باريس ـ مارينا منصف
أودع دبلوماسيون فرنسيون في مالي الجمل الذي تلقاه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من المسؤولين في شمال مالي لدي عائلة محلية في مدينة تيمبوكتو لرعايته بدلا من نقله إلى فرنسا، إلا أن العائلة قامت بذبحه وطهية، وقد تسبب ذلك في حرج بالغ للمسؤولين في مالي؛ ما دفعهم إلى الإعلان بأنهم بصدد إرسال جمل جديد إلى باريس. ونسبت وكالة أنباء رويترز إلى أحد المسؤولين في شمال مالي قوله، إنهم عندما سمعوا بالأمر تقرر استبدال ذلك الجمل بجمل "أكبر وأجمل"، مشيرًا إلى
أن الجمل الجديد سوف يتم إرساله إلى باريس، وأضاف " لقد شعرنا بالخجل والخزي لما حدث للجمل الذي كان هدية والذي لم يكن يستحق هذا المصير الذي لاقاه". ولم يصدر عن قصر الإليزيه أي تعليق حول هذه الرواية. والواقع أن عملية نقل الجمل إلى إحدى حدائق الحيوان الفرنسية الذي أشار إليه المسؤولين في مالي ، مكلفة جدًا، وكان الرئيس الفرنسي قد تلقى الجمل كهدية تعبيرا عن الامتنان لقراره بإرسال قوات فرنسية لصد تقدم المقاتلين الإسلاميين المتطرفين وطردهم من المناطق الشمالية في البلاد، وعلق الرئيس الفرنسي آنذاك على تلك الهدية بقوله على سبيل الدعابة أنه سوف يصحبه إلى منزله وأنه سوف يستخدمه لتجنب معاناة أزمة المرور في شوارع باريس. و أوصى الدبلوماسيون الفرنسيون آنذاك بالاحتفاظ بالجمل لدى إحدى العائلات المحلية للعناية به في ضوء الصعوبات اللوجستية التي تعترض نقله إلى باريس وقد وافق هولاند على ذلك، وتردد في بداية الأمر أن الجمل الأول قد سرق من منزل العائلة التي كانت في حماية القوات الفرنسية ، ولكن الرئيس هولاند علم من وزير دفاعه خلال الاجتماع الأخير للحكومة الفرنسية أن مصادر استخباراتية أكدت بأن الجمل تم ذبحه وطهيه. وعلى صعيد آخر قامت القوات الفرنسية هذا الأسبوع بشن أكبر عملية عسكرية منذ قيامها بطرد المتمردين المنتمين لتنظيم القاعدة الذين كانوا يسيطرون على المنطقة الشمالية في مالي ، حيث قام قرابة ألف جندي تدعمهم المروحيات والطائرات المقاتلة بشن هجوم شمال مدينة غاو بحثا عن بقايا المتمردين، وأطلق على هذه العملية اسم غوستاف. وأعلن هولاند أن انسحاب القوات الفرنسية سوف يبدأ بعد الانتهاء من عملية غوستافـ، ومن المنتظر أن تتولى القوة الأفريقية مقاليد الأمور الأمنية من القوات الفرنسية بعد انسحابها، ويتم الآن تدريب الجيش المالي ويشارك في تدريبه جنود من بريطانيا لتمكينه من القيام بإعداد تشكيلات وشن هجمات مضادة.
أرسل تعليقك