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، التي تظهر فيها دون غطاء رأس وسط أحد شوارع باريس، تثير الكثير من الجدل، بحيث دخل عبد الإله بنكيران على خط الموضوع، بعدما اجتمعت به المعنية بالأمر في منزله الكائن بحي الليمون بالرباط.
وشددت ماء العينين، في تدوينة نشرتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، على أن بنكيران عاب عليها عدم استشارته منذ اليوم الأول بغض النظر عن صحة الصور من عدمها، وقال: "لستِ أصلا في موقع مساءلة تجاهها".
وشدد عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية السابق، على أن ماء العينين تم استهدافها في قضية الحجاب، مؤكدا أن "العدالة والتنمية لا يتنكر لها اليوم، لكنه يلومها على عدم الوضوح"، موضحا "حتى إن كان لباسها صحيحاً فأنا لن أحاسبها عليه". وحذر قيادات الحزب من اتخاذ أي عقوبة تأديبية في حقها".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ
ارتفاع تمثيل النساء في البرلمان المغربي
انطلاق التصويت فى الانتخابات البرلمانية فى المغرب
أرسل تعليقك