في أول إطلاق نار عبر الحدود اللبنانية الاسرائيلية منذ انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر) لعناصر حزب الله، اندلع قصف متبادل ضمن قواعد الاشتباك المتعارف عليها على حدود جنوبي لبنان، بين حزب الله وإسرائيل.
وأطلق حزب الله رشقة صاروخية على مستوطنة كريات شمونة ومستوطنات محيطة.
وقال مراسلون إ ن غارة إسرائيلية شنت على بلدة الجبين جنوبي لبنان، بالإضافة إلى غارة أخرى على بلدة شمع.
و قال حزب الله إنه هاجم مواقع للمدفعية الإسرائيلية بصواريخ، كما انفجرت طائرة مسيرة في الجليل الغربي بإسرائيل.
ومنذ الأسابيع الأولى للتصعيد، طلب حزب الله من عناصره الكف عن استخدام الهواتف الجوالة لتفادي أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من تحديد موقعهم.
يشار أن الانفجارات المتزامنة لمئات من أجهزة اتصال يستخدمها عناصر في حزب الله الذي نسب الهجوم إلى إسرائيل، تشكل ضربة قوية لنظام الاتصالات الخاص به قد تؤثر على أدائه في أي حرب مقبلة مع إسرائيل، كما يرى محللون.
ويستخدم أعضاء حزب الله من مقاتلين وطواقم صحية وإدارية، نظام "بيجر" للتواصل، وهي أجهزة استدعاء لاسلكية، بديلا من الهواتف الجوالة بسبب اختراق إسرائيل لشبكة الاتصالات في لبنان .
فيما لا يزال لبنان وحزب الله تحت أثر صدمة الخرق الأمني غير المسبوق الذي تعرض له، وأدى إلى تفجر آلاف أجهزة النداء اللاسلكي البيجر بشكل متزامن مخلفة نحو 3000 مصاب، تكشفت تفاصيل جديدة.
فبينما بدأ حزب الله تحقيقاته لمعرفة الثغرة التي أدت إلى هذا الخرق، كشف مقربون منه أن الشحنة الجديدة من أجهزة البيجر طراز "إيه آر 924" التي تلقاها من شركة تايوانية، وصلت منذ أشهر قليلة، ووزعت على عناصر وقياديين ومرافقي مسؤولين في الحزب.
لكن منذ تسلمها اشتكى حاملوها من ثغرة في البطارية، مؤكدين أنها تنفد بسرعة كبيرة، و أنها لا تتلقى رسالتين في الوقت نفسه
و نوى إعادتها
كما بينت مصادر أخرى أن حزب الله كان ينوي التواصل مع الشركة الأم لإعادة الشحنة أو استبدالها بأجهزة أخرى، لكن انفجارها كان أسرع.
وحتى الآن، توصلت تحقيقات الحزب الداخلية إلى أن أجهزة البيجرز كانت تحتوي على مادة متفجرة موزعة على هيكلها، ولم تلتقطها أجهزة المسح scanners الخاصة به
كما أظهرت التحريات أن هذه المادة تحولت إلى مادة متفجرة في لحظة إرسال إشارات إلى البطارية، ما أدى إلى انفجارها، وفق المصادر.
إلى ذلك، أوضح المقربون من حزب الله أن توقيت التنفيذ ارتبط بمعرفة إسرائيل أن شكوكا ما داخل الحزب بدأت تدور حول اختراق تلك الأجهزة.
5
و كشف مصدر أمني لبناني كبير اليوم الأربعاء، أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع متفجرات داخل خمسة آلاف جهاز اتصال لاسلكي (بيجر) استوردها الحزب المدعوم إيرانياً قبل أشهر من تفجيرات أمس الثلاثاء. وذكر المصدر الأمني أن أجهزة البيجر من إنتاج شركة غولد أبوللو ومقرها تايوان، علماً أن تلك الشركة أوضحت في وقت سابق أن الأجهزة التي تفجرت من إنتاج شركة بي.أيه.سي في العاصمة المجرية بودابست، التي لديها ترخيص باستخدام علامتها التجارية.
عدة أشهر
كما أوضحت عدة مصادر أن المخطط استغرق تحضيره على ما يبدو عدة أشهر. وقال المصدر الأمني الكبير إن حزب الله طلب خمسة آلاف جهاز اتصال من إنتاج شركة غولد أبوللو، وصلت إلى البلاد في وقت سابق من هذا العام.
لكنه لفت إلى أن تلك الأجهزة تم تعديلها "في مرحلة الإنتاج" من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي. وأضاف أن "الموساد قام بوضع لوحة داخل البيجر تحوي مادة متفجرة تتلقى شفرة من الصعب جدا اكتشافها بأية وسيلة، حتى باستخدام أي جهاز أو ماسح ضوئي".
يشار أن زعيم حزب الله كان وجه منذ فبراير الماضي بعد عدة اغتيالات طالت قادة في صفوفه إلى التخلي بشكل تام عن الهواتف النقالة (الموبايل) وأي اتصالات تكنولوجية أخرى، بل رميها في سلة المهملات ودفنها، لاسيما أنها تشكل وسيلة ناجعة لتعقب عناصره.
وبدلا من الهواتف المحمولة، اختار الحزب توزيع أجهزة البيجر على أعضائه عبر فروعه المختلفة من المقاتلين إلى المسعفين العاملين في خدمات الإغاثة، إلى أن تعرض لهذا الخرق الذي وصف بغير المسبوق أمس.
قد يهمك أيضــــاً:
تفجيرات مجدداً تحصد 14 قتيلا و جرحى كثر و تل أبيب تستعد للحرب مع لبنان والحزب يهدّد بالرّد
حزب الله يعلن قصف مقرا سريا في موقع حبوشيت الإسرائيلي بصواريخ كاتيوشا
أرسل تعليقك