القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
عبرت الولايات المتحدة عن معارضتها الشديدة لخطط سلطات الاحتلال المضي قدما في التوسع في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. وأكدت أن هذه التحركات تضر بآفاق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في أقوى انتقاد علني من إدارة الرئيس جو بايدن لسياسة الاستيطان الإسرائيلية حتى الآن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، في إفادة صحفية: "نشعر بقلق عميق إزاء خطة الحكومة الإسرائيلية للمضي قدما الأربعاء في (خطط بناء) آلاف الوحدات الاستيطانية، والعديد منها في عمق الضفة الغربية". وأضاف برايس: "نعارض بشدة التوسع في المستوطنات، والذي يتعارض تماما مع جهود خفض التوتر وضمان الهدوء، ويضر بآفاق حل الدولتين".
وقال برايس إن واشنطن تواصل طرح وجهات نظرها إزاء هذه المسألة مباشرة مع كبار المسؤولين الإسرائيليين. قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان صحافي، إن "الحكومة الإسرائيلية تجاوزت جميع الخطوط الحمراء وغيرت بشكل نهائي قواعد اللعبة السياسية التي اعتمدت على الاتفاقيات الموقعة بشكل نهائي، من حيث تفاخرها العلني بعدم وجود أية عملية سياسية مع الفلسطينيين، وعدم توفر إمكانية لها في المستقبل، ومن ممارساتها العملية على الأرض، والتي تسعى خلالها لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في الضفة الغربية، بما فيها القدس، لصالح الاحتلال، وفرض وقائع جديدة يُصبح معها الحديث عن حل الدولتين درباً من الخيال وغير واقعي".
وأضافت الخارجية: "إن الحكومة الإسرائيلية تواصل حربها المفتوحة على الوجود الفلسطيني في القدس والمناطق المصنفة "ج" بأشكال وعناوين وتدابير مختلفة، عن طريق تعميق وتوسيع الاستيطان بشكل علني، كما هو حال الإعلان مع مناقصات بناء 1300 وحدة استيطانية جديدة في المستعمرات الجاثمة على أراضي المواطنين في الضفة الغربية المحتلة، وعبر عمليات التطهير العرقي واسعة النطاق، وضرب مقومات الصمود الفلسطيني". وحملت الوزارة المجتمع الدولي والإدارة الأميركية المسؤولية تجاه "هذه الانتهاكات الاسرائيلية الممنهجة التي تهدد فرص تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتخرب بشكل متعمد خطوات وإجراءات بناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، مطالبة مجلس الأمن الدولي بـ"الخروج عن صمته والانتقال إلى مربعات الفعل الحقيقي عبر اتخاذ الإجراءات العملية الرادعة والكفيلة بتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة وبمقدمتها القرار 2334".
وكانت «دائرة أراضي إسرائيل» قد طرحت الأحد الماضي مناقصات لبناء نحو 1,355 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، على الرغم من مطالبة إدارة بايدن الحكومة الإسرائيلية بـ«الامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب». وتأتي هذه المصادقة رغم حديث بينت، وتصريحات مسؤولون في حكومته عن «ضغوط أميركية» لوقف التوسع الاستيطاني، وبعد شهور من تجميد التخطيط والبناء الاستيطاني في الضفة. وقال وزير البناء والإسكان، زئيف إلكين، الذي أوعز بطرح المناقصات الجديدة، إن «تعزيز وتوسيع الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة (الضفة المحتلة) أمر ضروري ومهم للغاية وفي صلب المشروع الصهيوني». وأضاف إلكين إنه «بعد فترة طويلة من تجميد البناء في يهودا والسامرة، أرحّب بطرح مناقصات لبناء أكثر من 1000 وحدة سكنية»، متعهداً، في بيان، بـ«مواصلة الحفاظ على الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة وتعزيزه».
وتعتزم الحكومة الإسرائيلية المصادقة على بناء 3,144 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وذلك خلال جلسة «لجنة التخطيط والترخيص»، التي من المقرر أن تُعقد في وقت لاحق من الأسبوع الجاري. وذكر موقع «القناة السابعة» الإلكتروني أن جلسة «لجنة التخطيط والترخيص» ستنعقد غداً للمصادقة على مخطط البناء الاستيطاني الضخم.
وكان موقع "إكسيوس" قال في 6 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أنّ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، طلبت من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، "وقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية". وأمس الإثنين، قال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي، إن "المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق حلّ الدولتين والسلام العادل والدائم والشامل بين الطرفين". ودعا الناطق الأوروبي الحكومة الاسرائيلية "إلى وقف بناء المستوطنات، وعدم المضي قدماً في العطاءات المعلنة". كذلك دعت وزارات خارجيّة كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، في بيان مشترك، الاحتلال الإسرائيلي إلى التوقف الفوري عن بناء وحدات استيطانيّة في الضفة الغربيّة المحتلة، معتبرةً أنّ توسيع المستوطنات ينتهك القانون الدولي.
يأتي ذلك، بعد إعلان سلطات الاحتلال، الأحد الماضي، عن طرح مناقصات لبناء أكثر من 1300 وحدة استيطانية في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومناقصة أخرى لبناء 83 وحدة إضافية في مستوطنة "جفعات هاماتوس" في القدس الشرقية. ونقلت مصادر الإعلام الإسرائيلي عن الحكومة الإسرائيلية قولها إنّ الأخيرة ستصادق الأربعاء على بناء 3 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أول لقاء بين بايدن ماكرون الجمعة في روما بعد أزمة الغواصات
بايدن وماكرون يبحثان تعزيز الدفاع في أوروبا وهاريس في باريس الشهر المقبل
أرسل تعليقك