القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
أعربت مصادر في الأمن الإسرائيلي، الاثنين، عن مخاوفها من أن تؤدي عملية القدس البطولية الأحد بمدينة القدس المحتلة إلى انفجار الأوضاع وإشعال فتيل انتفاضة جديدة.
وتأتي هذه المخاوف الإسرائيلية، على غرار عملية الشهيد مهند الحلبي عام 2015 والتي شكلت شرارة انتفاضة جديدة.ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر أمنية إسرائيلية خشيتها من أن يشكل نجاح العملية التي نفذها الشهيد فادي أبو شخيدم أمس على مداخل الأقصى، شرارة تفجير للأوضاع في الضفة والقدس، بـ"تحريض شديد من حركة حماس".وذكرت الصحيفة أن المخاوف حاليًا تتمركز حول محاولة آخرين تقليد العملية التي قد تشكل الهامًا للكثير من الفلسطينيين "وبالتالي محاولة تكرارها ما يعني زعزعة الاستقرار الأمني بالضفة والقدس بما يخدم حماس ويعمل ضد مصالح "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية في الحفاظ على الهدوء.
ووصف محلل الشؤون الفلسطينية في الصحيفة "أليؤور ليفي" ما يجري، "بالفخ الذي تنصبه حماس، إذ تسعى لإشعال انتفاضة جديدة"، مدللاً على ذلك بمدى الفرح الذي عبرت عنه الحركة أمس بعد وقوع العملية".
وقال إن "هذا هو السلوك بالطبيعي من وجهة نظر حماس التي تسعى إلى إشعال انتفاضة جديدة بكل ما أوتيت من قوة".
وتحدث ليفي عن مساعي السلطة الأخيرة لوأد أي تململ "حماس" بالضفة الغربية، "بمكافحة جميع مظاهر الاحتفال التي يقوم بها نشطاء الحركة بعد الإفراج عن رفاقهم من السجون الإسرائيلية والحملة التي حاولت شنها على مخيم جنين قبل أيام".
ويعتقد محللان فلسطينيان أن عملية القدس التي نفذها القيادي في حركة حماس فادي أبو شخيدم شكلت ضربة مؤلمة لأجهزة الاحتلال الإسرائيلي وأربكت منظومته الأمنية المستنفرة، ونقلة نوعية في مسار العمليات الفردية.
ويتّفق المحللان في حديثين منفصلين على أن تنفيذ العملية من قائد في "حماس" من الممكن أن يشكل قدوة لمزيد من هذه العمليات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
ويشيرا إلى أن ما كشفته الصور والفيديوهات التي وثقت صراخ جنود الاحتلال وهلعهم وهروبهم وأصوات الرصاص التي رافقت العملية أذهلت الاحتلال وأجهزته الأمنية.
الكاتب والمحلل بالشأن الفلسطيني إياد القرا يرى في عملية القدس تحولًا مهمًا في سياق العمليات الفردية كونها نفذت بالسلاح وحدثت في محيط المسجد الأقصى، و"تؤشر على تخطيط وترتيب من قبل المنفذ".
ويوضح القرا أن شخصية المنفذ كخطيب وإمام وداعية معروف كقيادي في حركة "حماس" وأحد وجهاء القدس المحتلة، من الممكن أن يؤثر على تلاميذه ومحيطه، و"بالتالي يمكن أن هذا الفعل سيشكل قدوة".
ويشير إلى أن العملية أتت كتتويج لعمليات دعس وطعن بالمدينة المحتلة، وبعد ثلاثة أيام من عملية طعن لجندي ومجندة إسرائيليين بشارع حجاي قرب مدرسة "عطروت هكوناهيم" في البلدة القديمة بالقدس، واستشهد خلالها المنفذ.
ويعتبر القرا أن هذه العملية امتدادًا لمعركة "سيف القدس"، والتي ارتبطت بالرد على تغولات الاحتلال ومستوطنيه في القدس والمسجد الأقصى.
ويقول: "حماس تبنت ضمنيًا العملية بتبني منفذها كأحد قادتها، وواضح أنها لديها حرفية عالية بإدارة المواجهة والصراع مع الاحتلال بتهيئة وبناء بيئة حاضنة للمقاومة".
وحول تداعيات العملية، يؤكد الكاتب أنها ستشكل قدوة بعد نجاحها بإيقاع خسائر بين جنود الاحتلال من حيث تبدل أدوات العمليات ورفع سقفها، وستشجع للمزيد منها، "وشاهدنا هتافات مؤيدة للمقاومة وقائدها بالضفة والقدس".
ويشدد على أن العملية وجهت ضربة لأجهزة أمن الاحتلال المستنفرة دائمًا والتي تدعي استعدادها لمثل هذه العمليات
ووفق القرا، فإنها وجهت ضربة للسلطة الفلسطينية التي لا تسيطر على القدس وتمارس التنسيق والتعاون الأمني ورفعت من أسهم حماس وفصائل المقاومة، وأثبتت صحة طرحها ومسارها بالرد على تغولات وظلم الاحتلال ومستوطنيه".
وتوقع أن هذه العمليات ستدفع السلطة والاحتلال لمحاولة ردع مسيرة المقاومة في الضفة الغربية المحتلة والقدس تخوفًا من تعاظم حماس والمقاومة.
الكاتب والمحلل بالشأن العسكري رامي أبو زبيدة يقول إن هناك تخوفًا إسرائيليًا من تقليد عملية القدس، خاصة أنها حصلت بالسلاح وبمحيط المسجد الأقصى وعلى يد قيادي من حركة حماس.
ويشير أبو زبيدة إلى أن القيادة السياسية والأمنية لدى الاحتلال تتخوف من صعود نجم المقاومة وهبوط أسهم السلطة بالضفة الغربية والقدس، وتأثيرها على تصاعد العمليات الفردية المسلحة.
وينوّه إلى أن سياسة هدم المنازل بالضفة والقدس والاقتحامات والتنكيل بالفلسطينيين من الاحتلال ومستوطنيه ستدفع بمزيد من هذه العمليات.
ويؤكد أبو زبيدة أن سياسة القمع بالحديد والنار لن تجدي أمام الظلم والقهر الذي يشعر به المواطن في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
يأتي ذلك في وقت قال فيه الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس المحتلة محمد حمادة إن عملية الشيخ فادي أبو شخيدم هي باكورة عمليات ستتزايد، ولن تتواصل عربدة المستوطنين التي هيأتها اتفاقيات التنسيق الأمني.
ويؤكد أنه "ليس غريباً على الاحتلال ممارسة العربدة على الفلسطينيين، وقبضة التنسيق الأمني على المقاومة وعملياتها زادت من عربدة الاحتلال ومستوطنيه، ونعد الاحتلال بأن العمليات ستستمر وهي وحدها كفيلة بقلب الطاولة فوق رؤوس المحتلين، وكتائب القسام والمقاومة حامية لشعبها وأمينة على المشروع المقاوم".
وارتقى أبو شخيدم الأحد شهيدًا، عقب قتل جندي إسرائيلي وإصابة 4 أحدهم بحال الخطر بعملية إطلاق نار قرب باب السلسلة في محيط الأقصى، فيما تبنته حماس وكشفت أنه أحد قادتها في القدس.
واجتاح الفرح بتنفيذ العملية مواقع التواصل الاجتماعي، وباركتها فصائل المقاومة التي أكدت أنها رد طبيعي على تصاعد إرهاب جنود الاحتلال ومستوطنيه.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
خطوات غير مسبوقة لتهويد المسجد الأقصى وتغيير قداسته الإسلامية
22 إصابة بقمع الاحتلال الاسرائيلي مسيرات رافضة للاستيطان في نابلس
أرسل تعليقك