دمشق - جورج الشامي
وجه السوريون في جمعة "خطوطكم الحمراء يقتل السوريين" رسالة إلى العالم أجمع، وخصوصا إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، أكدوا فيها أن الصمت والخطوط الحمراء الوهمية باتت تساهم في قتل المزيد من السوريين، وسط تخاذل دولي وعجز عن اتخاذ أي خطوة عمليه لإيقاف القتل الوحشي الذي يقوم به نظام الرئيس بشار الأسد بحق الشعب السوري الثائر، فيما اتهمت المعارضة تورط ضباط إيرانيين وعناصر "حزب الله" في
معارك بالبلاد.
وأعرب الثوار في أغلب أنحاء سورية عن غضبهم من قصف الجسر المعلق في دير الزور، والذي اعتبروه رمزاً إلى طريق الشهداء إلى الجنة، مستغربين من قتلهم على يد من لجأ إلى سورية في حرب تموز/يوليو.
ورصدت لجان التنسيق المحلية في سورية خروج 236مظاهرة في مختلف المدن والمناطق السورية، عبر خلالها الثوارعن غضبهم من قصف الجسر المعلق في دير الزور.
وشهدت مدينة دير الزور أكبر المظاهرات، للأسبوع الثالث على التوالي وخرج المتظاهرون من 54 نقطة، واقسموا على إعادة بناء الجسر المعلق، ما داموا مستمرين في ثورتهم لنيل الحرية، تلتها أدلب بخروج مظاهرات في 47 نقطة، هتف فيها المتظاهرون لأهالي شهداء مجزره البيضا في بانياس.
وفي دمشق وريفها خرجت 38 مظاهرة، تساءل من خلالها الثوار عن حدود خطوط أوباما الحمراء، أما حلب فاجتاحت المظاهرات 31 نقطة، أكد فيها الثوار على الحرية والكرامة.
وفي حماة خرجت 29مظاهرة أكدت أنهم من يصنعون القرار وليس أي احد آخر، أما في الرقة فقد خرج المتظاهرون في 17مظاهرة، حيا فيها المتظاهرون بعض من ألوية الجيش الحر التي ما زالت تعمل ضمن أخلاق الثورة، وفي درعا خرجت 11 مظاهرة تساءل من خلالها الثوار عن الحكومة الانتقالية برئاسة السيد هيتو.
أما حمص فخرجت 5 مظاهرات، أعربوا فيها عن سخريتهم من خطاب حسن نصر الله الأخير، أما الحسكة فخرجت 4 مظاهرات تضامنا مع جميع المدن السورية المنكوبة.
وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سورية، أن حصيلة قتلى الجمعة، بلغت 139 شهيداً، بينهم أطفال وسيدات عدة، منهم 37 في دمشق وريفها، و35 في بانياس معظمهم قضوا إعداماً ميدانياً، و22 في حلب، و15 في حمص، و13 في حماه، و7 في درعا، و3 في دير الزور، و4 في أدلب، وشخصين في اللاذقية، وأخر في الحسكة.
ورصدت اللجنة ارتكاب قوات النظام، مجزرة راح ضحيتها أكثر من 200 شهيد في بانياس ذبحا بالسكاكين وحرقاً والعدد الكامل مجهول حتى اللحظة، وذلك في حي رأس النيع.
وأشارت اللجنة إلى رصدها 424 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية، حيث قام الطيران الحربي بقصف 30 نقطة، بواسطة البراميل المتفجرة، في كل من الباب، الرقة، رنكوس وخربه غزالة، وقصفت بالصواريخ أرض أرض سقطت على خان الشيح والميادين، أما براجمات الصواريخ فقد سجل في 97 نقطة والقصف بقذائف المدفعية في166 نقطة والقصف بقذائف الهاون في 123 نقطة في مناطق مختلفة من سورية.
فيما اشتبك الجيش الحر مع قوات النظام في 118 نقطة، قام من خلالها في أدلب، بتدمير برج المراقبة في مطار أبو الظهور العسكري، وفي حماه استهدف كتيبة زور السوس وحاجز المغير بقذائف هاون ومدفعية، وفي دير الزور استهدف الحر المطار العسكري بصواريخ محلية الصنع، وقصف كتيبة الصواريخ التي تعد خاصرة مطار دير الزور.
أما في اللاذقية قصف الجيش الحر مطار حميحم العسكري بعدة قذائف، ومنطقة الصفصافه التي تعد مركز شبيحة النظام، وبقذائف الهاون اللواء 93 في الرقة، وفي دمشق وريفها سيطر على حاجز عديسة ودمر شيلكا وعربه ، وقام باستهداف مستشفى الشرطة العسكرية في حرستا بمدفع 82 وحقق إصابات مباشرة، وقام باقتحام مركز صيدنايا المطل على سجن صيدنايا وسيطر على ما يحتوي من أسلحة وذخيرة وقتل أكثر من سبعة جنود من قوات النظام وأكثر من ثلاثين جريح أثناء هجومهم على مرصد الرادار، وقصف بقذائف الهاون إدارة الدفاع الجوي في المليح بريف دمشق، ودمر عدة آليات ومدرعات تابعه لقوات النظام في مدن وبلدات من سوريا.
ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيان له على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، "وقوع أحداث ترقى إلى جريمة إبادة جماعية في قرية البيضا"، مشيرًا إلى أن "القوات الحكومية مسؤولة بشكل مباشر عما جرى"، معتبرًا أن "هذه الجريمة تستدعي تدخلاً عاجلاً من مجلس الأمن"، مطالبًا "الجامعة العربية والأمم المتحدة بالتحرك السريع لإنقاذ المدنيين في بانياس، وغيرها من محافظات سورية".
وقال رئيس المجلس الثوري في بانياس، أنس عيروط، في حديث له، "إن الجيش السوري قصف قرية البيضا، بالمدفعية وقذائف الهاون، منذ صباح الجمعة، تمهيدًا لدخول (الشبيحة) إلى القرية، قبل إعدام نحو 200 شخص، بينهم عائلات بأكملها، وإحراق جثثهم، حيث تنفذ القوات الحكومية حملة مداهمات واعتقالات، في الأحياء الجنوبية من مدينة بانياس، التي يقطنها مواطنون مسلمون سنة، والتي سمع فيها صوت إطلاق رصاص"، فيما أعرب المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مخاوفه من أن ينفذ الجيش السوري مجزرة طائفية، في هذه الأحياء، استكمالاً للمجزرة الطائفية، التي ارتكبها مدعمة بـ"شبيحة" من الطائفة العلوية، الخميس، في قرية البيضا.
يأتي ذلك وسط، تأكيد المعارضة تورط ضباط إيرانيين وعناصر "حزب الله" في معارك حمص
وأكد مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، في تصريح صحافي، أن "ضباطًا إيرانيين، وعناصر من (حزب الله)، يديرون غرفة العمليات في معارك حمص، ويشرفون على عمليات الجيش في المدينة، لاسيما معارك الشوارع"، مشددًا على "ضلوع الضباط الإيرانيين، وعناصر (حزب الله)، مدعومة بعناصر (قوات الدفاع الوطني)، في السيطرة على أجزاء كبيرة من حي وادي السايح، الأمر الذي سيسمح للجيش الحكومي بعزل أحياء حمص القديمة المحاصرة، عن حي الخالدية المحاصر"، محذرًا من "وقوع مجازر في حق أبناء الطائفة السنية، الذين يقطنون المناطق المحاصرة، فيما لو تمكن الجيش السوري من اقتحامها".
واعتبرت مصادر دبلوماسية أوروبية، أن تورط "حزب الله" في سورية قد يضعه على قائمة "الإرهاب"، وأضافت أن "المواقف الأخيرة للأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله، وثبوت ضلوع عناصره في المعارك في سورية، من شأنهما إضعاف حجة الدول، التي رفضت حتى الآن الاستجابة للضغوط، التي تدفع في اتجاه إدراج الحزب على قائمة المنظمات الإرهابية"، لافتة إلى أنه "سيكون من الصعوبة الاستمرار في الدفاع عن الموقف الرافض لحجة أن (حزب الله) كيان سياسي لبناني، وأحد عناصر الاستقرار في هذا البلد، عندما تكون ميليشياته تتدخل في الحرب الدائرة في سورية، وتهدد بالتدخل أكثر فأكثر".
أرسل تعليقك