توقيت القاهرة المحلي 20:49:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحولت إلى مركز للاحتجاجات وإلقاء الحجارة على أي شخصية إعلامية

الصحافيون يردون بمحاولات لكسر الطوق الأمني الصارم من الحكومة الهندية في كشمير

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الصحافيون يردون بمحاولات لكسر الطوق الأمني الصارم من الحكومة الهندية في كشمير

حملة غير مسبوقة للحكومة الهندية
نيودلهي - مصر اليوم

منذ حالة التعتيم في الجانب الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه إثر قرار الحكومة الهندية بإلغاء الوضعية الخاصة لولاية جامو وكشمير السابقة، وإعادة تنظيم أوضاعها كإقليم اتحادي، تمر على وسائل الإعلام في الإقليم أوقات عصيبة بسبب قطع خطوط الهاتف والاتصال بالإنترنت، فضلاً عن القيود الكبيرة المفروضة على تبادل المعلومات داخل الإقليم.

ورغم تخفيف القيود المفروضة على الانتقال إلى حد ما حتى تاريخ كتابة هذا التقرير، فإنه لا تزال محاولات الدخول إلى وسط العاصمة سريناغار محفوفة بكثير من المخاطر، التي تحولت إلى مركز للاحتجاجات الشعبية وإلقاء الحجارة على أي شخصية صحافية أو إعلامية، لا سيما أولئك الذين يحملون الكاميرات لالتقاط الصور وتسجيل المجريات.

في الماضي، كانت السلطات تحظر خدمات الإنترنت عبر الهواتف الجوالة في ولاية جامو وكشمير كلما ثارت المخاوف بشأن تعطيل إنفاذ القانون وسير النظام العام في الولاية، غير أن الحظر لم يكن يشمل خدمات خطوط الهواتف الأرضية وخدمات الشبكة ذات النطاق العريض التي كانت تعمل بصورة طبيعية، مما كان يتيح لوسائل الإعلام متابعة أعمالها المعتادة من دون عوائق.

صارت الآونة الراهنة من الأوقات العصيبة، وباتت الأوضاع أكثر صعوبة مع رقابة الحكومة الهندية الصارمة على أي تقارير إخبارية، واتخاذ الإجراءات القاسية بشأن الصحافيين والمراسلين هناك. وأرسلت الحكومة الإشعارات والتفسيرات التوضيحية إلى جميع المراسلين والمنافذ الإعلامية الخارجية التي قدمت قصصاً وتقارير إخبارية من داخل وخارج العاصمة نيودلهي، من شاكلة "هيئة الإذاعة البريطانية" و«شبكة الجزيرة» القطرية، مستخدمين مقاطع للفيديو من احتجاجات ومظاهرات قديمة.

أقرأ أيضًا:

الصحافيين تمنع حنان اللموني من دخول النقابة وإحالتها للتحقيق

نظراً لصعوبة التواصل مع جميع الزعماء السياسيين الموجودين داخل كشمير، الحكوميين منهم والانفصاليين، لا يزال الصحافيون يحاولون تلمس السبل الجديدة للتواصل معهم بغية الحصول على أي تصريح حصري بشأن الأوضاع الراهنة داخل الإقليم عبر محاولات كسر الطوق الأمني الصارم المضروب حول العاصمة سريناغار، لا سيما في محيط منازل وأعمال السياسيين هناك.

وحاول أحد الصحافيين، ويُدعى رواب علي، الذي اتخذ اسماً مستعاراً حفاظاً على أمنه وسلامته، إجراء مقابلة مع أحد زعماء الأحزاب السياسية البارزة في كشمير في مقر إقامته بإحدى ضواحي العاصمة سريناغار الراقية. وبمجرد وصول الصحافي إلى المنطقة وجد مفرزة كبيرة من رجال الشرطة والقوات شبه العسكرية في انتظاره يعملون على حراسة المكان، وكانوا يرفضون مرور مجموعة صغيرة من المواطنين الذين جاءوا لمقابلة الزعيم السياسي لبعض أغراضهم.

قال معلقاً على الأمر: "واتتني فكرة الذهاب لشراء بعض لوازم البقالة من أحد المتاجر القريبة. وأوقفني عدد من الحراس عند بوابة المقر، وأخبرتهم أنني أحد أعوان الزعيم السياسي. وعندما لاحظوا وجود البقالة بحوزتي، سمحوا لي بالدخول. ولقد تمكنت من إجراء مقابلة موجزة للغاية معه، واعتبرت أن مهمتي بذلك قد انتهت".

انعدمت تماماً وسائل الاتصال المباشرة بالمصادر في كشمير، باستثناء محاولات الزيارة الشخصية على أمل العثور عليهم والحديث معهم. كما جفت تماماً مصادر المعلومات الرسمية في الإقليم بسبب انقطاع خطوط الهواتف الأرضية. ولا يستطيع أحد من رجال السلطة الرسمية الحديث إلى وسائل الإعلام، كما قال الصحافيون، وبالتالي لا توجد أي وسيلة لتأكيد المعلومات.

هناك إجماع بين الصحافيين على أن حملة الحكومة الهندية الحالية على الحركة الإعلامية والصحافية لم يسبق لها مثيل من قبل. ويقول مير إحسان، مدير مكتب سريناغار لصحيفة "هندوستان تايمز" الهندية، الذي يتبوأ منصبه هناك منذ أكثر من عشرين عاماً حتى الآن: "عندما يتعلق الأمر بجمع ونقل المعلومات بشأن الإقليم، لم تكن الأوضاع بمثل هذا السوء في السابق".

وقال "مظفر راينا" مراسل صحيفة "تلغراف" البريطانية في العاصمة سريناغار، إنه كتب تقريره الإخباري على حاسوبه الشخصي، والتقط بعض الصور الداعمة، وحاول إرسالها على "فلاش درايف" إلى نيودلهي حيث جرى نقلها إلى مكتب الصحيفة في ولاية كولكاتا الهندية.

وقال مختار بابا، رئيس تحرير وكالة "كشمير برس" الإخبارية: "لقد عدنا أدراجنا إلى العصر الحجري القميء مرة أخرى".

وتزداد الأمور صعوبة بمرور الوقت بالنسبة إلى أصحاب المنافذ الإعلامية المحلية. فلقد حولت أزمة الاتصالات الراهنة الكثير من الصحف السائدة إلى مجرد "كتيبات تحمل الإفادات الحكومية الرسمية" ونفحات قليلة من المقالات الإخبارية. ومن بين ما يقرب من 150 صحيفة تعمل هناك، كانت عشر صحف منها تعمل بالكاد خلال الأسبوع الأول من قرار الإغلاق.

لا تزال كثير من الصحف العاملة حتى الآن عاجزة تماماً عن تحديث مواقعها الإلكترونية بسبب انقطاع خطوط الإنترنت. وأصبحت الصحف التي تنطلق من كشمير، والتي كانت تُطبع فيما لا يقل عن 20 صفحة يومياً لكل منها، تخرج في خمس إلى ست صفحات فقط في اليوم، ولم تتمكن تلك الصحف ولا غيرها من تحميل الإصدارات الإلكترونية لمدة تزيد على أسبوعين بسبب توقف خدمات الإنترنت عن الإقليم.

يقول فيصل ياسين، المحرر المساعد لصحيفة "رايزينغ كشمير"، إن الأوضاع في الإقليم كانت أسوأ من ذلك في عام 2008، ثم مرة أخرى في عام 2016، ومع ذلك لم تتوقف الصحيفة عن النشر ولم ينخفض عدد صفحاتها إلى أربع صفحات بالكاد من قبل.

بالإضافة إلى ذلك، هناك حالة عامة من انعدام الثقة بين الجمهور المحلي ووسائل الإعلام لا سيما العاملة من خارج المنطقة.

ويتم انتقاء أقذع أنواع السباب في وصم "وسائل الإعلام الهندية"، التي يصفها أغلب مواطني العاصمة سريناغار بالأدعياء، والمنافقين، وبائعي الذمم. ويقولون عنهم إنهم يأتوننا للحديث معنا، ولكننا نعلم تماماً أنهم لن ينقلوا جانبنا الحقيقي من الأمر بكل أمانة!

وقال أحد المواطنين: "لدينا خصمان؛ حكومة ناريندرا مودي ووسائل الإعلام الهندية. أحدهما يحيل الحياة جحيماً علينا، والآخر يأتي إلينا ويخبرنا بأن كل شيء على ما يرام!".

ومن المثير للاهتمام أن الحقائق تحولت إلى أكبر ضحايا قصة كشمير بسبب المبالغة المفرطة في سرد واقع الحياة على طبيعتها في كشمير مع الأجندة الحكومية العدائية التي حولت المنطقة إلى ما يشبه ساحة القتال المستعر. وكلا الأمرين منافٍ تماماً للواقع الحي المشهود على الأرض في الإقليم.

كانت هناك حالات لأعمال العنف، وإلقاء الحجارة، وبعض الإصابات، ولكنها من الأشياء التي اعتاد الناس في كشمير معاينتها بين الحين والآخر. ومن الواضح أن الأوضاع أبعد ما تكون عن طبيعتها المعتادة، وهذا هو السبب الرئيسي في انطلاق حملة الإغلاق وانقطاع الاتصالات عن الإقليم.

وبررت المصادر الحكومية توقف خدمات الإنترنت وانقطاع خطوط الهواتف الأرضية أنها تساعد في تراجع حدة أعمال العنف على العكس مما كان يحدث في الماضي. وفي حين انتشار حالة الغضب والسخط العام، فمن الصعوبة تقييم ما إذا كانت تتعلق بقرار الحكومة الهندية إلغاء المادة 370 من الدستور، أو تتصل بحالة تعتيم الاتصالات الجارية هناك حتى الآن.

وقد يهمك أيضًا:

"تويتر" يُقرر تحديث قوانينه المتعلقة بخطاب الكراهية للأديان

حملة عالمية بشعار "أصدقاء حقيقيون" احتفاءً من "سناب شات" بقيم الصداقة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافيون يردون بمحاولات لكسر الطوق الأمني الصارم من الحكومة الهندية في كشمير الصحافيون يردون بمحاولات لكسر الطوق الأمني الصارم من الحكومة الهندية في كشمير



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 09:31 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج العقرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon