بيروت - مصر اليوم
خلت الحركة في الضاحية الجنوبية اللبنانية والشوارع شبه خالية. لا تشبه الضاحية الجنوبية نفسها هذه الأيام. محال بالجملة أقفلت أبوابها. مقاه ومطاعم ونواد رياضية خلت من روادها، ملتزمة بقرار الإقفال. لا شيء على حاله هناك، فالخوف من كورونا يعيد إلى الذاكرة الفترة التي عاشتها الضاحية أيام التفجيرات الإرهابية عام 2014.
خلت الشوارع، إلا من بعض المارة الذين "تسلحوا" بالكمامات والقفازات، فيما التزم كثيرون بيوتهم في عزلة باتت هي سلاحهم الوحيد في وجه الفيروس، بينما فضّلت فئة ثالثة المغادرة إلى القرى، بعدما خرجت الأمور عن السيطرة. ولأن "حياة الإنسان أهم من كل شيء وكله يعوّض"، وفق "أبو سعيد" صاحب محل أدوات منزلية في حي ماضي، كان القرار بترك "الرزقة ع الله". أنزل الأخير باب "الكاراج" وغادر وزوجته إلى قريتهما في الجنوب.
لم يعد في الضاحية ما يشير إلى الحياة سوى بعض محال الخضار والتعاونيات الكبرى والصيدليات وعدد ضئيل من بائعي الخضار على العربات. أحمد، واحد من هؤلاء الذين لم يتركوا الشارع لأن "لقمة العيش تفرض علينا ذلك". مع ذلك، حاول قدر الإمكان الالتزام بالتعليمات، فوضع عبوة معقّم إلى جانب أقراط الموز المتراكمة فوق العربة، "منها بنعقّم ومنها بنشجّع الناس على الشراء ولا تتكدس البضاعة وتتلف". أما بعض سيارات الأجرة والفانات والباصات العمومية، فلم تكن لتحظى بركاب، بسبب التحذير من سهولة انتقال الفيروس من خلال المواصلات العامة. "تراجع العمل حوالى 90%. الخط مات"، يقول أحد سائقي الفانات، و"الراكب بمثابة العملة النادرة هذه الأيام".
مع ذلك، ثمة ما يقلق، مهدّداً بكسر حلقة التدابير الاحترازية، خصوصاً في ظل ما يجري في التعاونيات والاستهلاكيات الكبرى، حيث "تكدّس" الزبائن، في اليومين الماضيين، لتموين حاجياتهم من السلع الغذائية والمنزلية تحسباً للأسوأ. في إحدى التعاونيات في سوق معوض، كانت عائلات بأكملها تشتري حاجياتها رغم التحذيرات من الاكتظاظ، فيما لم يلتزم الموظفون داخلها بتعليمات وزارة الصحة العامة، حيث لا وجود لمن يرتدون الكمامات، رغم تواصلهم اليومي مع مئات الأشخاص، وهو ما دفع البلديات أمس إلى اتخاذ إجراءات عقابية بحق البعض. وفي هذا الإطار، أغلقت بلدية الغبيري تعاونية "رمال الأصلي" قرب روضة الشهيدين لعدم التزامها بالمعايير الصحية المطلوبة لناحية تعقيم الأغراض وحماية الزبائن.
وقــــــــــــد يهمك أيـــــــــضًا :
وزير الداخلية اللبناني يصدر قرارا بمنع سير باصات النقل حتى إشعار آخر
إغلاق الحدود البرية بين لبنان وسوريا بسبب كورونا
أرسل تعليقك