أكد حقوقيون وإعلاميون وخبراء، خلال ندوة «حقوق الإنسان والممارسات الإعلامية الهدّامة»، التى نظمها المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن مصر تواجه الآن حربًا إعلامية مركزة تستخدم أنماط تلاعب نفسى من خلال وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، وقال محمد فائق، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان: «لقد أمضيت كل سنوات عمرى مدافعًا عن قضايا حقوق الإنسان، وفى القلب منها حرية الرأى والتعبير، لما لها من أثر بالغ على شتى مجالات العمل الوطنى والإنسانى، وفى المقابل، فقد عرفت المجال الإعلامى عن قرب، وشرفت بحمل حقيبة الإعلام فى أوقات حرجة وخطيرة من عمر الوطن، لذلك أجدنى معنيًا بشكل مباشر بكافة التطورات التى تؤثر فى هذين المجالين».
وقال ياسر عبدالعزيز، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن المشهد الإعلامي على مستوى العالم ومصر يشهد تغييرات ذات طابع حقوقى خطير يتعلق بالعالم أجمع، وليس مصر فقط.
وأضاف أن القضية تتصدر المشهد فى الوقت الحالى فى ضوء أزمة تصريحات الرئيس الفرنسى بشأن الإسلام والمسلمين، وهى أزمة تتعلق بحرية الرأى والتعبير، وحرية الممارسة التى باتت تشكل انشغالا دوليا بتلك القضية.
وواصل: «مصر تواجه الآن حربا إعلامية مركزة تستخدم أنماط تلاعب نفسى من خلال وسائل الإعلام التقليدية والجديدة». وأشار إلى وجود انتقادات لبعض أنماط الإعلام الوطنية فى المقابل، كما أن هناك مطالب بتعزيز حقوق الإنسان وحرية تداول المعلومات وضمان بيئة حقوقية ملائمة قادرة على مواجهة الشائعات وحماية حق الجمهور فى التزود بالمعلومات.
وقال الدكتور محمود علم الدين، الأستاذ بإعلام القاهرة، إن المواقع الاجتماعية كمهددات للأمن القومى للدول تشكل مجموعة من التحديات والتهديدات للأمن القومى تتمثل فى تهديد الاستقرار من خلال نشر الشائعات واختلاق الأحداث وصناعة الأخبار، بقصد أو دون قصد، من خلال الممارسة المهنية غير المسؤولة، أو التوظيف السياسى المخطط.
وأضاف أن «فيسبوك» فى مصر مثلا كاد تسبب فى العديد من الأزمات الطائفية والصراعات فى محافظات مصر، و«الواتساب» فى الهند تسبب فى أعمال عنف انتهت مؤخرا بقتلى ومصابين نتيجة الأخبار الزائفة التى تداولها.
وعرض علم الدين لورقة بعنوان «نحو بيئة إعلامية أكثر قدرة على تعزيز حرية المواطنين وصيانة الاأمن القومى»، أكد خلالها أانه من بين التحديات الحض على الكراهية والتحريض ضد فئات أو طوائف، أو ضد مؤسسات الدولة، وازدياد حالات التهديد، والتعدى، والسب والقذف، والتحرش على الشبكة، فضلًا عن انتشار المواقع الإباحية.
ورصد علم الدين ازدياد الجرائم الإلكترونية فى المجال الاقتصادى «مثل قضايا شركات التسويق الإلكترونى»، فضلًا عن «عدم احترام الملكية الفكرية فى النشر»، والانكشاف المعلوماتى للمجتمعات من خلال مواقع الشبكات الاجتماعية بوجه خاص، وتعرض خصوصية الأفراد لخطر الإدراك، فلكل فرد profile ولكل مجتمع profile، ولكل دولة كذلك يستطيع أى جهاز معلوماتى «استخباراتى» أن يفيد منه فى فهم أدق تفاصيل المجتمع.
وأشار إلى تزايد الفجوة الرقمية بين المجتمعات التى تملك التكنولوجيا الرقمية وتجيد توظيفها، وبين المجتمعات التى لا تملكها، ما يجعل الطرف الأخير فريسة وفى موقف ضعيف من الناحية المعلوماتية.
واستطرد: إن الإعلام الاجتماعى يدمر مؤسسات الإعلام التقليدية، المطبوعة والمسموعة والمسموعة المرئية (السلطة الرابعة)، بجذب القراء والمستمعين والمشاهدين والمعلنين، مما قد يؤدى إلى القضاء التدريجى عليها صانعًا سلطة خامسة جديدة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
"تويتر" تفقد 23% في أرباح الإعلانات رغم النمو القوي لعدد المستخدمين
بايدن يدعو مؤسس "فيسبوك" لتغيير ضوابط الإعلانات والخطاب السياسي
أرسل تعليقك