باريس ـ مارينا منصف
توصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الإثنين، إلى اتفاق على خفض التصعيد في أزمة المهاجرين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا.وأعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان توصل ماكرون وبوتين إلى هذا الاتفاق خلال اتصال هاتفي.فيما أعرب الرئيس الفرنسي لنظيره الروسي عن "قلق" فرنسا البالغ وعن عزمها "الدفاع عن وحدة أراضي أوكرانيا"، ردا على نشر قوات روسية عند الحدود الأوكرانية.وخلال الاتصال بين الرئيسين الذي دام ساعة و45 دقيقة، اكتفى بوتين، وفق بيان قصر الإليزيه، بتكرار موقف بلاده التي تحمل السلطات الأوكرانية مسؤولية تعثر المفاوضات بين الجانبين.وبحسب المصدر، قال بوتين للرئيس الفرنسي إنه يتفهم الحاجة لإنهاء أزمة المهاجرين.
وفي وقت سابق اليوم، دعا وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا في بيان مشترك، روسيا إلى تنفيذ بنود اتفاق مينسك المعني بحل الأزمة الأوكرانية.وأضاف البيان "تدعم ألمانيا وفرنسا بقوة استقلال أوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها".ومضى قائلا: "على خلفية المخاوف المتجددة بشأن تحركات القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، ندعو روسيا إلى ممارسة ضبط النفس وتقديم معلومات شفافة حول أنشطتها العسكرية".وتابع الجانبان في البيان "أي محاولة روسية للنيل من التكامل الإقليمي لأوكرانيا ستكون عواقبها وخيمة".
فيما تتهم بولندا والاتحاد الأوروبي، النظام في بيلاروسيا باستخدام المهاجرين كسلاح ضد الاتحاد بعد فرض الأخير عقوبات على منيسك، ما تسبب في وصول آلاف المهاجرين إلى الدول الأوروبية في الأشهر الأخيرة.ويخيّم آلاف المهاجرين من الشرق الأوسط على الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، ما أثار مواجهة بين الكتلة والولايات المتحدة من جهة، وبيلاروسيا وحليفتها روسيا من جهة أخرى.وتتّهم دول غربية نظام الرئيس البيلاروسي لوكاشنكو بالتدبير المتعمد للأزمة من خلال تشجيع المهاجرين على القدوم إلى بيلاروسيا ثم إرسالهم إلى الحدود. وتنفي بيلاروسيا الاتهامات وتلقي باللوم على السياسات الغربية المتعلقة بالهجرة.
كذلك رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتهامات الموجهة لروسيا بالضلوع في الأزمة وحضّ الاتحاد الأوروبي على الانخراط في حوار مباشر مع بيلاروس.وأفاد مسؤولون في بيلاروسيا بأن حوالى 2000 مهاجر بينهم امرأة حامل وأطفال يعيشون في أكبر مخيّم قرب قرية بروزغي.وقدّمت السلطات البيلاروسية مساعدات تشمل خياما ومدافئ، وهي خطوة قد تجعل وجود المخيم شبه دائم على الحدود.ورفضت بولندا السماح للمهاجرين بالدخول واتهمت بيلاروسيا بمنعهم من المغادرة.وقال وزير الداخلية البولندي ماريوش كامينسكي، السبت، إن شائعة تنتشر بين المهاجرين مفادها أن بولندا ستسمح لهم الاثنين بالمرور وأن حافلات ستأتي من ألمانيا لاصطحابهم. وأضاف "يجري التحضير لعملية استفزاز".وأرسلت الحكومة رسالة نصية إلى
كل الهواتف المحمولة الأجنبية على طول الحدود تقول "إنها كذب محض وهراء! ستواصل بولندا حماية حدودها مع بيلاروسا. الذين ينشرون هذه الشائعات يسعون لتشجيع المهاجرين على اقتحام الحدود ما قد يؤدي إلى تطورات خطيرة".بدورها، نفت الخارجية الألمانية الشائعة.ورغم الصعوبات، يعبر المهاجرون الحدود بشكل دوري لكن كثيرا ما يتم اعتقالهم وإعادتهم إلى بيلاروسيا.وتقول وكالات إغاثة إن عشرة مهاجرين على الأقل لقوا حتفهم حتى الآن، مضيفة أن أزمة إنسانية تحدث مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وحضّت على وقف التصعيد لمساعدة المهاجرين.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا لا يزال موضوعاً خلافياً على الرغم من توصيات مؤتمر باريس
الملف النووي الإيراني كان محور أول لقاء بين ماكرون وبينيت على هامش قمة المناخ
أرسل تعليقك