طهران ـ مهدي موسوي
حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إيران مجدداً من أن الوقت بدأ ينفد لعودتها إلى الاتفاق النووي، معتبراً أنّ الكرة في ملعب الإيرانيين. وفي تصريح صحافي عقب محادثات أميركية-أوروبية في بيتسبرغ قال بلينكن "الكرة في ملعبهم، لكن ليس لوقت طويل". وتابع "المجال المتاح محدود، وبدأ يتقلّص". وشدد بلينكن على أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن مستعدّ لإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي وقع في 2015 ونصّ على كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات عن طهران. وبعد الغموض الذي أحاط باستئناف المحادثات النووية مع إيران وتوقيت وكيفية استئنافها، أعلن مسؤول في الاتحاد الأوروبي، الخميس، أن المحادثات ستجرى قريبًا، كما شددت إيران على ضرورة تنفيذ البنود المتعلقة برفع العقوبات في الاتفاق النووي.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، الخميس، إن المحادثات مع إيران لإحياء الاتفاق النووي ستستأنف "قريبا". وقال بوريل، خلال زيارته للعاصمة القطرية الدوحة، دون الخوض في تفاصيل، أنه بصفته وسيطا فإنه يعتقد أن المحادثات ستستأنف في الوقت المناسب، وأن الاتحاد الأوروبي وشركاءه سيواصلون العمل معا لاستئناف المحادثات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن المحادثات النووية "ستجرى بالتأكيد". وقال إنه من وجهة نظر حكومة إبراهيم رئيسي الجديدة، فإن الجولات الست من المحادثات التي عقدت في فيينا لإحياء الاتفاق النووي لم تكن مثمرة، وأن الحكومة لن تقبل إلا الوعود القائمة على رفع العقوبات الأميركية.
وذكر أنه في النقاش النووي، فإن إيران لا تقبل "أكثر من الاتفاق النووي"، ولا تتوقع أي شيء "أقل من تنفيذ البنود المتعلقة برفع العقوبات".
في غضون ذلك، دعا متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الخميس، إيران إلى العودة إلى المحادثات دون تأخير، حتى يتمكن الجانبان من اختتام المحادثات بسرعة بشأن عودة طهران إلى التزاماتها، وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. وقال المسؤول الفرنسي إن باريس وشركاءها يعتمدون على الجهود الصينية لإقناع طهران باستئناف المحادثات.
وقد حذرت الولايات المتحدة وأوروبا طهران، مرارًا، من أن باب المفاوضات لن يكون مفتوحًا إلى الأبد، وأنه يمكن فرض مزيد من العقوبات على إيران إذا لم تعد إلى المفاوضات.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قرّر في 2018 سحب بلاده من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية، وهو ما تطالب إيران بالعودة عنه قبل تراجعها عن خطوات اتّخذتها في إطار التحرر من التزامات نص عليها الاتفاق.
وقال بلينكن إنّ "مجرد العودة إلى التقيّد ببنود الاتفاق في مرحلة معيّنة لن يكون كافياً للاستفادة مجدّداً من منافعه بسبب التقدّم الذي حقّقته إيران" على صعيد برنامجها النووي. وشدّد على أن الإدارة الأميركية انخرطت "بحسن نية على مدى أشهر" في فيينا في محادثات غير مباشرة مع إيران حول العودة إلى التقيّد ببنود الاتفاق. وطلبت إيران تعليق المحادثات في حزيران/يونيو بسبب انتقال الرئاسة من حسن روحاني الذي أيّد الاتفاق وسعى إلى تحسين علاقات بلاده مع الغرب، إلى المحافظ المتشدّد ابراهيم رئيسي. ولم يتم تحديد أي موعد لاستئناف المحادثات، على الرّغم من إعلان رئيسي تأييده للجهود الدبلوماسية الرامية لرفع العقوبات عن بلاده.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بلينكن يصف علاقة أميركا مع الدول الخليجية بـ"الوثيقة والاستثنائية"
الخارجية الروسية تؤكد عدم انعقاد أي لقاء بين لافروف وبلينكن
أرسل تعليقك