توقيت القاهرة المحلي 17:17:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البرهان تجاهل تحذيراً أميركياً خلال تنفيذ خطة الانقلاب في السودان مع ضوء أخضر روسي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - البرهان تجاهل تحذيراً أميركياً خلال تنفيذ خطة الانقلاب في السودان مع ضوء أخضر روسي

الفريق أول عبد الفتاح البرهان
الخرطوم ـ جمال إمام

كشف دبلوماسيون إنه قبل ساعات من الانقلاب الذي شهده السودان وسيطر فيه الجيش على البلاد وحل الحكومة، حذر مبعوث أميركي كبير أرفع قادة الجيش السوداني من أي خطوات ضد الإدارة المدنية التي تشرف على عملية الانتقال الديموقراطي.فقد توجه جيفري فيلتمان، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن الخاص لمنطقة القرن الإفريقي إلى الخرطوم قبل يومين فحسب من الانقلاب الذي وقع يوم الاثنين في وقت تزايدت المخاوف من اصطدام الانتقال الديموقراطي بعقبات بسبب التوتر المتزايد بين قيادات الجيش والمدنيين.وبدلا من الالتفات للتحذير كان ما نفذه الجيش هو العكس تماما إذ طبق خطة للسيطرة على السلطة قال ديبلوماسيون ومصادر رسمية سودانية إن رسمها حدث على مدار الأسابيع السابقة.

أدى الانقلاب إلى توقف مفاجئ لعملية الانتقال السياسي التي بدأت بعد انتفاضة شعبية أسفرت عن إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في 2019 وكان من المقرر أن تفضي إلى انتخابات في أواخر 2023.وبعد سفر فيلتمان، احتجز جنود بالزي العسكري أعضاء مجلس الوزراء المدني في مداهمات قبل الفجر، وذلك قبل أن يعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان حل الحكومة.
وقال دبلوماسيون واثنان من مساعدي رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إن الجيش كان يأمل حتى اللحظة الأخيرة إقناع حمدوك بعزل أعضاء مجلس الوزراء كي يمكنه تشديد قبضته على عملية الانتقال من دون استخدام القوة وفي الوقت نفسه الإبقاء عليه في منصبه. ورفض حمدوك التعاون مع الجيش.

وعكس قرار تجاهل التحذيرات الأميركية والمضي قدما في ما وصفه ديبلوماسي ومصادر سودانية مطلعة بالخطة البديلة من دون مشاركة حمدوك المخاطر التي يراها الجيش. ويقول محللون إن الجيش رأى مخاطر متنامية من استمرار الحكم المدني.وكانت الولايات المتحدة ألقت بثقلها الديبلوماسي والمالي وراء عملية الانتقال الديموقراطي.وقال ديبلوماسي تم اطلاعه على ما دار في اجتماع فيلتمان الأخير مع البرهان إن فيلتمان مارس "ضغطا كبيرا على البرهان كي لا ينفذ أي تحرك يستهدف مجلس الوزراء والعمل على التهدئة".غير أن الدبلوماسي قال إن البرهان تعرض أيضا لضغوط للتشدد مع المدنيين من فصائل في الجيش ومن نائبه في المجلس السيادي الذي يتولى توجيه الانتقال السياسي ومن قائد قوات الدعم السريع الذي يتمتع بنفوذ كبير.
وقال الديبلوماسي: "خلال الاجتماع قرروا تنفيذ الخطة البديلة. وكانت هذه الفرصة الأخيرة لإقناع حمدوك بالمشاركة".

ولم يرد الجيش السوداني على مكالمات لطلب التعليق.كما لم ترد وزارة الخارجية الأميركية على الفور على استفسارات من رويترز عن لقاءات فيلتمان في الخرطوم.وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية، للصحافيين يوم الاثنين، إن فيلتمان لم يتلق أي معلومات مبكرة عن تدخل الجيش.وأضاف: "لم يكن ذلك شيئا أبلغنا أحد به مسبقا. ومن شأننا أن نوضح غاية الوضوح التداعيات الشديدة لأي خطوة من هذا النوع".وقبل الانقلاب قالت وزارة الخارجية إن فيلتمان حث السلطات على الموافقة على موعد لنقل رئاسة المجلس السيادي من البرهان إلى شخصية مدنية والبدء في إجراء إصلاحات للقطاع الأمني.

لعب الجيش دورا أساسيا في شغل مقاعد السلطة في السودان منذ الاستقلال عام 1956 ونفذ عدة انقلابات قضت على تجارب عابرة كانت السيطرة فيها للمدنيين.فقد وصل البشير إلى السلطة في انقلاب عام 1989 وحكم السودان على مدار ثلاثة عقود أصبح السودان خلالها دولة معزولة على المستوى الدولي. واستضاف البشير أسامة بن لادن في التسعينيات وخاض حروبا على أقاليم مضطربة وُجهت له بسببها في لاهاي اتهامات بارتكاب إبادة جماعية.وبعد صراع طويل، سمح البشير للشطر الجنوبي من البلاد بالاستقلال في 2011. غير أن السلام لم يؤد إلى الرخاء. وتراجعت الإيرادات النفطية وانخفض بشدة نصيب الفرد من الناتج الاقتصادي وبحلول العام 2019 خرج مئات الآلاف معظمهم من الشبان إلى الشوارع للمطالبة برحيله. غير أن الجيش كان هو صاحب قرار عزله في نهاية الأمر.

وبمقتضى صفقة اقتسام السلطة التي أعقبت ذلك كان من المقرر أن يسلم الجيش قيادة المرحلة الانتقالية لفصائل مدنية في الشهور المقبلة.غير أن التوتر ساد الشراكة بين الجانبين على نحو متزايد بفعل مطالب بوضع الجيش تحت الإشراف المدني وتحقيق العدالة لمن سقطوا من المحتجين قتلى خلال الانتفاضة وكذلك لموافقة الحكومة على تسليم البشير وآخرين إلى المحكمة الجنائية الدولية.وجاءت زيارة فيلتمان في أعقاب التصعيد على مدار أسابيع وعلامات على تزايد الخلافات سواء بين المدنيين والعسكريين أو في صفوف الجيش نفسه.وعطلت احتجاجات نظمتها جماعة قبلية الواردات الضرورية في ميناء بورسودان المرفأ البحري الرئيسي في البلاد.وبلغت الأمور ذروتها بعد 21 أيلول عندما قالت السلطات إنها أحبطت مؤامرة انقلابية عزتها إلى فصائل عسكرية متمردة وموالين للبشير.

وفي يوم 16 تشرين الأول بدأت جماعات متمردة وأحزاب منحازة للجيش اعتصاما في الخرطوم لمطالبة الجيش بحل الحكومة. وردا على ذلك نظم معارضون لسيطرة الجيش على السلطة مظاهرات ضخمة في 21 أكتوبر تشرين الأول.وقال فولكر بيرتيس، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالسودان، إنه اجتمع مع أحد قادة الجيش من أعضاء المجلس السيادي مساء يوم الأحد وإنهما ناقشا إمكانية إجراء حوار تديره الأمم المتحدة.وقال بيرتيس للصحافيين: "أشار أيضا إلى أن الجيش قد يتحرك بالطبع... وحذرت أنا بشدة من ذلك الأمر".وقال آدم حريكة، مدير مكتب حمدوك، إن رئيس الوزراء اجتمع مع البرهان في مقر قيادة الجيش في الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد أي قبل ساعات من وضعه قيد الإقامة الجبرية.وأضاف حريكة أن حمدوك رفض حل الحكومة دون عملية سياسية. وقال "كانوا يصرون على تغيير الحكومة وعلى اتباع الحكومة لأوامرهم".

وقال البرهان للصحافيين يوم الثلثاء إنه بحث مع فيلتمان الانقسامات السياسية التي تهدد أمن البلاد وإنه عرض على حمدوك عدة خيارات لحل الأزمة.ردت الولايات المتحدة على الانقلاب بالإدانة وبقرار لتجميد صرف 700 مليون دولار مساعدات اقتصادية للسودان.كانت الولايات المتحدة ألقت بثقلها وراء الانتقال السياسي، فرفعت اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وقدمت دعما ديبلوماسيا ساعد في تخفيف أعباء ديون بمليارات الدولارات.ورغم اهتزاز العلاقات الأميركية، لا يزال بإمكان البرهان أن يعول على مساندة دول عربية حليفة للولايات المتحدة

أقام معها علاقات وثيقة. ومن هذه الدول السعودية والإمارات ومصر، التي أسعدها سقوط البشير إذ كانت تعارض ميله للحكم الإسلامي.وربما يتطلع الجيش لإقامة علاقات أوثق مع روسيا، إذ يقول ديبلوماسيون ومحللون إن الفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، أرسى علاقات بموسكو.وقال مصدران سودانيان رسميان إن العسكريين سعوا قبل الانقلاب إلى الحصول على ضوء أخضر من موسكو، وحصلوا عليه، وذلك في محاولة لحماية أنفسهم من أي عقوبات قد يفرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.وكان الكرملين رد على الانقلاب بمطالبة جميع الأطراف بإبداء ضبط النفس ودعوة السودانيين لحل الموقف بأنفسهم بأسرع ما يمكن ودون فقدان أي أرواح. لكنه لم يندد بالانقلاب.

ولم ترد وزارة الخارجية الروسية على طلب للتعليق على سياستها في ما يتعلق بالسودان.ويبدو بالفعل أن روسيا تحمي القيادات العسكرية السودانية في بيان من المحتمل صدوره عن مجلس الأمن.فقد قال دبلوماسيان مطلعان على المفاوضات الخاصة بنص البيان إن روسيا اقترحت على مجلس الأمن إبداء قلقه إزاء التطورات في السودان بدلا من إدانة الانقلاب.ولا تزال المفاوضات مستمرة حول صياغة البيان الذي يجب التوصل إليه بالتوافق.وقال جوناس هورنر من مجموعة الأزمات الدولية إن الدول الغربية التي أيدت الانتقال السياسي ستحتاج لإعادة تقييم سبل الضغط على السودان.وأضاف: "أعتقد أن هذا على الأرجح عقاب لحلفاء السودان الغربيين. فقد نحى الجيش جانبا ما كان مسلطا فوق رؤوسه في النهاية".

 قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

الجيش السوداني ينفي رصد محاولة انقلاب عسكري

رئيس مجلس السيادة السوداني يعلن عن حصيلة قتلى الجيش السوداني بـ"حرب الفشقة"

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرهان تجاهل تحذيراً أميركياً خلال تنفيذ خطة الانقلاب في السودان مع ضوء أخضر روسي البرهان تجاهل تحذيراً أميركياً خلال تنفيذ خطة الانقلاب في السودان مع ضوء أخضر روسي



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon