القاهرة- محمد التوني
كشف الحادث المتطرّف الذي شهدته مصر يوم الجمعة الماضي في منطقة الواحات في محافظة الجيزة، حالة من القصور الإعلامي، وكذلك قصورا كبيرا في مصداقية المصادر، خصوصا بعدما تأخرت وسائل الإعلام في تناول الخبر فضلا عن تضارب الأنباء.
صحيفة "الأهرام" المصرية تناولت في عددها الصادر الأحد، دور الإعلام وكيف يتعامل مع هذه الأزمات.
من جانبه، أكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام، أن الصمت الإعلامي الذي حدث وقت وقوع العملية الخسيسة وبعدها بوقت غير قليل ليس له ما يبرره، وكان يجب أن تكون هناك بيانات وتقارير إعلامية عاجلة توضح للشعب حقيقة ما حدث، وتشرح لهم الموقف بدقة، لأن هذا حق للرأي العام وحتى لا يكون أسيرا للتكهنات والإشاعات نتيجة الغموض الذي واكب هذه الجريمة الشنعاء.
وأضاف صفوت العالم أن التحكم والسيطرة على عدد كبير من الفضائيات لا قيمة له ما دام نفتقد الرؤية الفكرية والعلمية لإدارة الموقف الإعلامي وقت الأزمات.
وتساءل صفوت العالم: "كيف يغيب دور الإعلام في هذا التوقيت الذي يتعرض فيه عدد من خيرة شباب مصر لعملية إرهابية بشعة وفي نفس الوقت يعظم من البرامج السطحية والتافهة في الوقت الذي ينزف فيه أبناء الوطن في الواحات؟"، وتساءل كذلك عن دور الإعلام في إدارة الأزمات، وطالب المجلس الأعلى للإعلام بتشكيل لجنة لإدارة الأزمات في ظل تعاظم حجم التحديات.
وقالت الدكتورة جيهان يسري، عميدة إعلام القاهرة، إن هناك دورا مهما للإعلام ولكن محاربة التطرّف مسؤولية المجتمع بالكامل ومسؤولية كل الجهات والأجهزة والشعب أيضا، ولكن الإعلام كان بعيدا كل البعد من مسؤولياته ومقصرا تماما ليس في العملية الأخيرة فقط، ولكن طوال الوقت هناك مشكلة في التناول والرؤية والهدف، ولذلك أطالب الإعلام بأن تكون لديه استراتيجية وخطة ممنهجة ودقيقية ومستمرة وليس لحظية لكشف مؤامرات المتطرفين وتوعية الناس بخطورتهم على الأسرة والمجتمع، وأيضا أهمية أن يكون للإعلام دور في حث الناس على مساندة الدولة في الكشف عن أي معلومات عن الجماعات المتطرفة.
وأكدت جيهان يسري أن مصر تعيش في ظروف غير طبيعية ولا بد للإعلام أن يعي ذلك في كل وقت وفي كل برامجه ومضامينه الإعلامية، ولا يصح أن نكتفي بشريط عزاء على الشاشات والمضمون الذي يقدم يسير في اتجاه آخر، وفي مثل هذه العملية يجب أن لا نترك الإعلام أو المراسل للاجتهادات الشخصية لا بد من بيانات موثقة ودقيقة حتى لا يتحول المشاهد إلى قنوات أخرى قد تكون معادية لمصر ومضللة وتبث أخبارا غير صحيحة تثير البلبلة في وقت عصيب تمر به مصر، ولكن سنعبر كل أزماتنا بتقديم الإعلام المستنير الذي يبني ولا يهدم ويقف مع الشعب في خندق واحد من أجل رفعة مصر وتقدمها.
أرسل تعليقك