سيطر المتظاهرون العراقيون سيطروا بشكل شبه كامل على ميناء أم قصر في البصرة، وسط أنباء عن مقتل متظاهر عراقي وإصابة آخرين، الثلاثاء، خلال تفريق قوات الأمن العراقية مظاهرة حاشدة أمام بوابة ميناء أم قصر في محافظة البصرة جنوبي البلاد، وأصدرت هيئة النزاهة العراقية، الثلاثاء، أمرًا باستدعاء مسؤولين كبار سابقين في مطار النجف على خلفية اتهامات موجهة لهم بالفساد.
وأكدت "العربية"، الثلاثاء، أن المتظاهرين العراقيين سيطروا بشكل شبه كامل على ميناء أم قصر في البصرة، وهدد المعتصمون برفع سقف التظاهرات باعتصامات جديدة بالقرب من المنشآت النفطية والمناطق الحيوية كورقة ضغط على الحكومة المركزية من أجل الدفع بها نحو الاستقالة، فيما أعلن شيوخ العشائر انضمامهم وتأييدهم لمطالب المتظاهرين.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية أن لجنة التعديلات الدستورية بدأت أول اجتماعاتها الثلاثاء، فيما قال "المرصد العراقي" إن السلطات العراقية نفذت حملة اعتقالات وصفها بـ"الكبيرة" ليلة أمس في منطقتي العلاوي والصالحية وسط بغداد.
وذكر شهود عيان نقلا، عن "المرصد العراقي"، فإن ملثمين بسيارات حكومية اعتقلوا متظاهرين كانوا في طريقهم لساحة التحرير للتعبير عن رأيهم.
وقال المكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء العراقي على "تويتر"، "إن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي عقد ليلة أمس اجتماعاً بحضور رئيس مجلس القضاء ورئيس مجلس النواب ووزيري الدفاع والداخلية لبحث تطورات الأوضاع والإجراءات اللازمة لحفظ الأمن والنظام".
وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق على "فيسبوك"، إنها تراقب الأحداث المتسارعة في محافظة ذي قار وتأسف لوقوع ضحايا، كما أدانت استخدام الرصاص الحي والقوة المفرطة من قبل القوات الأمنية.
وكان المحتجين العراقيين عاودوا التظاهر في محيط القنصلية الإيرانية في كربلاء، مساء الاثنين، لليوم الثاني على التوالي احتجاجاً على التدخل الإيراني في الشأن العراقي. ورفع المتظاهرون مجدداً العلم العراقي فوق جدار القنصلية بعدما أنزلوا العلم الإيراني وكتبوا على جدار القنصلية الإيرانية لافتة تقول "أغلقت بأمر الشعب".
وأفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بأن قوات الأمن منعت المتظاهرين من اقتحام مبنى التلفزيون في بغداد، وأظهرت صور نشرها ناشطون فض الشرطة للاحتجاجات التي شهدها محيط مبنى التلفزيون بالعاصمة.
هذا وأمهلت عشائر كربلاء السلطات العراقية 72 ساعة لتسليم قتلة المتظاهرين في المحافظة، يأتي هذا فيما قالت مصادر أمنية عراقية إن الوضع أصبح تحت السيطرة على جانبي جسر الأحرار في بغداد بعد صدامات دامية بين المتظاهرين والقوات الأمنية أدت لمقتل 7 متظاهرين، وإصابة آخرين بينهم رجل أمن.
وأغلقت القوات الأمنية الجسر بمصدات إسمنتية لمنع عبور المتظاهرين إلى منطقتي شارع حيفا والعلاوي، وبهذا يصبح عدد الجسور المغلقة في بغداد 4 جسور.
وساد الهدوء الحذر ساحة التحرير مع تضاعف أعداد المتظاهرين في الساعات الأخيرة من ليل الاثنين، وأعلنت وسائل إعلام عراقية مقتل متظاهر في قضاء الشطرة شمالاً وإصابة 15 آخرين بعد صدامات مع القوات الأمنية.
قتلى وحرجى بين المتظاهرين
لقي متظاهر عراقي مصرعه وأصيب آخرون، الثلاثاء، خلال تفريق قوات الأمن العراقية مظاهرة حاشدة أمام بوابة ميناء أم قصر في محافظة البصرة جنوبي البلاد، وفق ما ذكر مراسل سكاي نيوز عربية.
وأظهرت لقطات، قام متظاهرون بتصويرها، سيطرة المحتجين على آلية عسكرية بعد انسحاب قوة من الجيش العراقي رفضت الاشتباك مع المتظاهرين.
ودعت مصادر طبية في محافظة البصرة سكان أم قصر إلى التبرع بالدم لإسعاف المصابين الذين سقطوا من جراء محاولات قوات مكافحة الشغب تفريق المتظاهرين بقنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب ما أفاد به مراسلنا.
وفي الأحداث نفسها، التي ما زالت جارية حاليا، أصيب 8 متظاهرين بجروح، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس، التي قالت إن سقوط الضحايا نجم عن محاولة قوات الأمن إعادة فتح الميناء الرئيسي في أم قصر الذي أغلقه المحتجون منذ 3 أيام.
وتأتي هذه التطورات في ميناء أم قصر جنوبي العراق، فيما تجددت الاحتجاجات الشعبية في العديد من المدن العراقية، الثلاثاء، في حين عادت خدمة الإنترنت بعد أن عمدت السلطات العراقية إلى قطعها طوال ساعات مساء الاثنين.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد مظاهرة في حي السيدية، فيما خيم الهدوء على المناطق القريبة من منطقة العلاوي وجسر الأحرار وسط بغداد، بحسب ما ذكر مراسل سكاي نيوز عربية في العراق.
ولليوم الثالث على التوالي، أغلق المتظاهرون العراقيون العديد من الطرقات في بغداد، وذلك تنفيذا للإضراب العام الذي دعا إليه ناشطون، ردا على تجاهل الحكومة لمطالبهم.
وكانت المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، الاثنين، قد أسفرت عن مصرع 5 أشخاص على الأقل، حيث وصلت الاحتجاجات إلى شارع الرشيد وسط بغداد ومحاولة المتظاهرين عبور جسر الأحرار، بهدف تنفيذ العصيان المدني.
وإلى الجنوب من العاصمة العراقية، وتحديدا في كربلاء، أمهلت عشائر كربلاء الحكومة العراقية، مساء الاثنين، 72 ساعة لتسليم قتلة المتظاهرين من شباب المدينة.
وأفادت مصادر عراقية بمقتل 4 متظاهرين خلال تفريق قوات الأمن لتظاهرات أمام القنصلية الإيرانية في المدينة، وحاصر محتجون غاضبون مبنى القنصلية للمرة الثانية خلال 24 ساعة.
وأظهرت صور بثها ناشطون عددا من الجرحى يتلقون إسعافات أولية بعد تعرضهم للإصابة خلال الاحتجاجات في كربلاء.
عودة خدمات الإنترنت
وأعادت السلطات العراقية خدمة الإنترنت بعد قطعها في بغداد ومعظم أنحاء العراق طيلة ساعات مساء الاثنين، بحسب ما ذكر مراسل سكاي نيوز عربية.
وكان مرصد "نتبلوكس" لمراقبة الإنترنت، قد قال في بيان مساء الاثنين، إن خدمات الإنترنت انقطعت، موضحا أن اتصالات الإنترنت العامة انخفضت لما دون 19 بالمئة عن المستويات المعتادة، مما قطع الخدمة عن عشرات الملايين من المستخدمين في بغداد، وتأثرت أيضا البصرة وكربلاء ومراكز سكانية أخرى.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقطع فيها السلطات العراقية خدمات الإنترنت، حيث سبق لها أن قطعتها في مواجهة موجة الاحتجاجات.
وأسفر المواجهات بين قوات الأمن العراقية والمتظاهرين عن مقتل ما يزيد على 260 شخصا، منذ أن انطلقت الاحتجاجات مطلع أكتوبر الماضي.
استدعاء مسؤولين لهيئة النزاهة
وذكرت "سكاي نيوز عربية" في بغداد، أن المسؤولين الذين تم استدعاؤهم هم رئيس مطار النجف السابق وأعضاء مجلس إدارة مطار النجف، على خلفية اتهامهم بتعمد الإضرار بالمال العام.
وأوضحت الهيئة أن أمر الاستدعاء الصادر عن المحكمة شمل تهما تتعلق بإقدام المسؤولين في المطار على إصدار أوامر بالسفر إلى خارج العراق لأشخاص من دون موافقات رسمية أو إعلام مجلس المحافظة.
وكانت الهيئة قد أعلنت في وقت سابق عن أوامر قبض واستدعاء بحق 60 نائبا برلمانيا ومسؤولين متهمين بالفساد والإضرار بالمال العام.
وكشفت دائرة التحقيقات في هيئة النزاهة العراقية، يوم الجمعة الماضي، عن أوامر استدعاء بحق 38 عضوا في مجالس المحافظات من الأعضاء الحاليين والسابقين.
وقال مسؤولون عراقيون، الثلاثاء، "إن 3 متظاهرين على الأقل قتلوا خلال اشتباكات مع قوات الأمن في مدينة أم قصر جنوبي البلاد"، ويأتي هذا التطور في وقت تحاول السلطات إعادة فتح الميناء الرئيسي بالمدينة منذ أن أغلقه المحتجون المناهضون للحكومة قبل 3 أيام.
ويشهد العراق حراكا شعبيا منذ مطلع أكتوبر الماضي احتجاجا على غياب الخدمات الأساسية، وتفشي البطالة، وعجز السلطات السياسية عن إيجاد حلول للأزمات المعيشية.
وقُتل أكثر من 250 شخصا في اشتباكات مع قوات الأمن منذ اندلاع الاحتجاجات التي تحولت إلى أسوأ اضطرابات يشهدها العراق منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
قد يهمك ايضاً :
هيئة النزاهة العراقية تستدعي مسؤولين لاتهامهم بالفساد
أرسل تعليقك