توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محذرًا من تأثير أجندات بعض الجهات الدولية

بودينار يستبعد اعتبار الإلحاد ظاهرة متفشية داخل المملكة المغربية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - بودينار يستبعد اعتبار الإلحاد ظاهرة متفشية داخل المملكة المغربية

سمير بودينار
عادل أمين- الدار البيضاء

استبعد المختص في علم الاجتماع السياسي، والمهتم بقضايا الدين والمجال، سمير بودينار، أنَّ يتم الحديث بشكل علمي عن الإلحاد في المغرب؛ بوصفه يرتقي كميًا إلى مستوى الظاهرة.

وذكر بودينار، خلال مقابلة مع "مصر اليوم": "نحن دائمًا بحاجة إلى مراصد للظواهر والقضايا الدينية والثقافية والاجتماعية، تبين بدقة مستوى انتشارها وتحدد مستوى الأولوية الذي تحتله، والذي ينبغي أنَّ يعطى لها على صعيد الاهتمام البحثي والنقاش العمومي، وبالتالي التداول السياسي والتشريعي".

وقلّل رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية في وجدة، من أهمية انتشار ظاهرة الإلحاد في المغرب، على اعتبار أنَّ التعبيرات العلنية عن الموقف من التدين ترتبط كثيرًا بالسجالات حول قضاياه وتمثلاته الاجتماعية، وهي صادرة غالبًا عن فئات شابة في مرحلة تبلور الشخصية وبناء الأفكار، وعبر وسائط الاتصال الاجتماعية.

ولم يخف سمير بودينار تخوفه من انتشار الإلحاد، "لأننا نعيش في عالم تتسارع فيه وتيرة التأثير والتأثير بالصيحات وموجات القيم والأفكار، وهو أمر التعامل الجدي من منظور وقائي مع مثل هذه المسائل ومسبباتها، مع عدم الاندفاع إلى التهويل الذي تمارسه بعض الجهات لأسباب خاصة وأجندات أكثر من ارتباطه برصد علمي دقيق للقضايا ودراسة آثارها أو مخاطرها المتوقعة".

 وفي معرض حديثه عن الأسباب التي تنتج الإلحاد ومنها التطرف والغلو وانتشار الإرهاب باسم الدين الاسلامي مما يفقد الشباب ثقتهم في الدين، اعتبر بودينار أنَّ هنالك أسبابًا متعددة لهذه الظاهرة تاريخيًا، منها بعض التأثيرات الجانبية لما يسمى بالعلموية أو تسلط العقل باعتباره مصدرًا وحيدًا للمعرفة العلمية عند الإنسان، أو  سلطة المادة كما تجلت في بعض الإيديولوجيات، لاسيما حين تتحكم في مؤسسات التنشئة الاجتماعية، فضلاً عن الإحباط الناتج عن أزمات الواقع الاجتماعي والاقتصادي والهوياتي.

ولكن هذه الأسباب جميعًا لا تنفي بحسب رؤية الباحث في علم الاجتماع السياسي، ما يمكن اعتباره موجات ردود الفعل على بعض مظاهر التطرُّف والعنف التي تؤسس لنفسها تبريرات دينية فتولد تطرفًا مضادًا في الاتجاه اللاديني قد يصل درجة الإنكار الديني الكامل أي الإلحاد.

 وشدَّد سمير بودينار على ضرورة الانتباه إلى أنَّ مصطلح الإلحاد لم تعد له دلالة  وحيدة، وصار الاستخدام الشائع للكلمة، وهو استخدام يكثر في سياق السجالات الفكرية والدينية، يشمل معاني اللاديني وصاحب الموقف من الدين، ومن ليس له اختيار ديني محدَّد وغير ذلك.

وأوضح الباحث ذاته: "أننا إزاء قضية يصعب الاعتماد فيها على معطيات تقارير تصدر من هنا أو هناك لأسباب تتعلق بغموض معايير تحديد من هم هؤلاء "الملحدون" في المغرب؟ وهل هم فقط المجاهرون بذلك؟ ولصعوبة إحصاء أعدادهم بطرق علمية، وأخيرًا للاضطراب الكبير والتفاوت في المعطيات بين التقارير المختلفة في هذا المجال".

كما شكك بودينار في نوايا بعض التقارير الدولية كما هو الشأن بالنسبة لتقارير بعض المراكز التي تعبر غالبًا عن اتجاه معين أو نفوذ تيار ما، فكري أو سياسي أو حقوقي، وقد تكون مؤشرًا على حجم تأثير أحد اللوبيات أومجموعات الضغط النشيطة لصالح قضية أو جماعات معينة، معتبرًا أنَّ هذا سياق مفهوم بالنسبة لبعض الجهات في تعاملها مع المنطقة كلها، وخاصة مع المغرب.

وأكد بودينار على أنَّ إحدى سمات النموذج المغربي هو هذا الوعي بالذات الجماعية الذي لا تشكله الاعتبارات الطائفية أو الفئوية، والذي عبّرت عنه عناصر الهوية الدينية والحضارية للمغرب عبر تاريخه، وهو أمر استُهدف مرارًا سواء بمحاولة استحداث أقليات على أسس إثنية أو مذهبية، أو بالضغط في اتجاه تكريس بعض الظواهر الطائفية أو القيمية الطارئة باعتبارها أمرًا واقعًا.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بودينار يستبعد اعتبار الإلحاد ظاهرة متفشية داخل المملكة المغربية بودينار يستبعد اعتبار الإلحاد ظاهرة متفشية داخل المملكة المغربية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon