القاهرة ـ أكرم علي
يَحتفل المصريون الإثنين المقبل بعيد "شم النسيم"، الذي يعتبر واحدًا من أهم أعياد مصر الفرعونية، حيث يخرج فيه المواطنون إلى المتنزهات العامة يتناولون خلالها البيض الملون والفسيخ " السمك المملح"، وسط حالة من الترقب والقلق بسبب تسمم الفسيخ خلال السنوات الأخيرة الذي يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.وترجع بداية الإحتفال بعيد شم النسيم إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام، أي نحو منذ عام "2700 ق.م"، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الفرعونية
الثالثة.
وعادة ما يتحول الإحتفال بعيد شم النسيم إلى مهرجان شعبي، تعلوه حالة المرح والرقص والطرب في الحدائق والمتنزهات، العامة وفي فترة إستراحتهم يتناولون البيض الملون، والأسماك المملحة مثل الفسيخ والرنجة، علاوة على تناول البصل الأخضر والخس.
وترتبط هذه الأطعمة بمدلول الإحتفال بذلك اليوم عند الفراعنة بما يمثله عندهم من الخَلق والخَصب والحياة، فالبيض يرمز إلى خلق الحياة من الجماد، أما الفسيخ فقد ظهر بين الأطعمة التقليدية عند الاحتفال بالعيد المذكور في عهد الأسرة الفرعونية الخامسة، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ.
ورغم هذه المناسبة السعيدة إلا أنها مع كل عام تحدث بعض الوقائع التي تؤدي إلى تعكيرها، بسبب تناول الفسيخ الذي ربما يكون مسمما، ويؤدي إلى الوفاة.
وفي السياق نفسه دعت وزارة الصحة المصرية المواطنين المصريين الإمتناع نهائياً عن تناول الفسيخ، وبررت ذلك بأنه يمثل خطرا داهما على صحتهم.
وأوضحت الوزارة أن طريقة تحضير الفسيخ غالباً ما تكون غير آمنة، من الناحية الصحية، لقلة إستخدام الملح فيها ، او إستخدام الأسماك النافقة الطافية على سطح الماء، التى تكون قد تحللت وانبعثت منها رائحة كريهة، ثم يضاف إليها بعد ذلك قليل من الملح، ويتم بيعها على أنها فسيخ بعد 3 أو 4 أيام.
وأوضحت الوزارة، فى بيان صحافي لها، أن الخطر الذي يمثله تناول هذا النوع من الفسيخ قد يصل إلى الشلل التام أو الوفاة.
وناشدت الوزارة المواطنين التوجه إلى أقرب مستشفى أو اي مستوصف عند ظهور أى أعراض مرضية خلال "24 ساعة" من تناول الفسيخ، حفظا على الحياة، حيث يتم إعطاء المصاب المصل المضاد للسم، وهو العلاج الوحيد له والمصرح به، ويتم عن طريق الحقن الوريدي ليتعادل مع جزيئات السم الذي يؤثر على الجهاز العصبي للإنسان.
وأوضحت الوزارة أن الأعراض الأولى للتسمم تظهر خلال من 8 – 12 ساعة من تناول الفسيخ الملوث، وهى زغللة فى العين وإزدواجية فى الرؤية وجفاف بالحلق وصعوبة فى البلع وضعف بالعضلات، تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا، وتنتقل إلى باقي الجسم وضيق بالتنفس وفشل فى وظائف التنفس من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة.
وذكرت الوزارة أن السموم الموجودة فى الفسيخ لا يبطل مفعولها وتأثيرها على الإنسان، إلا إذا تعرض الفسيخ إلى درجة حرارة 100 درجة مئوية لمدة عشر دقائق، مثل القلي فى الزيت.
في السياق ذاته أعلن وزير التموين المصري باسم عودة بأن كل المحافظات التى طلبت كميات إضافية من السلع وخاصة الخبز بمناسبة شم النسيم تمت الموافقة عليها مباشرة.
وأشار عودة إلى أن قطاع الرقابة الداخلية بالوزارة سيقوم بتشديد الرقابة على الأسواق وعلى السلع وسيتم إتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين، لافتا الى ان الوزارة شكلت غرفة عمليات لتلقي شكاوى المواطنين.
ونوه عوده الى ان جميع مفتشي الوزارة سيعملون بشكل مستمر يوم شم النسيم للتأكد من الرقابة الصارمة على السلع والمنتجات منعا لأي أحداث تؤدي إلى إصابة المواطنين .
يذكر أن التسمم الناتج عن أكل الفسيخ الملوث قد حدث بصورة وبائية فى شم نسيم عام 1991، وأصاب 90 حالة ووفاة 18 شخصا، ، وفى عام 2007 حدثت 49 حالة منهم 9 وفيات، أما عام 2008 فقد اُصيب 26 منها 4 وفيات، وتكررت الاصابات وحالات الوفاة فى السنوات اللاحقة لكن لم تحدث اي حالات وفاة خلال عامي 2011 و2012.
أرسل تعليقك