واشنطن ـ يوسف مكي
أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، السبت، استعداد الولايات المتحدة للتباحث مع روسيا بشأن ترتيبات تخص الصواريخ والتدريبات العسكرية للبلدين خلال المحادثات الثنائيّة، التي يرجّح انطلاقها مساء الأحد في جنيف. يجتمع دبلوماسيون أميركيون وروس في سويسرا لمحاولة نزع فتيل التوتر بشأن أوكرانيا، في ظل اتهامات توجهها الولايات المتحدة والأوروبيون إلى موسكو بالتحضير لغزو جديد لأوكرانيا. وستلتقي ويندي شيرمان نائب وزير الخارجية مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف. وسعت الحكومة الأميركية إلى الحد من التوقعات قبل المحادثات مع موسكو المقررة يوم الاثنين المقبل، في الوقت الذي حذرت فيه من "المعلومات المضللة" من الجانب الروسي.
وقال ممثل للبيت الأبيض السبت: "أستطيع أن أؤكد لكم مسبقا أنه لن تكون هناك التزامات ثابتة في هذه المحادثات التي ستكون جدية وراسخة لكنها استكشافية في طبيعتها". وقال المسؤول للصحافيين إن جميع المسائل ستدرس بعد ذلك في واشنطن وستناقش مع الحلفاء خلال الأسبوع. وحذر من أنه قد تكون هناك تقارير كاذبة في وسائل الإعلام الروسية حول نتيجة المحادثات في "محاولة متعمدة لخلق انقسام بين الحلفاء" وحث الصحفيين على "عدم الوقوع فى هذا الامر " . وقال مسؤول أميركي عبر الهاتف: "هناك بعض المجالات (...) التي نعتقد أنه من الممكن إحراز تقدم فيها" شرط أن تكون التعهدات "متبادلة". وأضاف المسؤول الكبير، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "قالت روسيا إنها تشعر بالتهديد من احتمال نشر أنظمة صواريخ هجومية في أوكرانيا... ليس لدى الولايات المتحدة أي نية للقيام بذلك. هذا مجال يمكن أن نتوصل إلى اتفاق بشأنه إذا وافقت روسيا على تقديم التزام متبادل". وأردف أن موسكو "أعربت أيضا عن اهتمامها بمناقشة مستقبل أنظمة صواريخ معينة في أوروبا،
وفق مبادئ معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى... ونحن منفتحون على النقاش" في هذا الشأن. وأكد المسؤول الكبير في البيت الأبيض أن واشنطن مستعدة لمناقشة "إمكان فرض قيود متبادلة على حجم ونطاق" التدريبات العسكرية التي تجريها روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. لكنه تدارك: "لن نعرف حتى نبدأ هذه المحادثات، مساء غد، ما إذا كانت روسيا مستعدة للمناقشة بجدية وبحسن نية"، مضيفا أن الروس والأمريكيين "سيجرون على الأرجح محادثة أولى مساء الأحد" قبل "الاجتماع الرئيسي الاثنين". وتابع المصدر: "ننظر إلى هذه المناقشات بواقعية وليس بتفاؤل"، مشيرا إلى أنها ستكون "استطلاعية"، ولن تؤدي إلى تعهدات نهائية. ورفضت واشنطن بالفعل بعض مطالب موسكو باعتبارها غير قابلة للتطبيق، ما يجعل "التقدم السريع" الذي تريده روسيا في الاجتماعات أمرا غير مرجح.
والجمعة، رفضت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بقوة مطلب روسيا بعدم قبول الحلف أعضاء جدد، وسط مخاوف متزايدة من احتمال غزو روسيا لأوكرانيا التي تطمح للانضمام إلى الحلف. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، إن روسيا ليس لها رأي في من ينبغي السماح له بالانضمام إلى الكتلة. وحذرا روسيا من رد "قوي" على أي تدخل عسكري آخر في أوكرانيا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
البيت الأبيض يتحدث عن سببين محتملين لزيادة الهجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا
مباحثات أميركية - إسرائيلية بشأن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات
أرسل تعليقك