توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يتداولها المواطنون بكثافة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

الاحتجاجات الشعبية تفرز تعليقات وطرائف وخلافات في لبنان

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الاحتجاجات الشعبية تفرز تعليقات وطرائف وخلافات في لبنان

الاحتجاجات الشعبية بلبنان
بيروت ـ كمال الأخوي

منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية بلبنان في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حتى اليوم، يتداول اللبنانيون طرائف وأخباراً تتعلق بها. وتشهد وسائل التواصل الاجتماعي حركة كثيفة، لا سيما عبر خدمة «واتساب» للرسائل الإلكترونية. وبلغت أعداد هذه الرسائل المئات؛ إلى حدّ جعل كثيرين ممن يتلقونها لا يتوانون عن محوها فور وصولها إليهم ليتمكنوا من استقبال غيرها تحاكي الساعة.

وتدور غالبية هذه الطرائف والتعليقات حول الحالات المتأزمة بين أفراد العائلة الواحدة في البيت اللبناني. فالوضع الراهن جعلهم على احتكاك دائم فما بينهم منذ أن أجبرتهم الأحداث الأخيرة على الأرض على البقاء في المنزل من دون القيام بأي نشاط آخر يذكر.

ومما زاد الأحوال سوءاً وجود الأولاد أيضاً في البيت في ظل إغلاق المدارس أبوابها في جميع المناطق اللبنانية. وصارت الأمهات يبحثن عن وسائل لتسليتهم، أو لإبعادهم عن القفز أمامها ولو لساعة واحدة. ومن بين النكات؛ تلك التي جاءت في رسالة صوتية لـ«إحداهن تطلب من سائق حافلة المدرسة الذي اعتاد توصيل أولادها إلى المدرسة يومياً، أن يمر عليهم كعادته كل يوم ويأخذهم في نزهة طويلة وهي مستعدة لأن تدفع له أجرته الشهرية المعتادة».

اقرأ أيضًا:

"اليونسكو" تطالب بوليفيا بتنظيم عمل وسائل الإعلام لضمان عقد انتخابات نزيهة

وعندما أعلن وزير التربية أكرم شهيب عن استئناف الدراسة إثر فتح الطرقات، انتشرت النكات حول الموضوع؛ وبينها واحدة تقول: «التلاميذ يطالبون بمهلة 72 ساعة لإيجاد كتبهم وشنطهم». وذلك في إشارة إلى المهلة التي طالب بها الرئيس سعد الحريري لإجراء الورقة الإصلاحية. وفور الإعلان المذكور من قبل الرئيس الحريري لم يتوانَ اللبنانيون عن تركيب صورة في رسالة إلكترونية فيها 72 صنفاً من الساعات كتب عليها: «وهيدي 72 ساعة التي طلبتها». أمّا الطرفة التي تناولت أيضاً مشكلة وجود الأولاد في المنزل لوقت طويل فتقول: «أنا وبكامل قواي العقلية أقر وأعترف من بعد هذه القعدة الطويلة بالبيت مع الأولاد: لا للتغيير ونعم للفساد». وانتشرت أخرى مستوحاة من ضريبة الـ«واتساب»، التي كانت فرضتها الدولة اللبنانية على مستخدميه فتسببت في انطلاق شرارة الثورة، وتقول: «ياخدو الـ6 دولار بس يردولي الأولاد على المدرسة لأنّي سأدفعهم على صحتي».

من بين المنشورات الإلكترونية التي استوحيت من شعارات الثورة أيضاً تلك المنقولة عن إحداهن تقول: «زوجي كلّما سمع على شاشات التلفزة عن الشعارات التي تنادي باستعادة الأموال المنهوبة بيتطلع فيي». وعبارة «مش ناسيينك» التي يرددها اللبنانيون في مظاهراتهم للإشارة إلى شخصيات سياسية ساهمت في فساد الدولة رغم غيابهم عنها حالياً. وانتشرت طرفة تقول: «كل واحد بتلاحظو نصحان (زاد وزنه) هذا يعني أنو ما تظاهر، فمش ناسيينك انت كمان». وكتبت إحداهن تقول: «نظراً للظروف القاهرة التي تعيشها النساء حالياً في المنزل وتجبرها على تناول الطعام بشكل دائم، يطلب إقفال الثلاجات بالشمع الأحمر». فيما تعلّق أخرى على الموضوع نفسه: «قطع الطريق بين غرفة الجلوس والمطبخ بسبب الأكل الإضافي الذي نتناوله هذه الأيام». وحول عبارة: «كلّن يعني كلّن»، التي تتردد في الاحتجاجات الشعبية، تدور تعليقات كثيرة تتناولها كتلك التي تقول: «كل بنت نازلة عالثورة متأنقة بحب قلك: ما رح تلاقي عريس، لأن كل الشباب طفرانين كلّن يعني كلّن».

ولم تقتصر إفرازات الحراك المدني على الطرائف والتعليقات المضحكة؛ بل تجاوزت ذلك لتأخذ المنحى الجدي أحياناً كثيرة. وتجلت في نقاشات حادة في البيت الواحد بسبب اختلاف في وجهات النظر، أو تفاوت الحماس بين أبناء العائلة الواحدة للمشاركة في الاحتجاجات، أو العكس. وبلغ الأمر ببعض الشباب التوجه إلى ساحات هذه الاحتجاجات من دون علم ذويهم. وقد طلب أحد المتظاهرين من مراسلة تلفزيونية كانت تغطّي الحراك في منطقة الرينغ، قائلاً لها: «الرجاء عدم التصوير، فهناك أصدقاء لي يرافقونني من دون علم ذويهم بذلك». وحتى العلاقات الجديدة التي استحدثتها هذه الاحتجاجات بين اللبنانيين الذين التقوا في ساحات المظاهرات ومن مناطق مختلفة، ساهمت في استحداث نقاشات طويلة حملت الحدة مرات كثيرة ونقلتها شاشات التلفزة بدورها. ولم تستثن هذه الخلافات أبناء البيت الإعلامي الواحد؛ إذ تردّد أنّ إحدى محطات التلفزة المعروفة في لبنان، تشهد انقساماً حاداً بين العاملين بقسم نشرات الأخبار فيها، ظهر بشكل صريح عبر تغريدات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء انقطاع التواصل التام بين الأهل وأولادهم المنشغلين إمّا بواقع المظاهرات على الأرض أو بانعكاساتها على وسائل التواصل الاجتماعي، ليحدث بدوره انقطاعاً في العلاقات الاجتماعية الأساسية. فالأولاد ينكبون على أجهزتهم الجوالة بشكل دائم، فيما الأهل يتسمّرون أمام شاشات التلفزة لساعات طويلة، ليشكل هذا الوضع انقطاعاً تاماً لعملية التحاور بين الطرفين.

قد يهمك أيضًا:

انطلاق المؤتمر الصحافي للميلاد للعام 2018-2019 في بيت لحم

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتجاجات الشعبية تفرز تعليقات وطرائف وخلافات في لبنان الاحتجاجات الشعبية تفرز تعليقات وطرائف وخلافات في لبنان



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon