c السخرية السياسية في الأردن تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 05:28:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكدت أنها تؤدي إلى الهروب من الواقع

السخرية السياسية في الأردن تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - السخرية السياسية في الأردن تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي

فن الكاريكاتير السياسي
عمان ـ إيمان يوسف

كشفت الباحثة لارا العتوم إن السخرية السياسية يعتبرها البعض "لغة ناطقة للغالبية الصامتة" ، فيما يعتبرها البعض البعض الأخر"نتاج إبداعي ينتقد القصورات، والتعاليم الاجتماعية في المجتمعات البشرية باستخدام النكتة، والعکس، والغضب، والنقائض" .

واعتبرها آخرون "الهروب من الواقع" وآخرون "نتاج خوف وهروب من العقاب" ، ولكن الأجماع فإن السخرية السياسية شكل إبداعي تحتمله النفس ويثير الضحك بغض النظر عن طبيعة الواقع التي تخرج منه ، سواء كان مضحكًا أم مبكيًا أم بلا موقف فالسخرية السياسية جاءت ملزمة بتقديم الحلول أو النظر إلى الشيء بإبداع بشري تام في المفردات التي يستخدمها  الساخر في التعبير بتجانسها مع المفاهيم الاجتماعية ، أو الثقافية ، أو السياسية.

وأضافت العتوم خلال ندوة نظمها مركز إمداد للإعلام في العاصمة الأردنية عمان مؤخرًا بعنوان "السخرية السياسية في الأردن" أن السخرية كالعديد من الكلمات التي تغير استخدامها مع مرور الزمن فأصل الكلمة سُخْرِيَّه "تَهَكُّم،اِسْتِهزاء" استخدامها الأن بمعناها "أُضْحوكة جَماعيَّة ، "نُكتة ساخرة" أكثر استخدامًا في الحياة العامة ، كنوع من أنواع التعبير خاصة تلك التي تخص الأوضاع السياسية.

وبينت العتوم أن الأردن بعد لبنان من أوائل الدول التي أعطت مساحة للكتابة الساخرة في صحيفة رسمية في أوائل الثمانيات في "شاهد عيان بعد أن كان تداولها في السبعينات بين العامة وبشكل غير رسمي إلى أن أصبحت منتظمة الصدور ومتطورة حتى وقتنا الحاضر الذي برز فيها الكاتب الأردني أجمد  حسن الزعبي ، كما احتضنت العديد من السياسيين الأردنيين الذي تميزوا بقربهم من الشارع الأردني ، ومنهم الوزير الأسبق الدكتور صبري ربيحات.

وبينت العتوم أن وجود الإنترنت زاد من زخم السخرية السياسية في المواقع الإلكترونية كافة ، إضافة إلى وجود مواقع متخصصة لذلك ، مشيرة إلى أن الإعلام ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالرسومات ، بما عرف بفن الكاريكاتير السياسي ، بمساحات على الصفحات الأخيرة للصحف ، حيث  بدأ مع عدد من الفنانين منهم رباح صغير ، وجلال الرفاعي ، وزكي شقفة حيث شكل ثلاثتهم ملامح هذا الفن في الأردن لعقد كامل تقريبًا ، وفي السبعينيات، تطوّر الكاريكاتير في الأردن على صعيد الشكل والمضمون مع تطور الطباعة.

وظهرت منافسة بين الرسامين وتم التطرق للقضايا المحلية ولو بخجل كما بدأت تقنيات الفنون الطباعية كالزيباتون والكاريكاتير الملون بالظهور إلى أن توسّع فنّ الكاريكاتير في الصحف الأردنية في فترة حساسة ، واكبت "فك الارتباط" القانوني والإداري والمالي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، عام 1988.

ورُفعت الأحكام العرفية وانطلقت مسيرة الديمقراطية والانتخابات وظهرت الصحف الحزبية الجديدة والأسبوعيات المنوّعة، ومعها ظهر الرسامون الشباب الجدد.

وأشارت العتوم إلى أنه منذ  التسعينيات حتى اليوم برز العديد من الرسامين في الأردن استفادوا من ارتفاع سقف الحرية ، وتعدد المنابر وأصبح التنافس على استقطاب رسامي الكاريكاتير مهمة رئيسة للصحف وصار هامش التطرّق إلى شؤون السياسة المحلية والتصدي لظواهر مجتمعية أمرًا متاحًا ، فقاموا بخلق حركة جديدة عبر رسوم تعبّر عن صوت المواطن الأردني من ارتفاع سقف الحرية ، وفي عام 2008 ، حيث تألق أبرز رسامي وقتنا الحاضر عماد حجاج  ونضال هاشم وجلال الرفاعي وأمجد رسمي وناصر الجعفري ، حيث عملوا على تأسيس "رابطة رسامي الكاريكاتير الأردنيين" ، لافتة إلى أن السخرية السياسية والاجتماعية تغلغلت في الثمانينات ، من الصحف الورقية إلى الدراما الأردنية ، فتكاتف الشارع الأردنيمع الكوميديا الاجتماعية الساخرة من خلال المسلسل  "أبوعواد" ،  بتسليط الضوء على بعض عادات وثقافات ومشاكل المُجتمع المدني والريفي ومسلسل "العلم نور" الذي كان كمساند لعملية محو الامية التي شهدها الأردن ، في أوائل السبعينيات ، لينتقل بعد ذلك إلى المسرح الحر فكان أول مسرح أردني سياسي ساخر في منتصف التسعينيات "نبيل وهشام  ليصار" مسرح نبيل ، نبيل صوالحة ، الذي جعل ناقدوه يقولون ، وداعًا للعصر الذهبي للمقالات والأعمدة الساخرة ، إذ وضع مسرح نبيل صوالحة الأردن ، في خارطة الـعمال الساخرة العربية والعالمية وباتت تمتاز أعماله ليس فقط بأنها لسان حال المواطن الأردني بل فيما يسمى بالفكر الناقد الساخر الجديد ، بإبداع التعبير تحت سلطة الممنوع بجمل مرنه تكاد تكون نكتا سهلة التداول ، والاستخدام بين الناس بل وتتحمل الإضافة إليها من طرف ناقلها ، كالأساطير التي حملت الكثير من أحلام الناس التي نقلتها وأمانيهم ن وللمفارقة لم يختار "مسرح نبيل صوالحة" ، مواطنيه أو متابعيه ، وفي قضاياه مفتوحة قد تمس الواقع المعيشي للمواطن الأردني في المقام الاول.

وقد ترى مشهدًا يظهر مواطن في بلد ما في ظرف ما وهنا اختاره الجمهور كالناطق الإعلامي لحاله ، لما تمتع به من أخلاق في الطرح والسهل الممتنع في التعبير والذكاء في طرح السلبي ، إذ يشعر المواطن بالراحة أن هناك من يرسل الرسائل ، خاصة أن المعنيين من الجمهور بعد ذلك أسس الفنان موسى حجازين ، ما عرف بالكاريكاتير التلفزيوني الناطق متميزًا بإثارة القضايا الاجتماعية والسياسية بوقت قصير وهادف.

وبحسب العتوم فإن السخرية السياسية تحظى بإهتمام الشارع ليس فقط لإبداعها بل لقصرها وليونتها وتعبيرها المباشر ، حيث ابتعدت السخرية السياسية عن النمطية رغم زخم الأفراد العاملين فيها من هواه ومتخصصين وسياسيين ، وجمعت الناس باختلافاتهم بهدف بناء اجتماعي سياسي ثقافي أفضل مبتعدة عن الإدراك الخاطئ ، رغم تتلونها بتأثير مباشر على السلوك الفردي ، مولدة تفاعل اجتماعي كبير جدًا .

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السخرية السياسية في الأردن تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي السخرية السياسية في الأردن تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 00:33 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
  مصر اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 06:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon