اهتمت الصحف الصادرة اليوم الإثنين، بالزيارة التي أجراها وزير خارجية فرنسا إلى مصر، ومباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تطورات الأوضاع بالمنطقة، فأبرزت صحف "الأهرام والأخبار والجمهورية" توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبدء في تفعيل وإطلاق عدد من المبادرات من خلال صندوق (تحيا مصر)، وبقيمة إجمالية مليار جنيه، وذلك خلال اجتماعه مع اللواء محمد أمين مستشار رئيس الجمهورية للشؤون المالية وأمين صندوق (تحيا مصر).
ونقلت الصحف عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي تصريحاته بأنه تم خلال الاجتماع متابعة نشاط الصندوق في مجال الحماية الاجتماعية، ودعم الأسر الأولى بالرعاية على مستوى الجمهورية.وأكد الرئيس السيسي أهمية زيادة حجم برامج الدعم المقدمة من الصندوق لتشمل أكبر عدد ممكن من المواطنين، وتكثيف نشاطه من خلال مختلف برامج الحماية الاجتماعية للشرائح المستهدفة، مع الأخذ في الاعتبار حلول فصل الشتاء، وبداية العام الدراسي الحالي.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن المبادرات التي وجه الرئيس السيسي بتفعيلها تشمل تنظيم أكبر قافلة إنسانية تتضمن مواد غذائية متنوعة وملابس وتجهيزات؛ استعدادًا لفصل الشتاء، وذلك لصالح مليون مواطن، بالإضافة إلى مساعدة ودعم ألفين من الفتيات اليتيمات والأكثر احتياجًا؛ لتجهيز كافة مستلزمات الزواج لهن من أجهزة كهربائية وأدوات منزلية وغيرها.
كما تشمل المبادرات تنظيم قوافل طبية بمراكز المحافظات لتوزيع ١٥٠٠ جهاز غسيل كلوي لخدمة ١٢٠ ألف مريض، بالإضافة إلى توزيع ألف كرسي متحرك للمعاقين، وتوفير ٥٠٠ حضانة أطفال حديثة بكافة المستلزمات والتجهيزات لتستوعب ١٨ ألف طفل على مدار العام، ودعم فئة صغار الصيادين من خلال إمدادهم بالمستلزمات والمعدات الضرورية لمهنتهم ووقايتهم من برودة الأجواء، وذلك لعدد ٥٠ ألف صياد على مستوى الجمهورية.
وتشمل أيضا تزويد جامعات كل من القاهرة وعين شمس والإسكندرية بمعامل المهارات الخاصة بكليات الطب؛ لدعم العملية التعليمية، والتي سوف يستفيد منها ٣ آلاف طالب، تنشيط صناعة (النول) المصري لدعم الحرف اليدوية وتحقيق عائد اقتصادي لعدد ٣ آلاف أسرة، وذلك بتوزيع أجهزة ومعدات (النول) على تلك الأسر في المحافظات التي تعمل بحرفة النسيج اليدوي.
ووجه الرئيس السيسي بالاستمرار بانتظام في تطوير نشاط ومبادرات صندوق (تحيا مصر) كذراع اجتماعي واقتصادي داعم لجهود أجهزة الدولة تجاه المواطنين، وكذلك استشراف المزيد من مجالات الدعم للأسر الأولى بالرعاية بالتعاون والتكامل مع أجهزة الدولة المعنية ومؤسسات المجتمع المدني.
وكذلك أبرزت الصحف زيارة وزير خارجية فرنسا لمصر، وألقت الصحف الضوء على تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الحاجة الملحة لتضافر جميع الجهود لإعلاء قيم التعايش والتسامح بين كافة الأديان، ومد جسور التفاهم والإخاء، وعدم المساس بالرموز الدينية، وإعرابه عن الرفض التام للأعمال الإرهابية بكافة أشكالها، أو ربط أي دين بأعمال العنف والتطرف وذلك خلال استقباله جان إيف لودريان، وزير خارجية فرنسا بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والسفير الفرنسي بالقاهرة.
وأشار الرئيس - وفقا للصحف - إلى التجربة المصرية في ترسيخ مبادئ التسامح ونبذ العنف والفكر المتطرف والإرهاب، بالإضافة إلى تفهم خصوصية كل عقيدة وما تتضمنه من مبادئ، وأن مصر على استعداد للتعاون ودعم مختلف الجهود الدولية لتعزيز هذه المفاهيم.
ونقلت الصحف عن السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء تناول موضوعات التعاون المشترك في إطار العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وكذلك استعراض سبل تعزيز الجهود لمواجهة تصاعد نبرات التطرف والكراهية في ظل التوتر الأخير بين العالم الإسلامي وأوروبا.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي، احترام بلاده وتقديرها لكافة الأديان ومبادئها وقيمها، وتطلعها لتعزيز التعاون والتشاور مع مصر لمكافحة ظاهرة التعصب والفكر المتطرف الآخذة في الانتشار، لا سيما في ظل كون مصر منارة للوسطية والاعتدال، إلى جانب نهجها في إرساء قيم التعايش وحرية العبادة واحترام الآخر، مشيدًا في هذا الصدد بجهود مصر تحت قيادة السيد الرئيس، لتحقيق التفاهم والحوار بين أبناء كافة الديانات.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد كذلك التباحث حول آخر تطورات القضية الليبية، حيث استعرض الرئيس موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه ليبيا، لا سيما فيما يتعلق بدعم المباحثات الحالية في كافة المسارات استنادًا إلى استخلاصات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة، وتثبيت وقف إطلاق النار والتمسك بالخطوط المعلنة للحيلولة دون تجدد الاشتباكات وصولًا لإجراء الاستحقاق الانتخابي وتشكيل الحكومة، وذلك للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية، وبدء مرحلة جديدة للأجيال الحالية والقادمة من الشعب الليبي الشقيق.
من جانبه، أشاد وزير الخارجية الفرنسي بالدور المصري الهام لتسوية الأزمة الليبية، والجهود الشخصية للرئيس السيسي في هذا الإطار، حيث ساهمت الخطوط المعلنة من جانبه في تعزيز جهود العملية السياسية في ليبيا، كما برهنت على محورية دور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي ومنطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا حرص فرنسا على استمرار التعاون والتنسيق المكثف بين البلدين في هذا الملف الهام.
وشهد اللقاء تبادل الرؤى ووجهات النظر حيال تطورات بعض الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها شرق المتوسط وسوريا، حيث تم التوافق في هذا الصدد حول تكثيف التنسيق والتشاور بين الجانبين.
وفي متابعة لزيارة الوزير الفرنسي، أبرزت الصحف تأكيد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن الإساءة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم مرفوضة تمامًا، وسوف يتم تتبع من يُسئ لنبينا الأكرم في المحاكم الدولية، حتى لو تم قضاء العمر كله في فعل ذلك الأمر فقط، وذلك خلال استقباله بمشيخة الأزهر وزير خارجية فرنسا جون ايف لورديان.
ونقلت الصحف عن الإمام الأكبر قوله "إذا كنتم تعتبرون أن الإساءة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حرية تعبير، فنحن نرفضها شكلًا ومضمونًا، وأنا أول المحتجين على حرية التعبير إذا ما أساءت هذه الحرية لأي دين من الأديان وليس الإسلام فقط، وأن أوروبا مدينة لنبينا محمد ولديننا لما أدخله هذا الدين من نور للبشرية جمعاء".
وأضاف الإمام الأكبر "إن الأزهر يمثل صوت ما يقرب من ملياري مسلم، وقلتُ إن الإرهابيين لا يمثلوننا، ولسنا مسئولين عن أفعالهم، وأعلنتُ ذلك في المحافل الدولية كافة، في باريس ولندن وجنيف والولايات المتحدة وروما ودول آسيا وفي كل مكان، وحينما نقول ذلك لا نقوله اعتذارًا، فالإسلام لا يحتاج إلى اعتذارات، ونرفض وصف الإرهاب بالإسلامي، وليس لدينا وقت ولا رفاهية الدخول في مصطلحات لا شأن لنا بها، وعلى الجميع وقف هذا المصطلح فورًا؛ لأنه يجرح مشاعر المسلمين في العالم، وهو مصطلح ينافي الحقيقة التي يعلمها الجميع".
وأضاف: "أنا وهذه العمامة الأزهرية حملنا الورود في ساحة باتاكلان وأعلنا رفضنا لأي إرهاب"، وشدد على أن المسلمين حول العالم (حكامًا ومحكومين) رافضون للإرهاب الذي يتصرف باسم الدين، ويؤكدون على براءة الإسلام ونبيه من أي إرهاب، وقال "وددنا أن يكون المسئولون في أوروبا على وعي بأن ما يحدث لا يمثل الإسلام والمسلمين؛ خاصة أن من يدفع ثمن هذا الإرهاب هم المسلمون أكثر من غيرهم".
وأوضح الإمام الأكبر أن التجاوزات موجودة عند أتباع كل دين وفي شتى الأنظمة، فإذا قلنا إن المسيحية ليست مسئولة عن حادث نيوزيلندا؛ فيجب أن نقول أيضا إن الإسلام غير مسئول عن إرهاب من يقاتلون باسمه، أنا لا أقبل أبدًا أن يتهم الإسلام بالإرهاب، وقال "نحن هنا في الأزهر قديمًا وحديثًا نواجه الإرهاب فكرًا وتعليمًا، ووضعنا مقررات ومناهج جديدة تبين للجميع إن الإرهابين مجرمون وإن الإسلام بريء من تصرفاتهم".
وفي سياق آخر، اهتمت الصحف بإعراب وزير الخارجية سامح شكري عن التمنيات بالتوفيق للإدارة الأميركية المنتخبة الجديدة، وإشارته إلى أن العلاقات مع واشنطن ليست وليدة اليوم، فالولايات المتحدة على مدى القرون الأربعة أو الخمسة الماضية تعد شريكا أساسيا لمصر، و"تربطنا علاقات وتعاون وثيق على المستوى الثنائي وعلى مستوى الموضوعات والتحديات الإقليمية"، وذلك ردا على سؤال حول فوز جو بايدن ومستقبل العلاقة مع واشنطن خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده شكري، مع نظيره الفرنسي جون ايف لودريان.
وقال شكرى "إننا تابعنا والعالم ما تم إعلانه من فوز الرئيس المنتخب بايدن في الانتخابات بعد فرز الأصوات، وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوجيه التهنئة للرئيس المنتخب، وأعرب عن التمنيات لاستمرار العمل على تعزيز العمل المشترك في تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين".
وأضاف أن العلاقات سوف تستمر في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن، وهذا أمر يمثل شأنا أميركيا داخليا في إطار التعاقب، لافتا إلى وجود تاريخ من التعاون مع الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة، وهو تعاون قائم على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.وتابع شكري "إننا سوف نستمر في تعزيز العلاقات الثنائية لأهميتها في تحقيق النمو الاقتصادي في مصر، وأيضا لتحقيق الاستقرار في المنطقة التي تموج بالاضطرابات".
وقال إن مصر تتمنى للإدارة الأميركية الجديدة كل التوفيق، وأن تكون شريكا فاعلا في التعامل مع كل التحديات التي تواجه المنطقة، وأن يستمر التنسيق كما هو الوضع منذ عقود طويلة.كما أبرزت الصحف الإقبال الكثيف على اللجان الانتخابية في عدد من المحافظات، للإدلاء بأصواتهم في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب خلال يومها الثاني والتي تضم 13 محافظة، وأبرزت المشاركة الواسعة من جانب كافة فئات المجتمع العمرية خاصة المرأة.
قد يهمك ايضا
الرئاسة المصرية تُعلن عن حجم المساعدات المُقدمة لدول إفريقيا لمواجهة "كورونا"
الرئيس المصري يبحث مع جونسون تسوية الأزمة الليبية
أرسل تعليقك