توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيانات غير مرئية بخلايا لا يمكن مواجهتها في معزل عن التوعية وتحديث القوانين

100 دولار أميركي لتدشين جيش إلكتروني قوامه 10 آلاف حساب على "تويتر"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - 100 دولار أميركي لتدشين جيش إلكتروني  قوامه 10 آلاف حساب على تويتر

وسائل التواصل الاجتماعي
واشنطن ـ عادل سلامة

أدخل الإنترنت، في مطلع الألفية الثالثة، عنصرًا جديدًا على الإعلام والمعرفة. صار الإعلام أكثر جماهيرية وبات الجمهور طرفًا في صناعة خبر أو نشر معلومة، وغداة هجمات الحادي عشر من سبتمبر والتوسع في الحملة على التطرّف، سُلط الضوء على ما سمي آنئذ بــ"غرف الدردشة" عبر الإنترنت ودورها في تأمين التواصل بين تنظيم "القاعدة" وعناصره، ودخلت تعابير جديدة في قاموس التطرّف، أشهرها "الخلايا النائمة"، في إشارة إلى المجموعات المتخفية التي تنتظر أوامر التحرك من قياداتها.

تسلل المتطرفون إلى وسائل التواصل الاجتماعي واستخدموها للتواصل المتطرّف، وفي زمن "القاعدة"، شكل الإنترنت شبكة الترابط والتراسل بين قيادة التنظيم وفروعه العالمية. لكن بعد تفكك المركز في أفغانستان، عادت القيادة إلى الأساليب القديمة في كتابة الرسائل بخط اليد وتسليمها باليد كذلك إلى الجهة المعنية، وفي زمن أبي مصعب الزرقاوي، استعاد الإنترنت دوره في بث أشرطة الإعدامات الوحشية. ومع صعود داعش، أحكم هذا التنظيم سيطرته على الفضاء الإلكتروني أكثر مما فرضها على الأرض. وفيما استخدم الفيسبوك لتجنيد الشبان والشابات، أوجد نظامًا من التواصل الآمن وجعل تطبيق "التلغرام" وسيلته الموثوقة في الاتصال بعناصره وتوجيه التعليمات. وتشير الإحصاءات إلى أن ثمانين في المئة ممن انتسبوا إلى داعش جندوا عبر الإنترنت.

وتعتمد الخلايا الإلكترونية على إنشاء حسابات وهمية تنشط في السعودية، المجتمع الذي يستخدم الفرد فيه جهازه الذكي لأكثر من 260 دقيقة يوميًا، ويبلغ عدد مستخدمي شبكات التواصل فيه أكثر من 18 مليون مستخدم، بينما يشاهد سبعة ملايين مستخدم يوميًا نحو 106 آلاف ساعة على اليوتيوب، فضلًا عن تناوب 11 مليون مستخدم على الفيسبوك، واستعمال 9 ملايين آخرين لتويتر، ومثلما استهدفت الخلايا الإلكترونية تجنيد الشبان الأوروبيين، نشطت هذه الخلايا في استمالة الشبان السعوديين وحضهم على العنف وقتل أقاربهم العاملين في الأجهزة الأمنية والذهاب للقتال في سورية والعراق.

وتنبأت السعودية الدولة الأبرز في مكافحة التطرف، منذ أعوام عدة بخطر الخلايا الإلكترونية بعدما لاحظت إقدام عدد من الدول المعادية لها على تنظيم حملات إلكترونية وبحسابات وهمية سخرت لنشر خطاب الكراهية وتعبئة المجتمع ضد السلطة، ومن الأمثلة الصارخة على الحملات المناوئة للسعودية دعم قطر للإرهاب الإلكتروني بطرق متعددة، أنفقت عليها مليارات الدولارات وسعت، مدى أعوام، إلى إشاعة الفوضى داخل المجتمع السعودي، واعتقدت قطر أنها نجحت في مسعاها وسرعان ما واجهت قسوة الحقيقة في فشل حملاتها حتى أنها باتت محل تندر من قبل مستخدمي الإنترنت.

ويكشف دور المستخدمين في فضح الهجمات القطرية أهمية وقوف المجتمع إلى جانب الجهات الأمنية في ملاحقة التطرّف الإلكتروني والقضاء عليه، ذلك أن مطاردة الحسابات الوهمية يستغرق وقتًا طويلًا نظرًا إلى كثرتها وقلة كلفتها. حيث يستطيع أي كان إنشاء عشرة آلاف حساب وهمي في تويتر بمبلغ لا يتجاوز المئة دولار، ولم يعد كافيًا تعقب التطرّف الإلكتروني باستنفار الطاقات البشرية فحسب. قيام شخص واحد بتأسيس آلاف الحسابات الوهمية يدفع إلى الاعتماد أكثر على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويوميًا، تغرد مواقع التواصل بكم ضخم من التعليقات ويتفاعل مريدوها مع مئات الآلاف من الحسابات الوهمية. وكان أصحاب هذه الحسابات حرصوا عند انطلاقهم على كسب ثقة المنتشرين في العالم الافتراضي، بيد أن تزايد أعداد متابعيهم وترسيخ الثقة في صدقيتهم الزائفة فتحا طريقهم إلى الجانب المظلم في عملهم: إثارة الفتن تأجيج الكراهية والتحريض على العنف.

وتواجه السعودية التطرّف على جبهات عدة. وبعد نجاحها في إحباطه على الأرض، تولي اليوم اهتمامًا خاصًا بمكافحته على المنصات الإلكترونية، مما يعزز دورها حيال الأمن الدولي، ويعد مركز "اعتدال" من أحدث المراصد السعودية المتخصصة في مراقبة المحتوى المتطرف وتحديد مصادره، وما دامت الثورة الرقمية وتكنولوجيا الاتصال في تطور مستمر، تقتضي مكافحة التطرّف الإلكتروني أن تتطور في دورها، ودخول العالم في عصر الحروب الهجينة ذات الأشكال والأساليب والموارد البشرية المتعددة، جعل الجيوش الإلكترونية ركنًا أساسيًا وهي كيانات غير مرئية وغير عضوية وكذلك خلاياها القاتلة التي لا يمكن مواجهتها في معزل عن التوعية وتحديث قوانين مكافحة التطرّف

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

100 دولار أميركي لتدشين جيش إلكتروني  قوامه 10 آلاف حساب على تويتر 100 دولار أميركي لتدشين جيش إلكتروني  قوامه 10 آلاف حساب على تويتر



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon