القاهرة ـ علي رجب
إتهم مؤسس جماعة "الجهاد" في مصر الشيخ نبيل نعيم، جماعة "الإخوان" بأنها تقوم "بتنفيذ رؤيتها في السيطرة على جميع مفاصل الدولة من منصب الخفير إلى منصب الرئيس" ، معتبرا أن مكتب الإرشاد كان لديه اليد الطولي في التغيير الوزاري الاخير.وأضاف الشيخ نبيل نعيم في حديث إلى "العرب اليوم" أن هدف "الاخوان" المقبل هو المجالس المحلية والبرلمان إذ أن "الاخوان" يؤمنون بديمقراطية المرة الواحدة، اي الفرصة الواحدة التي توصلهم
إلى الحكم ثم تصبح الديمقراطية "كفرا ورجسا من عمل الشيطان" على حد قوله.وقال" كوني رجل إسلامي، وقضيت حوالى 26 سنة مع الإخوان في السجون، أعرف عنهم الكثير، وهم يستخدمون قاعدة التمكين، وعقيدتهم هي "ديمقراطية المرة الواحدة" في الوصول إلى الحكم، و"بعد كده بح.. مفيش ديمقراطية"، والدليل على ذلك الغطرسة والاستعلاء الذي نراه الآن في حكمهم."
واوضح قائلا "الإخوان يعيشون معنا اليوم بمبدأ "اللامنطق.. اللاعقل.. اللاقانون"، وأسلوبهم فى إدارة أى صراع هو المغالبة والإساءة وفرض الرأى، وكويس إنهم عملوا كده لأنه نبّه الناس إلى خطورة هذه التيارات"،متوقعا فشل الإخوان في الحكم قائلا" حكمهم فاشل، أدخل البلاد في نفق مظلم؛ لأنهم يأكلون الدنيا بالدين، ومعروف أنه سيكون حكمًا دكتاتوريًّا، ويكفي أن مقراتهم حرقت بعد 5 أشهر، في حين أن النظام الذي قامت ضده ثورة يناير، حرقت مقراته بعد 30 عامًا، وهذا سخط من الناس؛ لأنهم لن يحرقوا المقرات للتدفئة بخشبها ولكن الإخوان لن يتكرر لهم الحكم بسهولة بل سوف تشهد مصر المزيد من الدماء."
ووصف نعيم إصرار حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان على تمرير السلطة القانونية لصالحه ،"بالغباء السياسي؛ لأن القضاة هم النخبة الوحيدة التي يثق فيها الناس، فكيف يهدم هذه الثقة؟" معتبرا أن الإخوان يريدون التوغل في الدولة كالعروق في الجسد؛ كي لا تستطيع التخلص منها" .
وقال " حقيقة الأمر أن الرئيس يريد إدخال القضاء في بيت الطاعة الإخواني، وبعدها يأتي دور الإعلام، مؤكدا على أن القانون سوف يُعطل، وسيأخذ إجازة في دولة الإخوان، وسيستخدمون نظام الاستقواء، وهذا أسلوب خاطئ، وسيقصر من عمر الحاكم".
وبشأن الاوضاع في سيناء ونشاط الجهادين قال مؤسس تنظيم الجهاد " أنا أعرف "التكفيريين" في سيناء، ومنهم تلاميذ لي؛ لأنهم في الأساس جهاديون، مع دكتور يدعى خالد كمال، طبيب أسنان، ودعوتهم للسفر إلى أفغانستان، ولم يستجيبوا وقالو إننا سنعمل على محاربة اليهود، وبيننا ثأر قديم، وقاموا بتنفيذ تفجيرات دهب وطابا، وضُبطوا، ومنهم من قُتل، وألقوا في السجون مع مجموعة "الشوقيين" التابعين لشوقي الشيخ، ابن عمدة من الفيوم، كان يكفّر الحجر والشجر، فاعتنقوا الفكر التكفيري، وقامت الثورة وهربوا جميعًا، أما عن انتشارهم في عهد الرئيس الإسلامي فهم يكفّرون الجميع، وستحدث عمليات في القريب العاجل؛ لأنهم يرفضون فكرة الاستفتاء تمامًا"
وأعرب عن الإعتقاد "أن الجيش مسيطر بالفعل للحد من نشاط هذه الجماعات، لكن ليس له اليد المطلقة، إذ يتم تحجيمه من جانب الرئاسة التي تبعث برجالها للتصالح مع بعض الجماعات في سيناء، في الوقت الذي لا يتفاوض فيه الجيش مع إرهابيين.
وعن ما وصف ببيع أجزاء من سيناء الى حركة حماس لانشاء الوطن البديل أوضح نعيم "سيناء ليست عزبة الإخوان، والمصريون لن يسمحوا له بذلك، والكارثة والخطر الأكبر في الموافقة على الجنسية؛ لأن ذلك سيعطيهم شكلًا قانونيًّا للتمليك، وهذا تحايل على الشعب، ويتسبب في ضياع الهوية الفلسطينية، في حين أن الدول العربية تمنع الجنسية عن الفلسطينيين، حفاظًا على هويتهم، لكن الإخوان لا يهمهم القدس ولا فلسطين، وهم يقدمون خدمة مجانية لإسرائيل."
وذكر أن "علاقة الاخوان باميركا قوية ومتنيه منذ عهد المرشد السابق الدكتور ابراهيم الهضيبي وفقا لقول عصام العريان إنهم كانوا يلتقون مع السفير الأمريكي في مقر التوفيقية عام 1991 بصفة دورية، وعلمت من مصادري أنهم كانوا يطرحون أنفسهم بديلاً للحكم في مصر، وأعتقد أيضًا أن القضية التي دخل فيها عصام العريان السجن كانت التخابر لصالح الأميركان، ومرسي رجل يخدم مصالحهم في المنطقة، ولا يمكن أن يقف أوباما مع مرسي إذا قامت ثورة، وإلا كان وقف مع مبارك، ولا يمكن أن يساندهم إلا في حالتين؛ الأولى عدم وجود ثورة، والثانية عدم وجود بديل"
وإسترسل قائلا " إن الدليل على أن الأمريكان ساعدوا الإخوان في الوصول للحكم، هو أن هيلاري كلينتون أتت إلى المشير طنطاوي وطلبت منه أن يكون الرئيس كامل الصلاحيات، وقد سألت أحد المقربين من الحكم الأمريكي كيف لكم أن تساعدوا الإخوان للوصول لحكم مصر؟ فقال لي إنه رأى صورة كاريكاتورية في أمريكا ،عبارة عن كرسي كبير مكتوب عليه "الإخوان"، وآخر بثلاثة أرجل مكتوب عليه "السلفيون"، وكراسي أخرى صغيرة، وصورة لأمريكا على هيئة امرأة سمينة تسأل أين ستجلس، فاختاروا الإخوان، لأنهم لا يعرفون الديمقراطية إلا بعد المصالح"
وبخصوص حقيقة الشيخ ياسر برهامي باعداد تنظيم دولي من السلفيين قال الشيخ نبيل نعيم،مؤسس جماعة الجهاد في مصر "بالفعل الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية يؤسس لتنظيم سلفي ليطرح نفسه بديلاً عن الإخوان، و"دي مش أول مرة"؛ لأنه كان دائمًا في تصريحاته يطمئن الأميركان وإسرائيل، وسُجن من قبل بسبب السعي في تنظيم بدون ترخيص، ولا يمكن له أن يطمئن بالعمل مع الإخوان؛ لأنه سبق له أن طُرد من قبل الإخوان من مسجده في الإسكندرية، و"أكل علقة تمام، وطول عمر السلفيين في بيت الطاعة للرئيس".
وعن رأيه في المعارضة وخاصة الدكتور محمد البرادعي مؤسس حزب "الدستور" قال "مؤسس جماعة الجهاد "إن فكر البرادعي خطر على المصريين، وهو ليبرالي متطرف، وضَيَع فرصة عمره في ترشحه لرئاسة الجمهورية أمام مرسي وشفيق، وهو فاشل، وحزب "الدستور" الذي اسسه لن يدوم طويلا ".
وعن الصراع بين "الاخوان" والجيش أوضح الشيخ نبيل نعيم " أود أن أقول إن الجيش سيدفع ثمن سكوته فادحا على ما يحدث في مصر حاليا، وسيندم في وقت لا ينفع الندم. لأنني من واقع خبرتي بالعمل في تنظيمات سرية أعرف أن هذه التنظيمات سهل جدا اختراقها، فإن لم يتحرك الجيش، وينقذ مصر، فسيدفع الثمن غاليا، وستدفع مصر الثمن أيضا جراء هذا، وليس أمام الجيش خيار إلا أن ينحاز إلى الشعب، إذا قرر الشعب التحرك لإسقاط حكم الإخوان، لأن عقيدة الجيش الانتماء للشعب، وليس للرئاسة".
وأكد الشيخ نبيل نعيم،أن "العاصم من القواصم لأهل مصر الآن هو الجيش، وهم يعرفون ذلك تماماً، ولا أعتقد أن الإخوان "هيسيبوه فى حاله" ، وأظن أن قادة الجيش على علم جيد بهذا الأمر، فبدون الجيش ستكون حرب أهلية بلا تردد، لهذا أطالب الشعب المصرى كله بالإلتفاف حول الجيش، ولو إنهار الجيش ستصبح مصر مثل الصومال، سنتحول إلى الفوضى العارمة وسنقاتل بعضنا البعض وسيصبح كل شخص مسؤولاً عن حماية نفسه ولا دولة تحميه، وهذا ما يحدث هناك الآن، فالمؤسسة العسكرية هى صمام الأمان الوحيد للمصريين اليوم، لكن الحالة النفسية للمصريين فى الدخول فى معترك الصراع الأهلى أصبحت مهيأة تماماً، فالحرب أولها الكلام والشحن وهو ما نعيشه، وأعتقد أن الجيش يتحسس طريقه الآن فى انتظار الضوء الأخضر فى اللحظة المناسبة."
أرسل تعليقك